وليم الأوكامي

وليم الأوكامي (بالإنجليزية: William of Ockham)‏ (ولد 1288 - توفي 1348) هو راهب ومدرسي إنكليزي من أوكام، قرية صغيرة في سري. يعتبر وليام الأوكامي بالترافق مع توما الأكويني، دانز سكوطس، وابن رشد من عظماء المفكرين في القرون الوسطى، وكان له أثر فكري وسياسي على مجاري الأحداث في القرن الرابع عشر. وحدث خلاف بينه وبين البابا وقد ترك أفينيون سرا عام 1328.

له فكرة فلسفية تسمى شفرة أوكام والتي توضح أن أبسط السبل لحل المشكلة هو الحل الصحيح لها.

الإيمان والعقل

تبنى ويليام الأوكامي الإيمان قائلًا: «وحده الإيمان يمنحنا الوصول إلى الحقائق اللاهوتية. طرق الله ليست منفتحة للعقل، لأن الله اختار بحرية إنشاء عالم وإنشاء طريقة للخلاص فيه بصرف النظر عن أي قوانين يكشفها المنطق الإنساني أو العقلانية». اعتقد ويليام أن العلم كان مسألة اكتشاف ورأى بأنّ الله هو الضرورة الوجودية الوحيدة. اعتُبر ويليام الأوكامي من الفلاسفة المهمين باعتباره لاهوتيًا امتلك اهتمامًا قويًا ومتطورًا في المقاربة المنطقية ومنهجًا ناقدًا غير معتمد على مناهج بناء الأنظمة.

الفكر الفلسفي

دعا ويليام الأوكامي إلى إصلاح الأسلوب والمحتوى في الفلسفة المدرسية بهدف التبسيط. أدرج ويليام الكثير من أعمال اللاهوتيين السابقين خاصةً دانز سكوطس الذي استخلص منه ويليام الأوكامي نظرته إلى الجبروت الإلهي ورأيه في الرحمة والتسويغ والكثير من نظريته المعرفية وقناعاته الأخلاقية. ومع ذلك، امتلك ويليام آراءً معارضة لسكوطس فيما يخص القدر والتكفير وفهمه للكونيات وتمييزه الشكلي للإله من الخارج (بالنسبة للمخلوقات) ورأيه بالتقتير أو البخل الذي أصبح معروفًا باسم نصل أوكام.

الفكر الفلسفي

الإسمانية

كان ويليام الأوكامي رائدًا في الفلسفة الإسمية ويعتبره البعض والد نظرية المعرفة الحديثة بسبب موقفه القوي الذي يقول بأنّ الأفراد موجودون بينما مسلمات ما وراء الطبيعي هي نتاج عقل بشري ولا تمتلك أية إدراك منفصل خاص. أنكر ويليام الوجود الحقيقي للعوالم الميتافيزيقية ودعا إلى الحد من الأنطولوجيا. يعتبر ويليام الأوكامي أحيانًا مدافعًا عن المذهب التصوري بدلًا من الإسمي؛ فقد اعتبر فلاسفة الإسمية أن المسلمات عبارة عن أسماء مجردة (أي كلمات لا كيانات موجودة)، بينما اعتبرها فلاسفة التصورية مفاهيم عقلية (أي أنها أسماء ولكن أسماء مفاهيم، موجودة ولكنها موجودة في العقل فقط). لذلك، يمتلك مفهوم المسلمات تمثيل داخلي هو نتاج الفهم نفسه الذي يضع في العقل الأشياء التي ينسبها إليه العقل. إنه مصطلح القانون الانعكاسي للدماغ، فالمسلمة ليست مجرد كلمة كما علَّم روزلين ولا حديث كما قال بيار أبيلار، وإنما هي كلمة مستخدمة في جملة باعتبارها البديل العقلي لأشياء حقيقية. لهذا السبب، يدعى ويليام أحيانًا بـ «الاصطلاحي» لتمييزه عن الإسميين والتصوريين.

