دانز سكوطس
جون دانز سكوطس (1265 - 1308) هو فيلسوف مسيحي ولاهوتي فرنسيسكاني اسكتلندي. تعرف فلسفته بـ «السكوطية»، ويلقب بـ "العالم المدقق" Subtilis.
تأثر بالنزعة الأوغسطينية، وبالقديس بونافنتورا، وأفاد كثيراً من أرسطو. انتقد لاهوت توما الأكويني. أكد أن الإيمان، ليس شأنا تأمليا بل عمل من أعمال الإرادة.
حياته
ولد في اسكتلنده في الفترة ما بين ٢٣ ديسمبر سنة ١٢٦٥ و١٧ مارس سنة ١٢٦٦ من أسرة من كبار ملاك الأراضي في ناحية Litteledean في كونتية Roxburgh أو بنواحي دونس Duns بكونتية Berwich، وتوفي في كولن Köln بألمانيا (على نهر الراين ) في ٨ نوفمبر سنة ١٣٠٨
وتعلم أولاً في مدارس الفرنشسكان في Haddington فظهر عليه الذكاء الحاد المبكر وشدة التقوى ، ولما اختير عمه ايليا دونس مرشدا عاما للفرنشسكان في اسكتلنده في سنة ١٢٧٨ أخذه معه الى دير Dumfries ليدخله في الحياة الرهبانية الفرنشسكانية وفي سنة ١٢٨٠ دخل مرحلة البداية Noviciat ، وبعد دراسة لعشر سنوات دخل في سلك الرهبان ورسم كاهنا في ١٧ مارس سنة ١٢٩١ وهو في الخامسة والعشرين . وفي تلك الأثناء درس في اكسفورد وفي باريس بين ١٢٨٧ و ١٢٩٠ ، ويدل على هذا معرفته الوثيقة باراء أساتذة جامعة باريس آنذاك وهم Geoffroyde Fontaines, Gillesde Rome وخصوما Henri de Gand ومن المؤكد انه أقام بعد ذلك في باريس من سدة ١٢٩٤ إلى سنة ١٢٩٧ ، حيث تعمق في دراسة العلوم اللاهوتية والفلسفية .
وتولى التدريس ، بعد حصوله على الاجازة ، في جامعتي اكسفورد وكمبردج ، ولكن لفترة قصيرة ، لأننا نجده من جديد في باريس في العام الجامعي سنة ١٣٠١ - ١٣٠٢ ، حيث واصل شرح كتاب I الاقوال» لبطرس اللومباردي وقام النزاع بين فيليب الجميل Philippe le Bel ملك فرنسا والبابا بونيفاتيوس الثامن ، فاتخذ دونس سكوت جانب البابا، مما اضطره الى ترك باريس . لكنه عاد في السنة التالية بوصفه مرشحا من قبل طريقة الفرنشسكانية للحصول على كرسي الأستاذية في جامعة باريس ، فلم يحصل عليه الا بعد وقت طويل في سنة ١٣٠٥ ، لكته لم يشغل هذا الكرسي الا لمدة عامين وخلفهم عليه فرنشسكاني اخر هو الساندروبونينى السكندري , وعين استاذا في المعهد العام في كولين 510* (المانيا) الذي أنشئ حديثا .لكن مالبث أنعاجلته لمنية في ٨ نوفمبر سنة ١٣٠٨ وهو في نحو الثانية والأربعين من عمره .
مؤلفاته
نسبت الى دونس اسكوت مؤلفات بعضها صحيحة النبة اليه ، والبعض الآخرمنحول عليه،والبعض الثالث لا يزال تحت التحقيق .
في ١٢ مجلدا في. Wadding وقد نثرت مؤلفاته بعناية مدينة ليون ( فرنسا ) سنة ١٦٣٩ ( وقد اعيد طبعها بالأوفست بألمانيا سنة ١٩٦٨ في أربع مجلدات ) . ونذكر Hildesheim في
من مؤلفاته الصحيحة ما يلي :
1) Quaestiones superUneversalia.super praedicamenta, super lib. 1 perihermeneias Aristotelis.
2) 11 11 Librum perihermeneias, secundi operis perihermeneias, super Librum Elenchorum aristotelis, superanaliticiprimi.etsecundis(ed,TIWES, 1.1. et 1)
3) 0uaes1ones super حلم Anima.
