واقعة
الواقِعَة أو الحقيقة أو الحادثة (بالإنجليزية: Fact، مشتقة من الكلمة اللاتينية فاكتوم (factum)) هو شيء حدث بالفعل أو حالة واقعية. والاختبار المعتاد لإظهار الحقيقة هو التحقيق، أي التحقق مما إذا كان من الممكن إثباتها بحيث تتوافق مع التجربة. وغالبًا ما تستخدم الأعمال المرجعية القياسية للتحقق من الحقائق. ويتم التأكد من صحة الحقائق العلمية من خلال التجارب المتكررة.
الحقيقة في الفلسفة
في علم الفلسفة، تتم دراسة مفهوم الحقيقة في نظرية المعرفة وعلم الوجود. وترتبط مسائل الموضوعية والصدق بشكل وثيق مع مسائل الحقيقة. ويمكن تعريف «الحقيقة» على أنها شيء يدل على الواقع.
يمكن فهم الحقائق على أنها هي التي تجعل الجملة الصحيحة حقيقية. ويمكن أيضًا فهم الحقائق على أنها هي تلك الأشياء التي تشير إلى الجملة الصحيحة. فجملة «المشترى هو أكبر كوكب في المجموعة الشمسية» هي حول حقيقة أن المشترى هو أكبر كوكب في المجموعة الشمسية.
في كثير من الأحيان، يؤدي سوء الفهم في التفريق بين الحقيقة والنظرية إلى المغالطة في البلاغة، حيث سيقول شخص ما أن دعوته واقعية بينما يدعي خصمه أنها مجرد نظرية. فمثل هذه التصريحات تشير إلى الارتباك في معاني كل الكلمات، مما يشير إلى أن المتكلم يعتقد أن الحقيقة تعني «الصدق» والنظرية تعني «التكهن».
الواقعة هي ما له قوام موضوعي. لكن ما هو معيار القوام الموضوعي؟ يقول مورتس اشلك Schlick إن الواقعة هي ما يسبق كل علم وكل تقدير، وهو من هذه الناحية يقيني. يقول: «لا معنى للتحدث عن وقائع غير يقينية؛ وفقط تقاريرنا ومعرفتنا هي التي يمكن أن تكون غير أكيدة» (اشلك: «نظرية المعرفة العامة») وهكذا فإن معيار القوام الموضوعي هو الاستقلال عن المعرفة.
وفي مقابل ذلك يقول نويرات G. Neurath إن الوقائع ليست يقينية يقيناً مطلقاً. إن الوقائع الغليظة يجب أن تتحول إلى قضايا اصطلاحية. وعلى هذا فالواقعة هي ما له قوام بالاصطلاح Konvention فقط.
ورأي اشلك يقوم على أساس التفرقة التي يضعها هو ومدرسته بين «الحقائق الصورية» في المنطق والرياضيات، وبين «الحقائق الواقعية» في العلوم التجربية؛ بين التقريرات التحليلية والقبلية من ناحية، وبين التقريرات التركيبية النقدية من ناحية أخرى.
لكن أصحاب مذهب الظاهريات يرون إنه إلى جانب المعطيات التجريبية (التركيبات البعدية)، توجد معطيات ماهية وقوانين قائمة عليها (تركيبات قبلية). إن الوقائع التجريبية تنتسب إلى الحقيقة الواقعية، ولكنها لا تستنفد كل مضمونها. ذلك أنه ينبغي أن يضاف إليها أو يميز منها، ما هو معطيات ماهية. إن الوقائع هي ما يخبرنا عنه الإدراك لحسي، ويمثل «الوجود - هكذا» So-Sein العرضي»؛ أما الماهية فهي «الوجود- هكذا الضروري» notwendiges So-sein-Müssen. إن الواقعة يمكن أن تكون بخلاف ما هي عليه، أما الماهية فلا يمكن أن تكون بخلاف ما هي عليه.
ولهذا فإن الواقعة تتسم يالعرضية Zufälligkeit بينما الماهية تتصف بالضرورة Notwendigkeit. ومن هنا فإن الماهية لا يمكن أبداً أن تكون واقعة. والواقعة عند هسرل هي ما هو موضوع بواسطة الماهية.
الحقيقة في علم الاجتماع
لا يوجد تعارض عام بين استخدامات الناس فى الحياة اليومية واستخدامات علماء الاجتماع لمصطلح حقيقة. فكلا الاستخدامان يوحيان بأن أى تقرير صادق يمكن أن يوصف بأنه حقيقة. فنحن نتحدث عن حقائق عندما نقول على سبيل المثال أن القانون البريطانى يمنع القتل، أو أن روسيا تمتلك أسلحة نووية، أو أن الثروة فى أمريكا تتوزع توزيعا غير عادل. ومع ذلك فإن هناك تراثا عريضا للعلوم الاجتماعية يتناول العلافة بين الحقائق والنظريات أو التأويلات المؤسسة على حقائق. ولهذا السبب غالباً ما ينشأ التعارض بين تعميمات العلوم الاجتماعية. كما أن معظم علماء الاجتماع يسلمون، بأن كثيراً من الحقائق الاجتماعية المثيرة هى حقائق مشبعة بالنظرية؛ أى أنها تتضمن بعض الافتراضات عما يعد ذا دلالة فى المجتمع، وعن إمكانية صياغة هذه الافتراضاث فى مفاهيم نظرية.
وتتصف الحقائق بأنها مؤقتة - أى أنها تعتبر صادقة إلى أن يثبت العكس. ويكون من الصعب وضع حدود فاصلة بين الحقيقة والتأكيد، بالرغم من أن الكثيرين يرون أن القابلية للتكذيب (أو للدحض) تعد معياراً مفيداً (لتحقيق هذا الفصل) فى العلوم الاجتماعية.