كان ويليام الأوكامي إراديًا لاهوتيًا اعتقد أنه إذا أراده الله أن يتجسد كحمار أو ثور أو حتى كحمار ورجل في الوقت نفسه لكان ذلك. انتقده زملاءه اللاهوتيين والفلاسفة بسبب هذا الاعتقاد.

التفكير الفعال

كان التفكير الفعال من بين الإسهامات المهمة التي قدمها ويليام للعلم والثقافة الفكرية الحديثة مع مبدأ التقتير في التفسير وبناء النظريات التي أصبحت معروفة باسم نصل أوكام. ينص هذا المبدأ كما أوضحه برتراند راسل على أنه إذا استطاع المرء أن يفسر الظاهرة دون افتراض هذا الكيان الافتراضي أو ذاك، فلن يكون هناك سبب لافتراضه، أي أنه ينبغي على المرء دائمًا اختيار التفسير بأقل عدد ممكن من الأسباب أو العوامل أو المتغيرات المحتملة. لقد صاغها على النحو التالي: «لا يجب طرح شيء دون سبب معين، إلا إذا كان هذا بديهيًا (حرفيًا، معروف من خلاله) أو معروف بالتجربة أو ثبت من خلال سلطة الكتاب المقدس». اعتبر الأوكامي الله الكيان الوحيد الضروري، وكل شيء آخر غير ذلك مشروط. وهو بالتالي لا يقبل مبدأ العلة الكافية، ويرفض التمييز بين الجوهر والوجود، ويعارض المذهب التوماوي للفكر النشط والسلبي المنفعل. يظهر تشكك الأوكامي الذي تتطلبه عقيدة الالتزام الأنطولوجي خاصته في قوله بأن العقل الإنساني لا يستطيع إثبات خلود الروح أو وجود الله ووحدته؛ إذ يمكننا معرفة هذه الحقائق بالوحي وحده.

الفلسفة الطبيعية

كتب ويليام الكثير عن الفلسفة الطبيعية، بما في ذلك تعليق طويل على مؤلف "السماع الطبيعي" لأرسطو. ووفقًا لمبدأ الالتزام الأنطولوجي، يؤكد ويليام أننا لا نحتاج إلى السماح للكيانات بالوجود في جميع فئات أرسطو العشر؛ وبالتالي نحن لا نحتاج إلى فئة الكمية، لأن الكيانات الرياضية ليست «حقيقية». اعتقد أرسطو بوجوب تطبيق الرياضيات على فئات أخرى كالمادة أو الصفات، وبالتالي توقع النهضة العلمية الحديثة بينما انتهك الحظر الأرسطوي  للتغير في الموضع.

نظرية المعرفة

رفض ويليام النظرية الدراسية للأنواع في نظرية المعرفة باعتبارها غير ضرورية وغير مدعومة بالتجربة لصالح نظرية التجريد، وقد كان هذا تطورًا هامًا في أواخر نظرية المعرفة في العصور الوسطى. ميز ويليام أيضًا بين الإدراك الحدسي والتجريدي؛ إذ يعتمد الإدراك الحدسي على وجود أو عدم وجود الكائن، بينما يستخلص الإدراك التجريدي الكائن من الوجود المسند. لم يتخذ المقاربون للأمر حتى الآن قرارًا حول أدوار هذين النوعين من الأنشطة المعرفية.

حياته

فيلسوف ولاهوتي إنجليزي. ولد في أوكهام Ockham (في جنوبي إنجلترة ) بين سنة ١٢٩٥ وسنة ١٣٠٠، وتوفي في منشن (ميونخ، جنوبي ألمانيا) حوالي سنة ٠ ١٣٥ .

