مجتمع تعددي

المجتمعات التعددية (بالإنجليزية: Plural Societies) مجتمعات مقسمة إلى جماعات ومجتمعات محلية لغوية أو إثنية أو دينية أو عرقية. ومن الممكن القول بأن هذا الوصف يمكن أن يطبق على أى مجتمع تقريباً، بحيث يترتب على ذلك أن المصطلح يعتبر أحياناً - دون أن يكون فى ذلك ثمة جدوى - مرادفاً لمصطلح "المجتمع المتعدد الثقافات"، ويطبق على حالات بينها من الاختلافات بقدر ما بين الولايات المتحدة والبرازيل. ومع ذلك، فقد كان المفهوم فى الأصل أكثر محدودية فى استخدامه. فقد كان يشير الى تلك الحالات من بلدان العالم النامى التى أفرزها الحكم الاستعماري - وبخاصة فى بورما وإندونيسيا - واحتلت فيها الجماعات الإثنية المختلفة مواقع متميزة فى تقسيم العمل، وعاشت الى حد كبير كمجتمعات محلية مغلقة على نفسها، ومن ثم لم يتولد لديها إلا إحساس ضئيل أو غاب تماما إحساسها بالالتزام تجاه المجتمع القومى (انظر مؤلف فورنفيل بعنوان: السياسات والممارسات الاستعمارية، الصادر عام ١٩٤٨). بكلمات أخرى، ليس هناك عدم تجانس ثقافى فحسب، وإنما هناك أيضا تعددية شكلية فى الأنساق المؤسسية للقرابة والدين والتعليم والترفيه والاقتصاد (وأحيانا، وليس دائما، فى الحكم).

ويلتقى الناس فى المجتمعات التعددية الذين ينتمون إلى أصول عرقية متباينة فى الأسواق فقط حيث يجب على الجماعات المختلقة أن تتاجر وتتبادل السلع والخدمات مع بعضها البعض. ولذا لا تنشاً "إرادة اجتماعية" عامة لكي تحد من استغلال أعضاء جماعة معينة من قبل أعضاء جماعة أخرى. وللحيلولة دون فوضى السوق، يتم اختراع إطار اجتماعى من نوع ما لتنظيم التعاملات بين الجماعات. وقد اشتملت المحاولات الرئيسية لحل معضلة التعددية فى حالة إندونيسيا، على فرض نظام الطوائف، وحكم القانون العرفى والديموقراطية والقومية والفيدرالية. ويمكن العثور على تحليل جيد لنشأة التعددية وسقوطها (الجزئى) فى هذا المجتمع فى كتاب فيرتهايم بعنوان: المجتمع الإندونيسى فى مرحلة التحول، (الصادرعام ١٩٥٦).

وقد وسع بعض الكُتاب الذين جاءوا بعد ذلك (بما فى ذلك مثلا سميث فى مؤلفه: "المجتمع التعددى وجزر الهند الغربية البريطانية، الصادر عام ١٩٦٥) من استخدام فورنفيل بحيث يشمل مجتمعات ما بعد الاستعمار، ومجتمعات التعددية العرقية فى منطقتى الكارييى وجنوب أفريقيا، وهى التى اعتبرت مجتمعات تعددية اجتماعيا وثقافيا. (وإن كانت ليست كذلك على وجه التحديد فيما يتعلق بتقسيم العمل). و لقد كان الماركسيون هم النقاد الرئيسيون لأطروحة المجتمعات التعددية، الذين حاولوا أن يرجعوا أشكال عدم المساواة العرقية والثقافية (الإيديولوجية) إلى صراع طبقى كامن وأن يلقوا الضوء على علاقات التبعية بين المجتمعات المتقدمة والنامية.