معجم الدوافع
معجم الدوافع (بالإنجليزية: Vocabularies of Motives) مفهوم طوره الناقد الأدبى كينث بيرك كواحد من خمسة مصطلحات درامية: من، ماذا، متى، أين، ولماذا؟ وقد كان تشارلز رايت ميلز هو أول من طور المصطلح فى إطار علم الاجتماع (فى مقاله المنشور بنفس العنوان فى المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع، عام ١٩٤٤) لكى يشير إلى الغة التى يصف بها الناس دوافعهم وتبريراتهم لأفعالهم. والنقطة الهامة فى هذا الصدد أن فكرة ميلز ليست نابعة من سيكولوجية الدوافع: فلم يكن مهتما فى هذا الصدد بالحاجات، والدوافع، والالتزامات الداخلية، كما كان الحال عند سيجموند فرويد على سبيل المثال. وإنما انصب اهتمام ميلز على الأساليب التى يتحدث بها الناس عن دوافعهم فى سياق اجتماعى معين. فالحديث عن الدوافع عادة ما يكون جزءا من إيديولوجية أعم، بحيث تصبح الدوافع المذكورة اكثر قبولا فى سياقات بعينها مقارنة بسياقات أخرى، ومن ثم فإن القضايا الداقعية قضايا نسبية. فعلى سبيل المثال، وبغض النظر عن الدوافع السيكولوجية الكامنة، فإن اللص - مثلا ايبرر سرقاته بدوافع مختلفة عند تفسير سلوكه لكل من زملائه من اللصوص، ولأسرته، وفى قاعة المحكمة، ولباحث فى علم الإجرام، أو حتى لنفسه. فالسياقات والآخرون المهمون بالمتسبة للشخص يحدثون تحولا فيمايقال فى تبرير الدوافع.
ولقد اهتم علماء الاجتماع بالأساليب التى تعين بها مثل هذه الأحاديث - المتنوعة حسب المواقف ٠ على الاستمرار فى التفاعل بسلاسة. وقد بحثوا فى أصول القضايا المدافعية، وصنفوا أنماطها المختلفة، وتفحصوا الآتار المترتبة على قبو لها أو رفضها. وقد تولد عن ذلك مجموعة من الممصطلحات المترابطة.
وفى هذا الصدد طور كل من جريشام سايكس وديفيد ماتزا نظرية فى المجناح تعتمد على استخدام الجانح لمعجم معين لكى يتفادى إدانة مشروعية النظام السائد. وتتضمن "أساليب التحييد" هذه، إنكار الضحية، وإدانة المدعين عليه بالاتهام، وإنكار الإصابة، وإنكار المسئولية، كما يلوذ الجانح بالولاءات الأعلى (انظر مقالهما أساليب المتحييد، المنشور فى المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع، عام ١٩٥٧). وقد طور ستانفورد م. ليمان ومارفن ب. سكوت هذه الفكرة إلى نظرية أكثر عمومية حول "التبريرات" كجزء من علم الاجتماع الوجودى عندهما (الذى عرضا له تغصيلاً فى كتابهما بعنوان: سوسيولوجيا العبث الذى صدرت طبعته الثانية عام ١٩٩٠). وقد فحصا عملية تنميط الأعذار والتعليلات المختلقة التى تساق عندما يحدث شئ غير موات، ويطلب من الناس أن يفسروا ما حدث، والنتائج المترتبة على ذلك. كماطور جون ب. هيويت وراندل ستوكس مصطلح "الإتكار -والمنكرون" لوصف الممواقف التى يود الناس أن "يستبعدوا فيها الآثار السلبية التى قد تترتب على شئ يوشكون على قوله أو فعله". تتخذ هذه الجمل شكل: "أنا لست متعصبا"، ولكن... (انظر مقالهما بعنوان: المنكرون، المنشور فى المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع، عام 1975).
و لقد أصبح تحليل الكلام عن الدوافع بهذه الطريقة جزء من علم الاجتماع المسرحى، والإثنوميثودولوجيا، ونظرية الوصم، والتفاعلية الرمزية، وعلم الاجتماع المعرفى، وعلم اجتماع اللغة.