دخل الطريقة الف نشيسكانية شابا ودرس اللاهوت والفلسفة في جامعة أكسفورد حيث حصل منها على إجازة التدريس ، وقام بالتدريس في جامعة اكسفورد، إلا أن آراءه وبالصيغة التي صاغها م٦ا والمنطق الذي استخدمه في إثباتها أفضت بالسلطات الجامعية إلى رفع أمره إلى البابا، وكان يقيم آنذاك في أفنيون (جنوبي فرنسا) فاستدعى اوكام إلى افنيون في منة ١٣٢٤ وجرت محاكمته لمدة عامين أعلن بعدها عن إدانته في ١ ٥ قضية من القضايا التي قال بها، لكنه لم يدن إدانه عامة، غير أنه منع من مغادرة نواحي أفنيون.

وفي ذلك الوقت قام نراع بون الطريقة الفرنشيسكانية وبين البابا يوحنا الثاني والعشرين حول مسألة فقر المسيح. إذ أعلن رئيس الطريقة الفنشيسكاية، ميخائيل دي شيزينا Cesena رئيس الطريقة في رسالة وجهها!لى عموم النصارى أن المسيح والحوارين لم يملكو شيئا، لامن الأموال المنتجة ولا من اللع الاستهلاكية. وتحولت هذه المسألة الدينية إلى صراعحاد ببب ارتباطها النزاع بين البا ا يوحنا الثاني والعشرين وبين لودفج لبافاري، واستعان لودفج بخصوم البابا Ghibelhni في إيطاليا وانضم الفرنشيسكان أيضا إلى لودفج، وأعلنوا سقوط البابا ، إذ اتهموه بأنه هرطيق «مبتدع» في مسألة فقر المسيح. وازدادت حدة الصراع حتى ان لودفج عين بابا مضادا بمقره في روما هو Pietro Rainalluci وهوفرنشيسكاني، اتخذ اسم نقولا الخامس، وذلك في ١٢ مايو سنة ١٣٨ . وشارك أوكام في الصراع، فهرب من افنيون إلى بيزا في ٨ يونيو سنة ١٣٢٨ هو ورئيس الطريقة، وقابلا الامبراطور لودفج البافاري. وتروي الأسطورة ان اوكام قال للأمبراطور: ,أنت تدافع عني بيفك وأنا ادافع عنك بقلمي» . واصدر بابا افنيونقرار حرمان ضد أوكام ورئيس الطريقة. بيد أن رجال الطريقة الفرنشيسكانية اجتمعوا في مجمع في العام إلتالي (سنة ١٣٢٩) وأعلنوا خضوعهم للبابا، وعزلوا مرشدهم ميخائيل هذا، واختاروا مرشدا جديدا. وفي تلك الأثناء تخلى الأمراء الايطاليون عن لودفج، فعاد إلى بافاريا وبصحبته أوكام وميخائيل وعدد من الفرنثيسكانيين المنشقين، وجعلوا مقرهم في منشن (ميونخ) . وقام أوكام وهذه الجماعة بالدفاع عن موقف لودفج ضد البابا، وشاركه في ذلك جان دي جاندان Jean de Jandun ومارسل البادوني Padoue ع0 Marcel وتوفي ميخائيل فيسنة١٣٤٢ وعهد بخاتم الطريقة إلى أوكام . وتوفي يوحنا الثاني والعشرون، وخلفه على كرسي البابوية كليمانس السادس في ٨ يونيو سنة ١٣٤٩، فأصدر عفوا عن أوكام. لكن ليس لدينا اخبار عن أوكام مذ سنة ٠١٣٤٩

مؤلفاته

يمكن تقسيم مراحل حياة أ و كام الفكرية إلى ثلاث:

١ - المرحلة اللاهوتية الفلسفية في اكسفورد.

٢ - مرحلة الدفاع عن الفرنشيسكان في افنيون.

٣-مرحلة الدفاع عن الامبراطورية ضد البابوية، في منشن (ميونخ).

في المرحلة ااولى ألف:

١ - «شرحا على كتاب الأقوال»صذره بمقدمة طويلة.

٢ - «سبع» مساجلات» Quodlibeta سجل فيها المناقشات التي جرت بينه وبين الطلاب في أكسفورد.

