صدق (إحصاء)
الصدق (بالإنجليزية: Validity) يقصد به أن يكون الشى حقيقياً، وأن يمثل انعكاساً صادقا للاتجاهات، أو السلوك، أو السمات التى يعبر عنها. ويعد المقياس (كالسؤال، أو مجموعات الأسنلة، أو الاختبار) صادقا عندما يقيس المفهوم أو الخاصية التى يدعى قياسها. من هذا - مثلا - ما نلاحظه من اعتراض البعض على ما إذا كانت الإجابات المتحصل عليها من السؤال عن الرضا عن العمل مثل مؤشرا صادقا للاغتراب عن المجتمع المعاصر. وكذلك الاعتراض على ما إذا كان شغل المر أة لوظيفة ذات أجر مؤشرا صادقا على الوعى النسوى، أو معدل الطلاق فى الولايات المتحدة يعد مؤشرا صادقا لمدى الضغط الاجتماعى الذى يعيش هذا المجتمع فى ظله. فصدق مقياس معين للاتجاهسات، أو الاجابات التى يتم الحصول عليها فى أثناء المقابلة يعد فى أخر الأمر موضوعا للتقدير، وإن كان قد تم تطوير بعض الآساليب الفنية التى يمكن آن تدعم وتكمل آراء الباحث الخاصة، التى قد لا تكون ممثلة.
وهكذا تم تطوير بعض الأحكام المبنية على التجربة العملية المتى تيسر استبعاد بعض أنواع الأسئلة استبعادا تاما من هذا، مثلا، الاعتقاد بأنه من غير المجدى توجيه أسئلة إلى شخص عن حادثة معينة بعد وقوعها بفترة طويلة ومحاولة التعرف على الاتجاهاث والأسباب المرتبطة بقرار أو اختيار معين اتخذ منذ سنوات بعيدة، وذلك على اعتبار أن الآراء والأمور يعاد النظر إليها وتفسيرها عندما تمر عليها فترة طويلة، ومن ثم لا تعبر الآراء التى تبدى لاحقا تعبيرا صادقا عن تلك التى كانت ملازمة للحدث أو الموقف فى حينه. كما أن مطلب الصدق يستبعد المقابلات بالتفويض (أو بالوكالة، أى سؤال شخص نيابة عن آخر) استبعادا تاما، اللجم الا بالنسبة للبيانات الواقعية الفعلية الأساسية، كالسؤال عن مهنة شخص آخر، وإن كان يستحسن حتى استبعاد أى سؤال بالتقويض وتعد عملية ضمان الصدق، وقياس درجة الصدق الظاهرى من الوجهة النظرية أو البدهية، تعد أهم الأدوات التى تتدعم باستخدام أكبر عدد ممكن من الناس لإجراء هذا الفحص. ويمكن توسيع ذلك بحيث يشمل استخدام هينات تحكيم من الخبراء، أو المحكمين، الذين ليسوا فى العادة سوى أشخاص عاديين لديهم ألفة وثيقة بموضوع الأسئلة التى يجرى قياس صحتها، ويكون بمقدور هؤلاء الخبراء الحكم عما إذا كانت الأسئلة وتصنيفات الإجابات قادرة على تغطية كافة المواقف التى يمكن أن تنشأ، وما إذا كانت صياغتها اللفظية تتسم بالدقة وحسن التعبير عن المعنى. وهناك اتجاه آخر فى تحقيق الصدق يقوم على عرض أداة البحث - المراد اختبار صدقها - إلى مجموعات من الناس المعروف عنهم أن لهم آراء أو خبرات معينة، والكشف عما إذا كانت تلك الأداة قادرة على التمييز بكفاءة بين الممجموعات. و لكن الاختبار الأخير يتمثل بطبيعة الحال فيما إذا كانت
ادوات البحث، والنتائج التى تم الحصول عليها، مقبولة لدى الباحثين والعلماء الآخرين ومن ثم يعدونهاً صادقة. ومن النادر أن يطرح الباحثون بحثهم للفحص على المبحوثين أنفسهم، وإن كان هذا الأسلوب يتبع فى بعض الأحيان فى البحوث التى تستهدف تقديم الخدمات والبر امج المنفذة فعلا. وتتميز التعدادات السكانية بنظام المسوح التى تجرى بعد كل تعداد لاختبار درجة صدق البيانات والتحقق من نوعيتها العامة.