نوع اجتماعي
النوع أو الجندر أو الجنوسة (بالإنجليزية: Gender) هو مجموع الصفات المتعلقة والمميزة ما بين الذكورة والأنوثة. اعتمادًا على السياق يمكن أن تشمل هذه الصفات الجنس الحيوي المعيّن (أي كون الإنسان تشريحيا ذكر أو أنثى أو ثنائي الجنس)، وتشمل البنى الاجتماعية المعتمدة على الجنس (بما فيها من أدوار جنوسة وأدوار اجتماعية أخرى)، أو الهوية الجنوسة.
في غالب الحالات يُرى أن المرأة هي النوع الاجتماعي الذي يحتاج إلى تعديل دوره الاجتماعي.
بداية المفهوم
ظهر مفهوم الجندر في ثمانينيات القرن العشرين كمصطلح بارز استخدم في قاموس الحركات النسوية. حيث ظهر في أميركا الشمالية ومن ثم أوروبا الغربية عام 1988.
علم الاجتماع
يشير الجنس Sex عند آن أوكلى - التى أدخلت المصطلح إلى علم الاجتماع - إلى التقسيم البيولوجى بين الذكر والأتثى، بينما يشير النوع إلى التقسيمات الموازية وغير المتكافئة اجتماعياً إلى: الذكورة والأنوثة (انظر كتابها بعنوان: الجنس والنوع والمجتمع، الصادر عام ١٩٧٢). من هنا يلفت مفهوم النوع الانتباه إلى الجوانب ذات الأساس الاجتماعى للفروق بين الرجال والنساء. ولكن مصطلح النوع قد اتسع منذ ذلك الوقت ليشير ليس فقط إلى الهوية الفردية وإلى الشخصية، ولكن ليشير على المستوى الرمزى أيضاً إلى المثل والصور النمطية الثقافية للرجولة والأنوثة، ويشير على المستوى البنائى إلى تقسيم العمل على أساس النوع فى المؤسسات والتتظيمات.
ولقد تركز الاهتمام السوسيولوجى والسيكولوجى فى السبعينيات على توضيح وجود النوع، بمعنى توضيح أن الفروق والتقسيمات بين الرجال والنساء لا يمكن تفسيرها من خلل الفروقالبيولوجية، وأن الأفكار السائدة ثقافيا حول الرجولة والأتوثة هى صور نمطية ليس لها علاقة دقيقة بالواقع. واتضح وجود فروق هائلة بين الثقافات فى الأفكار المتعلقة بالنوع، وحول أدوار الرجال والنساء. وظهرت دراسات حول الطريقة التى يتحول بها الأطفال الصغار بنيناً وبناتاً إلى رجال ونساء بالغين عبر عمليات التنشئة الاجتماعية طوال مراحل تربية الطفل، والتعليم، وثقافة الشباب، والممارسات المهنية وإيديولوجية الأسرة. وعلى المستوى البنائى، وجدت دراسات للتقسيم غير المتكافى للعمل فى العائلة (وحدة المعيشة) حتى بين النساء والرجال الذين يشغلون وظائغ دائمة خارج المنزل، وفى التمييز بينهم فى التوظيف، حيث يلعب الجنس (دون المهارات الفردية والكفاءة) دورا كبيرا فى تحديد أنماط العمل وفرص الترقى. ولقد تحول الاهتمام فى السنوات الأخيرة إلى التشكيلات المتغيرة للنوع على المستوى الثقافى. وكانت معظم هذه الأعمال متعددة المداخل، تعتمد على الأنثروبولوجيا، والتاريخ، والفن، والأدب، والفيلم، والدراسات الثقافية، للكشف عن قضايا مثل الارتباط بين أفكار النقاء العرقى، والطهارة الجنسية للمرأة البيضاء، والذكورة السوداء فى الولايات المتحدة الأمريكية، أو أسطورة الأمومة كظاهرة طبيعية وعالمية. ونجد عرضا للجانب الأكبر من هذا التراث فى كتاب ساره ديلامون بعنوان علم اجتماع المرأة، الصادر ١٩٨٠.
و لقد ظهر نوعان رئيسيان من النقد لمفهوم النوع يرتبط الأول بالقول بأنه يقوم على ثنائية زائفة بين البيولوجى والاجتماعى. ويرتبط ذلك بنقد أعم يقول بأن علم الاجتماع قد مال إلى النظر للاجتماعى على أنه لا يتجسد فى إطار بيولوجى، ومن ثم فقد نظر إلى المطفل على أنه صفحة بيضاء تنقش عليها التنشئة الاجتماعية بإرادة الإنسان لإنتاج وعى اجتماعى وفعل اجتماعى (على نحو ما نجد فى أعمال إميل دوركايم).