٣ - «العرض المذهبي لكل الفن القديم» وهو عرض لما في كتاب «إيساغرجي« لفورفوريوس و«المقولات» و العبارة، لأرسطو.

٤ - «موجزالكتاب الطبيعة» لأرسطو.

٥ - ,القضايا المئة الاهوتية«.

وإلى المرحلة الثانية تتتب مؤلفاته التالية:

٦ - «سفر الماثة يوم» وعنونه بهذا العنوان لأنه ألفه في تسعين يوما، وفي يدافع عن آراء الفرنشيسكان في مسألة فقر المسيح ويفند رسائل البابا يوحنا الثاني والعشرين في هذا الن

٧ - «في عقائد البابا يوحنا الثاني والعشرين» يدور حول تفنيد بعض آراء البابا حول «الرؤيا الطوباوية»، وهي آراء: أراد بها البابا التقريب ما بين الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية تمهيدا لتوحيدهما.

والى الفترة الثالثة يتتب كتاب:

٨- «ضد يوحنا الثاني والعشرين: خلاصة أخطاء البابا» . وفيه يحاول أن يثبت أن البابا يوحنا الثاني والعشرين مات هرطيقا.

٩ - «وكتاب الحوار بين المعلم والتلميذ» وفيه يبرر عزل الامبراطور لودفج للبابا يوحنا الثاني والعشرين.

مذهبه

النزعة الا سمية

يعد أوكام من كبار دعاة النزعة الاسمية، وبالتالي التجربية في العصور الوسطى المسيحية، أي القول بالتجرية المطلقة، وإن كل معرفة علمية يجب أن تعتمد على التجربة. وتقوم هذه التجريبية على اساس ان العقل الإنساني قادرعلى أن يدرك الأفراد مباشرة بالادراك الحسي.

والسمة الرئيسية في هذه التجربية هي ,الانتعاد في الفكر»، أو ما عرف بتعبير حاد باسم «شفرة أوكام» (أو «موسى» او «نصل اوكام» *2005370*0). ويقوم في المبادى، التا لبة:

١ - «لاينبغي افتراض الكثرة إلا عند الضرورة» .

٢ -ما يمكن إنجازه بقليل (من الفروض ) يكون من العبث إنجازه بالكثير (منها)» .

٣-»لا ينبغي الاكثار من الكيانات دون ضرورة تبرر ذلك». وإن كان من غير ال مؤكد أنه استعمل هذه العبارة الأخيرة، وعلىكلحال فإن معنى لعبارات الثلاث واحد وهو: لاقتصارعلى أقلعددمكن من الفروض لتي تجزئ في تفسير الظواهر وهذا هرالاقتصاد في الفكر الذي دعا إليه أوكام، وبه استطاع أن يستبعد كثيرا من الفروض الزائفة التي لجأ إليها الفلاسفة وعلماء الطبيعة الابقون في تفير ظواهر الكون والطبيعة. وتطبيقا لهذا المبداً قررأنه في تفيرالأشياء ينبغى ألا نعتبر شيثاً ما ضرورياً إلا إذ بينت التجربة، او البرهان العقلي، أو قواعد الايمان تلك الضرورة.

وكان لاستعمال هذا المبدأ عدة نتائج خطيرة وجديدة في مختلف اميادين:

في ميدان اللاهوت

فقد أدى إلى مفارقة غريبة في ميدان اللاهوت.. فاللاهوت العقلى انحسر ميدانه تماماً، لأنه لا وسيلة تجريبية لاثبات العقائد الدينية الرئيسية. وأخلى - في الوقت نفسه -المجال للاهوت الوضعي القائم على الوحي والكتب المقدسة وما ذكره آباء الكنيسة، لأنه لا مجال فيه للتجربة أو البرهان العقلي، بلكلما فيه هو التسليم المطلق بارادة الله القادر على كل شيء ، غير الخاضع في مشيثته لأي معيار أوقانون أو مبدأ.

