تحول صناعي
التحول الصناعي (بالإنجليزية: Industrialism أو Industrialization) هي فترة التغيير الاجتماعي والاقتصادي التي تحوِّل مجموعة بشرية من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي، بما في ذلك إعادة التنظيم واسع النطاق للإقتصاد بغرض التصنيع. فهي تشير إلى التحول فى طرائق الإنتاج، ذلك التحول المسئول عن النمو الهائل فى قدرة المجتمعات المحديثة على توليد الثروة، مقارنة بالمجتمعات التقليدية.
مع ارتفاع دخل العاملين في الصناعة، تميل أسواق السلع الإستهلاكية والخدمات بجميع أنواعها إلى التوسع وتوفير حافز إضافي للاستثمار الصناعي والنمو الاقتصادي.
ويجب أن نكون على وعى بأنه على الرغم من أن التصنيع يتم النظر إليه بوصفه شيئاً ما يؤثر فى الصناعة التحويلية للسلع، فمن المنطقى ومن الضرورى أن ينطبق هذا المصطلح على الطرق الحديثة لزيادة الإنتاجية داخل الزراعة وداخل القطاعات الصناعية الأخرى، وكذلك داخل الأطر الإدارية. ومن المهم أن نضيف هنا أن التصنيع والرأسمالية ليسا شيئا واحدا، إذ على الرغم من أن الرأسمالية كانت هى الفاعل الأساسى فى التصنيع، لكنها ليست هى الفاعل الأوحد. فالرأسمالية تسبق التصنيع، وتتنوع فى أشكالها عبر الزمن تتوعا هائلا، كما تختلف من مجتمع إلى آخر اختلافا كبيرا.
معلومات أساسية
بعد المرحلة الأخيرة من التحول الصناعي الأولي، عُرف التحول الأول من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الصناعي بالثورة الصناعية، وحدث ذلك خلال الفترة من منتصف القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر في مناطق معينة من أوروبا وأمريكا الشمالية؛ بدأت في بريطانيا العظمى، تلتها بلجيكا وسويسرا وألمانيا وفرنسا. من خصائص هذا التحول الصناعي المبكر: التقدم التكنولوجي، والتحول من العمل الريفي إلى العمالة الصناعية، والاستثمارات المالية في الهيكل الصناعي الجديد، والتطورات المبكرة في الوعي الطبقي والنظريات المتعلقة بهذا. أطلق عليها المعلقون فيما بعد «الثورة الصناعية الأولى».
«الثورة الصناعية الثانية» تصف وتسمي التغييرات اللاحقة التي حدثت في منتصف القرن التاسع عشر بعد تحسين المحرك البخاري، واختراع محرك الاحتراق الداخلي، وتسخير الكهرباء، وبناء القنوات، وخطوط السكك الحديدية والطاقة الكهربائية. أعطى اختراع خط التجميع هذه المرحلة دفعة. حلت مناجم الفحم ومصانع الصلب ومصانع النسيج محل المنازل كمكان للعمل.
بحلول نهاية القرن العشرين، أصبحت شرق آسيا واحدة من أحدث المناطق الصناعية في العالم. تخضع دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) لعملية التحول الصناعي.
هناك الكثير من الكتابات حول العوامل التي تسهل التحديث الصناعي وتنمية المشاريع.
ملامح التحول الصناعي
ثمة اتفاق كبير حول الملامح الطرازية للتصنيع، لكن هذا الاتفاق لا يمتد إلى تحديد الأكثر جوهرية من بين تلك الملامح. ومن بين الملامح الأساسية، التى نتعرض لأغلبها فى مواضع متفرقة داخل هذه الموسوعة: تقسيم العمل، والرشد الثقافى، ونظام المصنع واستخدام الآلات، والتطييق الشامل للمناهج العلمية فى حل المشكلات، والالتزام الدقيق بالوقت والإشباع المرجا، والإدارة وفق القواعد والقوانين، وقوة المعمل التى نتسم بالحراك الاجتماعى والجغرافى.
ومع ذلك فإن مثل هذه القائمة من الملامح تثير تساؤلاً حول أى منها يعد نتاجا للتصنيع فى ذاته، أو يجب أن نعزوه إلى تجاوز الرأسمالية والتصنيع، أو حقيقة أن المجتمعات الرأسمالية هى أولى المجتمعات التى عرفت التصنيع. ويمكن أن نقول نفس الشىء عن الملامح الأخرى المتنوعة للحداثة التى تنسب — بطرق مختلقة إلى التصنيع أو إلى الرأسمالية، بما فى ذلك الاتساع اللانهائى للأسواق، ونمو الاقتصاد التقدى ونزعة المتدقيق والمحاسبة التى تكمن وراء الرشد العلمى، والروح الصناعية ذاتها.
عواقب اجتماعية
تحضر
نظراً لأن الثورة الصناعية كانت عبارة عن تحول من المجتمع الزراعي، فقد هاجر الناس من القرى بحثاً عن وظائف إلى أماكن أقيمت فيها المصانع. أدى هذا التحول من سكان الريف إلى التحضر وزيادة في عدد سكان المدن. زاد تركيز العمالة في المصانع من التوسع الحضري وحجم المستوطنات، لخدمة وإيواء عمال المصانع.
استغلالية
يتعين على العمال الصناعيين إما مغادرة أسرهم أو جلبهم للعمل في البلدات والمدن التي توجد فيها هذه الصناعات.
تغيرات في هيكل الأسرة
هيكل الأسرة يتغير مع التحول الصناعي. أشار عالم الاجتماع تالكوت بارسونز إلى أنه في مجتمعات ما قبل الصناعة، يوجد هيكل عائلي ممتد يمتد لعدة أجيال وربما بقي في نفس المكان لعدة أجيال. في المجتمعات الصناعية، تسود الأسرة النووية، التي تتكون من الآباء والأمهات وأطفالهم فقط. الأسر والأطفال الذين يصلون إلى مرحلة البلوغ هم أكثر قدرة على الحركة ويميلون إلى الانتقال إلى مكان وجود الوظائف. الروابط العائلية الممتدة تصبح أكثر هشاشة.