4) De primo principio (٧022511015لم و.(1٧ .ا
5) Colationes (٧0 ٦٧)
6) De rerum Principio
وقد اكتشف له في السنوات الأخيرة مؤلفات لم تنشر بعد ، معظمها تسجيل لمحاضراته التي القاها في جامعات أكسفورد وكمبردج وباريس ، ويدور معظمها حول شرح المقالات الأربع من كتاب ,الاقوال, لبطرس اللمباردي ويمى عادة باسم ع0215*0 5سم0
مذهبه
مشكلة العقل والنقل
يتصدى دونس اسكوت ، في بداية شرحه على كتاب ,الاقوال, لمثكلة العقل والنقل، ويصوغها على النحو التالي :هل من الضروري للانسان ، في الحالة التي هو عليها ، أن يوحى اليه بطريقة خارقة للطبيعة بمذهب خاص لا ايستطيع الوصول ايه بالنور الطبيعي للعقل ؟ .
ويجيب اسكوت عن هذا السؤل بالايجاب ، نظراً الى عدم كفاية الطبيعة الانسانية بعد فسادها بواسطة الخطيئة الأولى . وهكذا يرد المشكلة الى جدال حول كمال او نقص الطبيعة الانسانية. يقول: «الفلاسفة يقررون كمال الطبيعة ( الانسانية ) وينفون الكمال الخارق على الطبيعة ، وعلى العكس من ذلك يقرر الاهوتيون أن الطبيعة ( الانسانية) ناقصة، ويؤكدون ضرورة اللطف الإلهي والكمال الخارق على الطبيعة» . لاو1 5 0*01. Prolسم0) (lart ) ويرى اسكوت ان الفلسفة لا تكفي وحدها لمعرفة ما لا نعرفهإلا نطري قالوحي .
براهين وجود الله
ينتقد اسكوت البراهين التقليدية لإثبات وجود الله فيقرر أولاً أن معرفتنا بوجوده ليت بينة بذاتها، لأنه
ليس لدى العقل الانسان أي تصور مباشر لماهية الله. ولهذا فإن الحجة الوجودية التي قال بها أنسلم ليت فها أية أهمية.
ولا يشير اسكوت الى البرهان القائم على الحركة والمحرك الأول، وهو البرهان الذي أولاه توما عناية بالغة
والبرهان الذي يعتمده اسكوت لاثبات وجود الله هو ال:
يوجد موجود أول. وهذا الموجود الأول لا متناه، إن في سلسلة العلل لفاعلية والعلل الغائية. وكذلك في ترتيب الكمال يوجد حد أول لا يستطيع الفكر أن يتجاوزه. وهذا الموجود الأول لامتناه.
والدليل على أنه لامتناه هو أن من صفاته التعقل، والارادة، وتعفله هو لما ا نهاية له من الموضوعات المتميزة
ويؤكد دونس اسكوت في برهانه على وجود الله أن البرهان يجبأنيكون بغدياً:0ع40051 أي مبتدئاًمن المعلرلات إلى العلة الأولى، لكن ينبغي الا تكون هذه المعذولات هي الكائنات الممكنة التي نشاهدها في التجربة، لأن مثا هذا الصنف من المعلولات لن يخرجنا عن الفيزياء. ولن تمكننا من الخروج من الممكنات، وذلك لأنضرورة علتها لن يتحقق لنا في نهاية التسلسل، إلا لتفسير معلولات هي نفسها ممكنة وعارية عن كل ضرورة با ينبغي أن نبدأ من خصائص الموجود بما هو موجود - لأننا في مجال ال ميتافيزيقا . ومن هذه الخصائص خاصتان: العلية وامكان الايجاد. اي يوجد وأن يكون موجداً. فلنبدأ من خاصية امكان ايجاد الموجود، فكيف يوجد؟إما أن لا يع جد بشيء، أو يوجد بذاته، أو يوجدبغيره. والأولباطل، لأن اللاشيء لا يمكن أن يوجد شيئاً. والثاني باطل كذلك، لأنه لا شيء يوجد نفه. بقي الثالث، وهو أن يوجده آخر. فلنفرض أن هذا الآخر هوا،فإن كان أ هو الأول، فقد وصلنا الى المطلوب ، وإن كان أ هو الثاني، فإنه سيكون موجوداً باخر. ولا يمكن الاستمرار الى غير نهاية لانه لن يوجد حينئذ شيء بسبب عدم وجود علة أولى، إذن لا بد من التوقف عند علة أولى أولية مطلقاً ، وهو امطلوب اثباته.