وأخذ أوكام في اخضاع القضايا الأساسية في اللاهوت لهذا المبدأ الذي اتخذه. فقال ان هذه القضايا غيربينة لا بالعقل ولا بالتجربة. ذلك أن معرفة الشيء تكون إما بذاته، أو باستنباطه من شيء بين بذاته، او باستقرائه من التجربة. وقضايا الايمان لا تعرف بأية طريقة من هذه الطرق الثلاث، إذ لو كانت كذلك لكانت بينة للكفار والوثنيين، وهم ليسوا أقل ذكاء من النصارى. ولوقيل ان هذه القضايا مستنبطة استنباطا عقليا صحيحامن الوحي، فإن هذا القول مردود، لأن بينة أية قضية مستنتجة من قضية سابقة لا تزيد عن بينةهذه الأخيرة : فلوكانت قضايا الوحي غيربينة،،فما استنبط منها غير بين كذك.

نقض الحجج على وجود الله:

وأول ضحية لهذا المنهج هو الحجج على وجود الله:

أ) فالحجة الوجودية التي قال بها أنسلم وتبعه عليها بونافنتورا لا تبرهن على وجود الله، بل تبرهن فقط على إمكان تصور الذهن للموجود الذي لا يمكن تصور أكمل منه. إن هذا مجرد تصور وصفي، ولا يمكن أن ننتقل منه بالضرورة إلى إثبات وجود مناظر فعلي لهذا التصور الوصفي .

ب) والحجة بالعلة وعدم إمكان التسلسل إلى غير نهاية، هي الأخرى غير صحيحة، إذ يمكن تصور علل يتلو بعضها بعضا في الزمان، إلى غير نهاية. وهذا ينطبق على العلية الفاعلية والعلية الغائية على السواء.

ج)والحجة القائمة على العلة الحافظة للموجودات هي الأخرى واهية، لأننا إذا أمكننا إثباتعلةحافظة للموجودات، فليس ثم دليلعلى أنهاعلة واحدة، فضلا عن أن الأفلاك السماوية تكفي لحفظ الموجودات في الكون .

وهكذا قضى اوكام عل حجية لبراهبن الي تساق لاثبات وجود الله، وانتهى إلى القول بأنها «محتملة» فقط، والمحتمل هو ما يبدو عمكنا لغالبية الناس.

ولا يهدف أوكام من وراء ذلك إلى إنكار وجود الله، فهيهات، هيهات! لقد ظل مؤمنا بالميحية مخلصا لها. كل ما هنالك هو أنه أراد أن يبين أنه لا يمكن إثبات العقائد الايمانية ببراهين عقلية ٠ ويتمسك أوكام من هذه العقائد خصوصا بعقيدتين: الأولى أن الله قادر على كل شيء، وأنه حرحرية مطلقة فيما يريده، لا يخضع في تلك المشيئة لأي معيار. ولهذا فإن الله يمكنه أن يثاء ما يضاد القوانين التي أجرى عليها نظام الطبيعة، ويمكنه أن يهب لطفه لمن يثا ء دون اعتبار لاي استحقاق أو جزاء .

في ميدان نظرية المعرفة

وفي نظرية المعرفة، استخدم أوكام شفرته بكل حدة وقسوة:

