نظام أمومي
النظام الأمومي أو نظام سلطة الأم (بالإنجليزية: Matriarchy) هو شكل من من أشكال المجتمع، تكون فيه السلطة للمرأة، سواء في الفضاء الأسري أو الاجتماعي أو السياسي. فالأبناء فيه يُنسبون إلى الأمّ، وينحصر حقّ الإرث في فرع الأمّ في سلسلة النسب، هذا فضلاً عن أنّ الزوج يقطن مع عشيرة الأمّ.
لمحة عامة
ثمة استخدامان لمصطلح نظام سلطة الأم يتطابق أولهما مع الاستخدام الشائع، حيث يشير إلى نمط من التنظيم الاجتماعى تترأس فيه الأمهات الأسر، كما تتحدد الأنساب من خلاله. وفى هذا النمط يكون حدوث ذلك أمرًا له خصوصيته المتعلقة بكل حالة على حدة، وليس راجعاً إلى البناء الاجتماعى.
أما الاستخدام الثانى للمصطلح فهو تخيلى ظنى، يسنند إلى النظريات التطورية، وهو يشير إلى ذلك المجتمع الذى تتحكم فيه الأمهات فى المقاليد الرئيسية لأوضاع القوة. ولقد شاعت هذه النظرية إبان القرن التاسع عشر، وكانت تعد، على سبيل المثال، مكونا أساسيا من مكونات كتاب فردريك إنجلز المعنون: أصل العائلة و الملكية الخاصة والدولة، المنشور عام 1884. يذهب إنجلز إلى القول بأن مجتمعات الصيد والالتقاط المبكرة التى لم تعرف بعد حقوقاً للملكية، كانت تخضع لحكم النساء، نظرا للقوة التى تضفيها عليهن قدرتهن على الإنجاب. ومع ذلك، فما أن تتحول الأرض والسلع إلى ملكية خاصة، مع تطور الزراعة المستقرة أو المجتمعات الرعوية، فإنه يصبح مهما بالنسبة للرجال أن يضمنوا مشروعية انتقال الثروة لوارثيهم من أصلابهم. وهكذا ظهر إلى حيز الوجود نظام سلطة الأب، الذى بدأ فيه الرجال يتحكمون فى القدرة الإنجابية للمرأة، التى فقدت القوة السياسية التى كانت تتمتع بها فى ظل نظام سلطة الأم.
وكما حدث لكافة النظريات التطورية فقد شهدت بدايات القرن العشرين تراجع الادعاء القائل بأن المجتمعات البشرية فى عصور ما قبل التاريخ قد شهدت تحولا من سيادة حقوق الأم إلى سيادة حقوق الأب. وعلى الرغم من جاذبية مثل هذا التصور بالنسبة للنظرية النسوية، فليس ثمة شواهد يمكن الوثوق بها فى أى من علمى الأثار أو الأنثروبولوجيا على وجود نظام سلطة الأم (بالمعنى الثانى) فى أى مرحلة من مراحل التاريخ أو فى أى مجتمع إنسانى.