محسن ظافر المدني



سياسي وأعلامي ليبي ولد في عام 1891، والتحق بزاوية جده محمد ظافر المدني في مدينة مصراتة، وانتظم في المدرسة الرشدية، وكان ضمن الموفدين إلى استانبول لاستكمال تحصيله العلمي هناك، وبعد تخرجه عاد إلى طرابلس عام 1908، وعمل موظفا بإدارة البريد والبرق حتى عام 1910، انتقل بعدها للإدارة المالية ليعين مسؤولاً مالياً في قضاء النواحي الأربع عمل في المجال الصحفي، ونشر مقالاته في صحيفة "الكشاف" وكانت أغلبها منصبة على فضح نوايا مخططات الحكومة الإيطالية السياسية والاقتصادية التي تهدف لاحتلال البلاد، وحصل على رخصة إصدار صحيفة يرأس تحريرها بنفسه، سماها "الوقت" وباشر في أجراء الترتيبات اللازمة لذلك، ولكن الغزو الإيطالي لطرابلس حال دون ذلك، ذلك الغزو الذي طالما نبه إليه في مقالاته مراراً، ولكن ذلك لم يثن عزمه عن مواصلة نشاطه الصحفي إثناء فترة الاحتلال الإيطالي فنشر مقالاته في الصحف التونسية، وخاصة الزهرة، والتقدم، وهذه المقالات كانت سببا في إلقاء القبض عليه، وفرض الإقامة الجبرية، ومنعه من أن يقوم بأي نشاط صحفي، ولكنه استطاع أن يفلت ويسافر إلى تونس ويجد ضالته هناك، فوجد صحيفة الزهرة، والمشير، وإفريقيا ميداناً ينشر فيه ما يعانيه الأهالي من اضطهاد المستعمر.

عاد إلى البلاد في عهد الجمهورية الطرابلسية 1918، وأصدر صحيفة "الوقت" التي استمرت تعمل في نفس منهج المدني حتى عام 1922، عندما أوقفها المستعمر الإيطالي عن العمل، وهاجر المدني مرة ثانية إلى تونس وجدد نشاطه الصحفي، وبقيت الصحف التونسية النافذة التي يطل من خلالها على ليبيا من خلال ما ينشره عن ممارسات الإيطاليين تجاه الشعب الليبي، وما يعانيه من قهر وذل وهوان، عاد عام 1949 في عهد الإدارة البريطانية، وبقى في طرابلس.