أذرح

قرية اذرح، قرية أردنية ضمن قضاء أذرح، في محافظة معان جنوب العاصمة عمّان، شهدت أبرز حدث سياسي أعقب الخلافة الراشدة وهي حادثة التحكيم بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، بوصاية أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص، يروى ان من حضر المكان ساعة الصلح : سعد بن أبي وقاص من العشرة المبشرين بالجنة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن عباس وآخرون. إضافه إلى هذا الحدث فإن لأذرح في التاريخ الإسلامي محطات أخرى اولها ما كان من ذكر لها ومدينة “الجرباء “الواقعة على بضع كيلومترات منها ,عند وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حوضه لصحابته الكرام بقوله:”إن امامكم حوضي كما بينكم وبين اذرح والجرباء” ويستدل من ذكرها في وصفه صلى الله عليه وسلم انها كانت مشهورة ومعلومة للجميع وتأتي ثاني محطة من محطات تاريخ اذرح عندما جاء وفدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم على إثر غزوة تبوك عام 9هـ /630م مصالحين, لتكون بذلك من أوائل المدن المفتوحة صلحا وكتب لهم الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا بذلك على أديم نصه:” بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي لأهل أذرح أنهم آمنون بأمان الله ومحمد، وان عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة، والله كفيل بالنصح والاحسان للمسلمين, ومن لجأ اليهم من المسلمين من المخافة والتعزير اذا خشوا على المسلمين، وهم آمنون حتى يحدث اليهم محمد قبل خروجه” وانما كانت الجزية عليهم مائة دينار بحسب عدد رجالهم الحالمين والذي بلغ مائة رجل، واهداهم الرسول صلى الله عليه وسلم برده.

و تعني كلمة كلمة اذرح في اللغة الهضاب يحيط بها السهول ليتوافق ذلك مع واقع الحال هناك وتعود شهرتها قديما منذ العهد الروماني عندما انشيء فيها معسكر لاحدى الفيالق الرومانية لا زالت اسواره وتحصيناته وقنواته المائية ماثلة للعيان حتى يومنا هذا، فيما استمر الاستيطان بها في العهد البيزنطي ,يدلل على ذلك بقايا الكنائس التي لا زالت موجودة في الموقع الاثري بها.

واشتهرت اذرح قديما بوفرة وعذوبة مائها الذي كان يجري مشكلا "سيل اذرح" قبل أن ينضب في نهايات القرن قبل الماضي كنتيجة حتمية للضخ الجائر المرافق لشح الأمطار، كما اشتهرت بكثرة اشجارها وبساتينها حيث ذكر الادريسي انها في غاية الخصب وكثيرة اشجار الزيتون واللوز والتين والكروم والرمان، وزارها عام 1845م الرحالة الفنلندي جورج فالين وقال عنها :"وصلنا إلى عين اسمها "أذرح" مياهها الغزيرة تتجمع في حوض بسفح تلة ,تربتها غنية مخضرة وعلى الضفة الأخرى من الحوض الذي يحاكي بحيرة صغيرة آثار كثيرة لمحلة قديمة محصنة يحيط بها سور رباعي...وحول العين تمثل حقول ذرة كبيرة والخضرة فيها نضرة ونمو الزرع ممتاز وماء العين صاف وعذب "

وقد ورد ذكر أذرح في أشعار العرب أكثر من مره

ملف:Flag and map of Jordan.svg هذه بذرة مقالة عن موقع جغرافي في الأردن تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

وقد ذكرت القرية في البخاري ومسلم وابو داود حسب كلام الدكتور شوقي أبو خليل في كتابة اطلس الحديث النبوي