الجمع والالتقاط

يعد مجتمع الجمع والالتقاط أو البحث عن الطعام واحدًا من المجتمعات التي تحصل على الطعام من النباتات والحيوانات البرية، على العكس من المجتمعات الزراعية التي تعول أساسًا على الأنواع المستأنسة.

وقد كان الصيد وجمع الثمار هو طريقة مورد الرزق السابقة للمجموعات البشرية المسى العصب، وتوضح جميع دراسات الإنسان الحديث أن النموذج السائد كان مجتمع الجمع والالتقاط حتى حوالي 10000 سنة مضت. وقد حل محله بعد ابتكار الزراعة كل من الزراعة أو تربية الماشية في معظم أنحاء العالم. وقد صُنفت القليل فقط من المجتمعات المعاصرة باعتبارها مجتمعات للصيد وجمع الثمار فقد كانت معظم المجتمعات تعيش أيضًا على الزراعة و/أو تربية الماشية كجزء من أنشطتها في البحث عن الطعام.

مجتمعات الصيد والالتقاط (بالإنجليزية: Hunter - Gatherer, Hunting and Gathering Societies) أسلوب من أساليب المعاش يعتمد على استغلال موارد الطعام البرية وغير المدجنة. ولقد كان هذا هو الأسلوب المعاشى لما نسبته ٩٩ من تاريخ الجنس البشرى، ويشتمل على صيد الحيوانات، والأسماك، وجمع الثمار، والنباتات البرية، والعسل، والحشرات. وتتكون العديد من مجتمعات الصيد والالتقاط من جماعات صغيرة العدد من الرحل، على الرغم من أن بعضها قد أظهر قدرا أكبر من التنظيم الاجتماعى، ولا يمكن النظر إلى الجماعات المحدودة العدد التى ما تزال متبقية حاليامن مجتمعات الصيد والالتقاط على أنها تمثل نافذة لنا على ماضى تلك المجتمعات، ذلك أن لهذه الجماعات تاريخها الخاص. فعلى سبيل المثال، قامت بعض الجماعات الغازية وسياسات الإبادة العرقية يدفع هذه الجماعات إلى بيئات هامشية، فى حين أن بعضها الآخر كان فى الأصل يعمل بالزراعة أساسا.

وعادة ما تتتظم مجتمعات الصيد والالتقاط حول تقسيم نوعى للعمل يقوم فيه الرجال بصفة أساسية بالصيد، فى حين تتولى النساء عمليات الجمع والالتقاط. ومع أن اللحوم تعد فى العادة هى مصدر الهيبة، إلا أن منتجات عمليات الجمع هى التى تزود الجماعة بالطعام الذى لا غنى عنه، ومن هنا قد يكون من الأدق أن نطلق عليهم الوصفين معا، أى مجتمعات الجمعوالصيد.

وتعد الصورة الشائعة لجماعات الصيد والالتقاط فى بواكير التاريخ باعتبارها مجتمعات تتاضل من أجل البقاء، مع إهمال كافة الجوانب الأخرى، تعد توعا من المخرافة. فليست هناك علاقة يين مستوى التكنولوجيا الساتدة فى المجتمع ومدى تعقد الأنشطة الفكرية والإبداعية: فالعديد من هذه الجماعات كان لها حياة دينية وفنية تتسم بالثراء. والواقع أن مارشال سالينز قد ذهب فى مؤلفه: اقتصاد العصر الحجرى، المنشور عام ١٩٧٢، إلى القول بأن هذه المجتمعات تمثل أصل مجتمع الرفاهية، حيث أنها احتاجت لأن تخصص عددا محدودا من الساعات فقط كل يوم لأنشطة تدبير المعاش لكى تستطيع الوفاء بحاجاتها الماديسة المحدودة فوفرت بذلك الكثير من وقت الفراغ.

معلومات تاريخية

ربما كان يعيش الإنسان البدائي بصورة أساسية على القمامة، وليس على الصيد الفعلي. عاش الإنسان البدائي في العصر الحجري القديم السفلي في مواطن مختلطة سمحت له بجمع المأكولات البحرية والبيض والمكسرات، والفواكه إلى جانب القمامة. ففضلاً عن قتل الحيوانات الكبيرة من أجل الحصول على اللحوم، استخدموا جثث الحيوانات الكبيرة المقتولة من قبل مفترسين آخرين أو جثث الحيوانات التي ماتت عن طريق أسباب طبيعية.

ووفقًا لفرضية استمرار المقاومة والعدو لمسافات طويلة مثلما هو الحال في الصيد المستمر، فمازالت هذه الطريقة تمارس من قبل بعض الجماعات البدائية في العصر الحديث، فمن المرجح أن القوة التطورية الدافعة هي التي أدت إلى تطور بعض الخصائص الإنسانية. (لاحظ أن هذه الفرضية لا تتعارض بالضرورة مع فرضية البحث عن الطعام: ومن الممكن أن تكون كلتا إستراتيجيتي مورد الرزق لا تزالان مستخدمتان - سواء بشكل متتالٍ أو بديل أو حتى فوري.)

وعلى ما يبدو فيعتبر الصيد وجمع الثمار هي إستراتيجية موارد الرزق التي استخدمتها المجتمعات الإنسانية منذ حوالي 1.8 مليون سنة مضت، عن طريق الإنسان المنتصب وكذلك منذ ظهورها من حوالي 0.2 مليون سنة من خلال الإنسان العاقل. وظلت هذه هي الطريقة الوحيدة لموارد الرزق حتى نهاية عصر الميزوليتي منذ حوالي 10000 سنة مضت، وبعد ذلك استبدلت تدريجيًا فقط من خلال انتشار الزراعة في العصر الحجري الحديث.

انظر أيضًا

جماعات أو مجتمعات

الحركات الاجتماعية

  • الأناركية البدائية، التي تناضل من أجل إلغاء الحضارة والعودة إلى الحياة البرية.
  • فريجانيزم يتضمن جمع الطعام (وفي بعض الأحيان المواد الأخرى) في سياق بيئة حضرية أو شبه حضرية.
  • التقاط فضلات الحصاد يتضمن جمع الطعام الذي تركة المزارعون التقليديون خلفهم في حقولهم.
  • حمية العصر الحجري، هي التي تسعى من أجل تحقيق نظام غذائي مماثل للجماعات البدائية.
  • الحياة على نمط العصر الحجري، هو النمط الذي يعمل على توسيع حمية العصر الحجري لعناصر أخرى من طرق الحياة البدائية، مثل الانتقال والاتصال بالطبيعة.

انظر أيضا