تقسيم العمل المنزلي

تقسيم العمل المنزلي (بالإنجليزية: Domestic Division of Labour) يعنى تقسيم المهام، و الأدوار، و الواجبات التى تؤدى داخل وحدة المعيشة. ومع الانخراط المتزايد للمرأة المتزوجة فى العمالة الرسمية، بدأ علماء الاجتماع إمعان النظر فى العمليات التى كانت تربط بين البيت ومكان العمل، بما فى ذلك التساؤل عما إذا كان الانخراط المتزايد للمرأة فى العمل الماجور قد أدى إلى مراجعة التقسيم السابق للأدوار المنزلية "التقليدية" وأسلوب تنظيم العمل المنزلى. وقد تولد فى ثنايا الإجابة على هذا التساؤل تراث نظرى وإمبيريقى هائل خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا.

حاولت بعض الدراسات المبكرة التشكيك فى الرؤبة المتفائلة (كتلك التى قدمها مايكل يونج وبيتر ويلموت فى دراستهما المعنونة: الأسرة المتماثلة، المنشورة عام 1973، التى تذهب إلى أن الزوج والزوجة -خاصة فى الطبقات الوسطى- قد ازداد اشترا كهما فى تحمل أعباء المهام المكملة (ومن ثم المنفصلة إلى حدكبير) للحصول على الأجر وإدارة البيت. وهكذا اكتشف روبرت بلاد و دونالد. وولف (فى كتابهما،لزرواج وزوجات" المنشورة عام 1960 أنه أتضح من دراسة عينة كبيرة من أسر مدينة ديترويت أن التمييز الجنسى فى أداء الأعمال المنزلية لم يلحقه تغير يذكر: فالرجال مازالوا يؤدون الأعمال الخارجية التى تحتاج إلى "استعداد للأداء الميكانيكى"، بينما تقوم النساء بأداء العمل المنزلى. وقد توصل كلمن آن أوكلى فى كتابها "سوسيولوجيا العمل المنزلى ، الصادر عام 1974، وستيفان إدجل فى كتابه "الزوجان فى الطبقى الوسطى" الصادر عام 1980، إلى نتائج مماثلة. وقد أثارت بحوث رونا وروبرت رابو بورت عن زيجات السلك المهنى الثنائى الاهتمام بصراع الدور الذى تتعرض له المرأة، وهو الصراع الذى كثيرا مايؤدى إلى تحملها "عبئا مزدوجا" يتمثل فى تحملها المسئولية الأولى عن العمل المنزلى التقليدى، فضلا عن الالتزام بممارسة وظيفة بأجر.

أما الدراسات الأحدث فقد سجلت بتفصيل أكبر إلى أى مدى ماتزال الأعباء المنزلية التى تسندتقليديا إلى المرأة دون تغير يذكر. وتقدم ليديا موريس تلخيصا ممتازا لنتائج هذا الكم الهائل من البحوث فى كتابها "أعمال الوحدة المعيشية"، الصادر عام 1990. فبعد أن استعرضت النتائج المتوفرة حتى الآن، انتهت إلى أن الدراسات الأمريكية والبريطانية قد توصلت إلى نتائج متوازية، ومن أهمها: أن النساء، بما فيهن العاملات بأجر، مازلن يتحملن العبء الرئيسى فى العمل المنزلى، وأن الزيادة (المتواضعة) فى مشاركة الرجال فى الأعمال المنزلية لاتقابل الزيادة فى أعداد النساء العاملات، وأن عمل النساءلبعض الوقت ليس أفضل حالا، ربمابسبب تأثير ظروف دورة الحياة، التى تخلق مزيداً من الأعمال المتصلة برعاية الأطفال الصغار وتحمل مسئولياتهم، و أنه لهذا السبب يميل الرجال إلى زيادة مشاركتهم فى الأعمال المنزلية فى هذه المرحلة من دورة الحياة أكثر من أى مرحلة أخرى، وأن هناك استقرارا نسبيا فى كمية الوقت الذى ينفقه الرجال فى الأعمال المنزلية سواءكانت الزوجة تعمل أم لا. لكن اللافت للنظر أن هناك فروقا مهمة بين تلك الدراسات فى محور الارتكاز الأساسى، أوفى بعض النقاط التفصيلية. ولكن تلك الفروق سرعان ما تفقددلالتهاعندماتوضع أمام النتيجة العامة المؤكدة حتى الآن، والتى ترددهاساره بيرل عندماكتبت ثقول: "أنشطة عمل الزوج وسماته الشخصية التى ترسخ وضعه فى المجال المهنى هى المحددات الحاسمة فى التأثير على إجمالى الوقت المخصص لوحدة المعيشة... على حين... نجد أن قلة من الرجال المتزوجين هم الذين يضطلعون بانجاز كم مؤثر من العمل المنزلى ورعاية الأطفال (تظر كتابها: "مؤسسة صناعة النوع"، الصادر عام 1985.

انظر أيضاً