وبتأثير الكتابات الحديثة لميشيل فوكو، نجد أن علماء الاجتماع أقل ميلا اليوع إلى النظر إلى الجسد (انظر مادة: سوسيولوجيا الجسد) بوصفه أمراً مسلماً به، و لكنهم ينظرون إليه على أنه موضوع للتحليل الاجتماعى، مدركين أن المعنى الاجتماعى للجسد قد تغير عبر المزمن. ولكن هذا يمكن أن يكون - بمعنى معين - وسيلة أخرى للتقليل من شأن البيولوجيا واختزال المعلم البيولوجى إلى مجرد علم اجتماعى. ولقد قدم فوكو نقدا للتمييز بين النوع والجنس، منكرا وجود فرق بيولوجى - كالجنس -خارج نطاق ما هو اجتماعى بأى شكل من الأشكال. ومن الناحية الأخرى هناك النقد الذى يعيد تأكيد الفروق البيولوجية على أنها فروق خارج النطاق الاجتماعى، ويتحدى أى فكرة عن النوع تهمل الدلالة الحقيقية للجسد. فا لتمييز بين المجنس والنوع يتصل يصورة خاصة من السياسات النسوية التى تحاول اجتثاث الفروق فى النوع والتحول نحو التخنث؛ ولا يترك هذا الرأى سوى قرصة ضئيلة للاهتمامات النسوية الأخرى بالسياسة البيولوجية للحيض، أو منع الحمل، أو تكنولوجيا الإخصاب، أو الإجهاض، أو تنظيم النسل.
أما النوع الثانى من النقد فيتعلق بالطريقة التى يركز بهامفهوم النوع على الفروق بين الرجل والمرأة على حساب القوة والسيطرة. فبعض الكتاب سوف يفضلون استخدام مفهوم نظام سلطة الأب كمفهوم محورى، من أجل إبقاء مفهوم القوة فى الصدارة، سواء على المستوى التحليلى أو السياسى. وهناك مشكلات كثيرة يعازى منها هذا المفهوم، ولكن أهم مشكلة يمكن الإشارة إليها هنا أنه يدمج مفهوم الجنس ومفهوم النوع عن طريق التعامل مع مقولة بيولوجية بوصفها مقولة اجتماعية: فالرجال والنساء ينظر اليهما على أنهما جماعتان موجودتان قبلا كشرط لقيام نظام سلطة الأب، وتستخدم بيولوجيا التناسل عادة لتفسير وجودها.
وعلى مستوى أقل حدة، فقد تم نقد مفهوم "النوع" على أنه طريقة محتشمة لتجنب كلمة الجنس". ولم يكن هذا هو الوضع عندما استخدمت بشكل صحيح فى علم الاجتماع، و لكن الحق ن الكلمة قد دخلت ضمن الكلام اليومى العادى بهذا الممعنى، عندما يتحدث الناس (مثلاً) عن الجنس المقابل. وهناك بعض علماء الاجتماع الذين يشعرون بالذنب فى هذا الصدد عندما يشيرون إلى "أدوار الجنسين" أو التمييز على أساس النوع".
ويمكن أن يستخدم مصطلح النوع استخداما مثمرا إذا توفر لمدينا قدر من الوعى بهذه المشكلات ٠ فلو وعينا أن هناك ثمة حاجة إلى اعتبار الفروق البيولوجية والفروق فى أبنية القوةفىعلاقتها بالتشكيل الاجتماعى للفروق (بين المنوعين)، فإن مفهوم النوع سوف يكون له مزايا تتعلق بتشجيع دراسة الذكورة مثلما ندرس الأنوثة، ودراسة العلاقات بين النوعين مثلما ندرس الوضع الاجتماع للمرأة، مع إدراك التتوع التاريخى والثقافى والتغير التاريخى والثقافى بدلا من تقديم تحليل عام.
العلاقة بالاقتصاد
هناك علاقة قوية بين الجندر والاقتصاد حيث أن مجتمع الجندر ينبغي أن تتساوى فيه فرص التعليم بين الاناث والذكور ومايتبعها من تساوي فرص العمل والأجر، كذلك هناك تساؤل حول مصير النسبة الكبيرة للإناث قياسا للذكور في كل دولة خصوصا دول العالم الثالث ومدى الخسائر الاقتصادية الناجمة عن اقصاء دور النساء من الإدماج الكامل في نشاطات العمل وما يحمله من خسائر للدول والمجتمعات، فمثلا في حالة العراق حيث تزيد نسبة الإناث في البلد عن 50 % يدفع الأمر للتساؤل حول مدى التأثير الاقتصادي، إذا تم اغفال هذه النسبة من المجتمع خاصة إذا ماتبين أن عدد المواليد من الإناث في ازدياد عن الذكور.
أنواع الهويات الاجتماعية
• من تتطابق هويتهم الاجتماعية والبيولوجية (بالإنجليزية: cisgender).
• ثنائي الهوية الاجتماعية (ثنائيو الجنوسة) (بالإنجليزية: bigender): تتقلب هويتهم بين المرأة والرجل.
• عديمين الهوية الاجتماعية (عديمي الجنوسة)(بالإنجليزية: non-binary): هويتهم تكون خارج نطاق المرأة والرجل. عادة تستخدم صيغة الجماعة عند التحدث عنهم.
انظر أيضاً
- دراسات النوع الاجتماعي
- أدائية
- تقسيم العمل المنزلي
- علم الاجتماع العائلي
- التحيز الجنسي (فى العمل)