كريستوفر رن
كريستوفر رن (بالإنجليزية: Christopher Wren)؛ (20 أكتوبر 1632 - 25 فبراير 1723)، أحد المهندسين المعماريين العلماء وعالم رياضيات إنجليزي. صمم 55 كنيسة من أصل 87 كنيسة دمرت بفعل حريق لندن عام 1666م. أشهر هذه الكنائس كاتدرائية القديس بول (1710م). ومازال الكثير من أقواس أبراج رن يميز الأفق في لندن. وتضم مبانيه الشهيرة الأخرى: مستشفى تشلسي (1691م)،ومستشفى جرينيتش (1715م).
حياته
وُلد رن في قرية نويل الشرقية في مقاطعة ويلتشير. كانت اهتماماته الأولية وتدريباته تقتصر على العلوم والرياضيات، كما درس بمدرسة وستمنستر في لندن بين عامي 1641 و1646، حيث كان الشاعر جون درايدن والفيلسوف جون لوك زملاء دراسته. حصل رن على شهادة البكالوريوس في الآداب من جامعة أكسفورد عام 1651 وشهادة الماجستير من الجامعة نفسها عام 1653. ودرس رن أيضاً علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وأعد نماذج تبيّن كيف تعمل العضلات. عين رن عام 1657 أستاذاً لعلم الفلك في كلية غريشام في لندن. وأصبحت محاضراته باللغات اللاتينية والإنجليزية حديث الجميع، مما ساعد على اتّساع شهرته بين العلماء الأوروبيين.
عين الملك تشارلز الثاني عام 1661 رن في منصب معماري مهم هو مساعد مدير عام المساحة. وقد جذب رن الانتباه بمشروعه لترميم مسرح الشيلدنيان في أكسفورد. ولا يشبه رن أمثاله من المعماريين الإنجليز المعاصرين له، حيث إنه لم يذهب أبداً إلى إيطاليا ليكتسب معرفة مباشرة بالمعمار الكلاسيكي. ولكنه زار فرنسا عام 1665 وأثر ما شاهده هناك من هندسة معمارية في أعماله.
سيرته
كان رن أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية الملكية عام 1660، كما شغل منصب رئيس الجمعية الملكية بين عامي 1680 و 1682. وحسب سيرة حياته التي كتبها ابنه فقد كان رن مسؤولاً عن 53 اختراعاً وتجربة ونظرية.
إسهامات كريستوفر رن في علوم متنوعة
يعد کریستوفر رن هو منشیء الكاتدرائية الجديدة الموجودة في لندن والتي دمرت بعد الحريق المروع الذي حدث في عام 1966. وفي ذلك الوقت، كان رن لا يزال في الرابعة والثلاثين من عمره. مع هذا، كانت الهندسة المعمارية واحدة فقط من المهارات المتعددة التي كان يتقنها. وقد كان رن ثریا وحصل على درجة متميزة في التعليم. ولقد اشتغل رن في العديد من المجالات العلمية ؛ ثم تخصص بعد ذلك. ومع ذلك، فإنه أصدر فقط عددا قليلا من الكتب. وفي علم الفلك، قام رن بتصميم خرائط للقمر وحاول شرح الشكل الغريب لكوكب زحل. فقد كان هذا الكوكب من خلال تليسكوب جاليليو البدائي يبدو وكأنه يشبه كوكب ثلاثي. هذا، وقد تفوق الهولندي کریستیان هایجنز (1656) على رن حيث كان محقا عندما ذكر أن كوكب زحل محاط بحلقة.
بالإضافة إلى ذلك ، كانت للعالم رن بعض الإسهامات في علم التشريح في أثناء دراسته في جامعة أكسفورد. وقد قام بفحص الحشرات باستخدام الميكروسكوب الذي قام بصناعته بنفسه حتى قبل أن يقوم روبرت هوك بذلك في عام (1665). كان هوك صديقا ومساعد للعالم رن في السنوات التي تلت الحريق الذي حدث في عام 1666. وقد قام كلاهما بتصمي النصب التذكاري للحريق. إن الفترة التي قضاها رن في جامعة أكسفورد في أثناء حكم أوليفر کرومويل جعلته على علاقة قوية بمجموعة العلماء الذين أرسوا أصول ومبادئ الجمعية الملكية التي تأسست في عام 1662. لقد كان رن هو مؤسس وقائد هذه الجمعية، وظل رئیساً لها لمدة ثلاثة أعوام.
شأن هوك ونيوتن ، كان رن عملا ومبدعا للغاية. ولقد قام رن بتصميم مجموعة مذهلة مر الآلات والأجهزة والمعدات، مثل : مضخات المياه. كما ابتكر طرقا لمعرفة مدى قوة البارود هذا، فضلا عن تصميمه للمعدات الخاصة بعمليات المسح والأدوات العسكرية الخاصة بالدفاع والهجوم. ولقد كان رن أول من قام بعمل مقياس للأمطار (فقد كان علم الأرصاد الجوية من الاهتمامات الأخرى له). بالمثل، قام باختراع العديد من الأدوات التي يتم توصيلها بالتليسكوبات. ولذلك، أصبح من السهل تحديد مواقع النجوم والكواكب والمسافات فيما بينها بشكل دقيق. وعلى يد رن، أصبح التليسكوب أداة للقياس وليس مجرد أداة لرؤية الأجرام السماوية.