وبنفس الط يقة في البرهان نستطيع أن نثبت وجود علة غائية غهائية. ليت لهاعلةغائية. كذلك لا بد من وضع حد نهائي لترتيب الكمال. وبهذا نصل الى ثلاثة أواثل، هى اول واحد، لأن العلة الفاعلية الأولى هى عينها العلة الغائية الأخيرة وهي أيضاً تمام الكمال.
وهذ الأول موجود بالضرورة. لأنه اذا لم يكن موجوداً فلا بد أن تكون هناك علة لعدم وجوده . لكننا قلنا بأنه العلة الأولى، أي لا يسبقه علة ٠ واذن فلا تسبقه علة تقتضي عدم وجوده. واذا انتفت علة عدم وجوده، كان موجوداً .
ثبت اذن وجود الأول، وبقي أن نثبت انهلامتناه . وهذا سهل : لأن ما هو أول لن يحده شيء ، فهو ذن لامتناه، ثم ن هذا الأولعاقل، يعقل ما لا هاية له من الأشياء ٧ أي انه يحتوي على ما لا نهاية له من المعقولات، وما يحتوي على ما لا نهاية يجب أن يكون لانهائياً. فالأول لابار
الإيجاد
ويرى اسكوت ان الله يعلم كل الأشياء بواسطة الماهيات السرمدية التي في ذاته، وهذه الماهيات لا توجد ولا تبقى إلا في العقل الإلهي لكن وجودها وسرمديتها تنبان الى الله.
والله في ايجاده حر، وليس عليه التزام قبل أي موجود. انه يوجد ما يشاء. ولهذا لا معى للسؤال عن سبب ايجاد هذ الموجود أو عدم ايجاد شيء ما، ذلك أن حريته لا تخضع في الايجاد لأي معيار، وكيف تخضع وهو لأول الذي لا يعلو عليه شيء؟ ان السبب الوحيد في أنه شاء هذا ولم يشأ ذاك، هو أن هذه هي مشيئته . والسبب الوحيد في اختياره ما اختار ايجاده، هو مشيئته وحدها. والشرط لوحيد الذي تلتزم به هذه المشيئة هو عدم التناقض، اي مكان الوجود معاً للموجودات ثم امحافظة على القوانين التي وضعها منذ ان وضعها . فباسثناء مبداً عدم التناقض ومبدأ المحافظة على القوانين التي أوجدها، تكون إرادة الله مطلقة كل ااطلاق، حتى بالنسبة إلى قاعدة الخير، لأن قاعدة الخيرهي التي يقررها اله، ! وليست هي التي تحكم افعال الله . إن الل إذا أراد شيئاً فهذا الشيء خير، ولو كان الله قد شاء قوانين أخلاقية اخرى، لكانت هذه هي الخير.
والملاحظ على آراء دونس اسكوت التى عرضناها حتى الآن انها متأثرة تأثراً كبيراً جداً بآراء الفلاسفة الاسلاميين، وعلى رأسهم ابن سينا، وهذا ما لاحظه الباحثون في مذهب دونس اسكوت، وعلى رأسهم أنيين جلسون (راجع خصوصا بحثه بعنوان: «ابن سينا ونقطة انطلاق دونس اسكوت») فهو يتحدث دائيا عن اش مستعملا التعبير: والأول» 05ع Primum وهو نفس التعبير الذي يستعمله ابن سينا دائئا للدلالة على الله. وهو يؤكد حرية الارادة لإلهية حرية مطلقة، تماماً كما هي الحال في وصف الله عند المسلمين.
النزعة الارادية Volontarisme
ويتميز مذهب اسكوت بنزعة ارادية بارزة، ومعنى ذلك أنه يجعل الارادة مستقلة عن العقل وأكبر منه تأثيراً وقد رأينا ذلك بالنسبة الى الله. والأمر كذلك بالنسبة الى الانسان فارادته هي التي توجهه أكثر من عقله، والارادة هي الشهوة أو الرغبة أو النزوع. ولما كان ذلك في الطبيعة المادية - كما هو مشاهد في انجذاب الحديد الى المفتاطس، فإن الإرادة أسبق من النفس. والارادة هي والحرية شيء واحد، في نظر دونس اسكوت. كذلك يقرر أن القرار الارادي انما يتوقف في نهاية الأمر على الارادة، لا على العقل. ان الارادة هي التي تشكل كل شيء، وتقود كل شيء، وتحدد كيفية كل شيء. وهو في هذا يتعارض نماماً مع القديس توما الذي كان يرى سيادة العقل على الارادة:
5 et voluntas considerentur secundumا1121 1112 Si ergo se, 5:• intellectus eminentior invenitur (Sum . Theolog (1.1.9. 82., a, 3- Resp