١ - تناول أولا مشكلة الكليات، واستبعدها لأن الكليات هي مجرد علاقات لغوية نعبربها عن الأشياء وبالتالي لا داعي للبحث عن كيفية وجودها: هلهوي الأذهان فقط، أو في الأذهان والأعيان معا. ولا محل أيضا للبحث في كيفية التجريد، أي استخراج المعافي المشتركة بين عدة أشياء في معنى واحد، لأنه لا يوجد أي اشتراك بين أفراد. فمشكلة الكليات ليست اذن مشكلة ميتافيزيقية تتعلق بكيف نفسر خروج الأفراد من المعنى الكلي الذي يشملها (أفراد الانسانية من معنى الانان)، وليست مشكلة نفسانية تتعلق بكيف يستخلص العقل من الصور الحسية معاني كلية، لأنه ا يوجد طبائع مشتركة يطلب تفسير كيف تتحول إلى أفراد، أو كيف يستخلصها العقل من الصور الحسية. إن مشكلة التفرد (أو الفردانية individuation) مشكلة منطقية تتعلق ببيان كيفية استعمال التصورات العامة في اشايا للاشارة إلى الأفراد الموصوفين جهذه المعافي الكلية. وهل هذه المشكلة تقوم في تحديد السور الكمي والكيفي للقضية التي تعبر عن حكم على هؤاء الاد.

٢ - وتناول مشكلة المعرفة العيانية والمعرفة المجردة. أما المعرفة العيانية فتقوم في الحكم على الشيء المدرك بأنه موجود أو غيرموجود، له هذه الصفة أو ليست له هذه الصفة أو تلك وبالجملة فإن المعرفة العيانية فعل وعي مباشر بموجبه يمكن إصدار حكم بين على واقعة عرضية

أما المعرفة المجردة فهي فعل معرفة بموجبه لا يمكن أن يعرف هل الثيء يوجد أو لا يوجد، وبموجبه لا يمكن إصدار حكم عرضي بين

ومثال المعرفة العيانية أن أقول: ان سقراط الماثل امامي في الغرفة جالس. ومثال المعرفة المجردة ان أقول بعد أن أترك الغرفة: سقراط جالس في الغرفة - فهذا الحكم ليس بينا لأني وانا خارج الغرفة لا اشاهد سقراط جالا فالفارق إذن بين كلا النوعين من المعرفة ليس في موضوعها، بل في كون المعرفة العيانية تكفي لاصدار حكم عرضي بين، بينما المعرفة المجردة لاتكف لذلك.

٣ - أما التصورات فقد لاحظ أن هناك ثلاث نظريات حولها :

(الأولى) تقول ان التصور هوان يكون الموضوع متصورا 00ا2ز٠08 ع55ع ويقول أو كام عن التصورمفهرماعلى هذا النحو انه «كونه موضوعا للمعرفة».

و( الثانية) تقول ان التصور صفة حقيقية في النفس يستخدمها العقل لوصف الأفراد الذين ينطبق عليهم هذا التصور، كما يستخدم الحد العام في القضية للدلالة على الفرد الذي هوعلامة عليه. و(الثالثة) وهي التي اخذ بها أوكام، تقول ان التصور هو فقط فعل فهم الافراد الذين يطلق عليهم هذا التصور وقد فضل أوكام هذه النظرية استناداً إلى مبدئه في ،الاقتصاد في الفكره لأن هذه النظرية لا تحوجنا إلى شيء آخر غير قيام العقل بعملية فهم موضوعالمعرفة.

٤- والحمل في القضايا لا يعفي، عند أوكام، اندراج معان مجردة في الفرد الموصوف بها. وإنما الموضوع والمحمول في القضية الحملية يمثلان شيئا واحدا فحينما نقول : «سقراط حي» فنحن لا نقصد من هذا أن الحياة مندرجة في فرد هوسقراط،

بل نقصد أن الفرد المسمى سقراط فرد ينطبق عليه وصف الحياة .

٥ - والجوهر عند أوكام هو الموضوع ٤٧0٧ل!07٣٤1ناً عند أرسطو، ، ولا يقصد منه الماهية أنه المفرد، أو حامل الصفات، والهيولى ليست مجرد قبول (قوة، على حد تعبير أرسطو) بل لها امتداد وصفات أخرى. والصورة هي الشكل ٧٦م0مر وليست و250 ، إنها هيئة تركيب أجزاء الجوهر المفد.

في ميدان الأخلاق والسياسة

يرى أوكام أن حرية الارادة هي الأساس في الانسان، وأكثر تمييزا له من الفكر. لكن كيف يمكن التوفيق بين حرية الارادة الانسانية وبين علم الله السابق بالممكنات المستقبلة، ومن بينها أفعال الارادة الانسانية الحرة؟ أمام هذه امشكلة يقر اوكام. بعجز أي عقل في هذه الحياة الدنيا عن تفسير أو معرفة كيف يعرف الله كل الأحداث الممكنة المقبلة («الشرح على كتاب الأقوال» .38.0 .ل).

والخير هوما يريد الله من الانسان أن يفعله، والشر هو عصيان الانسان لمشيئة لله. ولهذا فان الثر من صبع الانسان، ولما كان الله ليس ملزما تجاه أحد، فهو لا يرتكب أي شر . ولا الزام على الله في أن يثيب المطيع، ويعاقب العاصي. والله حر في أن يصطفي من يشاء، ويحرم من يشاء من فضله.

وفيما يتصل باليامة، قلنا ن أوكام خاض معركة النزاع بين سلطة البابا وسلطة الامبراطورلصالح هذا لأخير. ذلك أنه رأى أن ناموس الله هو الحرية، لا القهر والاستبداد وفي رسالة بعنوان: «سلطة الأباطرة وسلطة البابوات» يوضح هذا الرأي، فيقول ان المسيح حين وكل أمر الكنيسة إلى بطرس حدد سلطته في نطاق محدود ولم يمنحه سلطة مطلقة على لناس , ولهذا ليس منحق البابا- خليفة بطرس - أن يحرم أحدا من أيحق من حقوقه الطبيعية. ويحدد أوكام ثلاثة من هذه الحقوق،

وهي:

أولا: كل الحقوق التي كان يتمتع بها غير المسيحيين قبل مجيء المسيح، وإلا فإن انتقاص هذه الحقوق من المسيحيين يجعلهم أسوأ حالا ومكانة من الكفار والوثنيين .

ثانيا: التصرف في الشؤون الدنيوية ليس من شأن السلطة البابوية، بل من شأن اناس أنفهم، امتثالا لقول المسيح المسيح: أعطوا ما لقيصر لقيصر.

ثالثا : على الرغم من أن البابا مكلف بتعليم كلمة الله، فإنه ليس من حقه أن يتدخل في أي شأن لا صلة له بهذه المهمة، «وإلا لأحال شريعة الانجيل إلى شريعة الاستعباد».

وفي مسألة من هو الحكم فبما يتعلق بما هو ضروري للأغراض المشروعة للكنيسة، يقول أوكام انه لا يمكن أن يكون البابا، ولا من يخضعون لسلطاته، ولا الحكام الدنيويين. بل يجب لاحتكام في ذلك إلى ما ورد في الأناجيل، لا بحسب تفسيررجال الدين، بل بحسب «ما يرتئيه أعقل العقلاء بين الناس ممن يحبون العدالة ولا يحفلون للأشخاص - إن وجد مثل هؤلاء -سواء أكانو فقراء أم أغنياء، رعية أم حكاماً,) (الكتاب نفسهص٢٧).

لكن ليس معنى هذا أن أوكام كان ضد فكرة البابوية بوصف البابا رأس الكنيسة، كما ذهب إلى ذلك مارسل انبادوافي، إنما أراد أوكام أن يضع القيود على سلطة البابا بحيث لا تتجاوز ما وكل اليها وهو تعليم كلمة الله. والبابا يمكن عزله، لا بقرار من الامبراطور، بل بقرار صادر من المجلس العام للكنيسة .

أما الامبراطور فسلطانه مستمد من الله، لا بطريق مباشر، بل بقرار من لثعب الذي يختاره امبراطورا، أي يكل اليه السلطة التشريعيةوالتنفيذية، وسلطان الامبراطوز لا يمكن أبدا ان يستمد من البابا، كما ادعت البابوية

لقد كان أوكام عدوا للاستبداد، سواء أجاء من الكنيسة أم من الامبراطور.