فرض كير وسيجل
فرض كير وسيجل (بالإنجليزية: Kerr-Siegel hypothesis) قدم كلارك كيروأبراهام سيجل فى مقالهما الميل إلى الإضراب من صناعة لأخرى - تحليل دولى مقارن"، (المنشور فى مؤلف كورنهاوزر وزملائه عن : الصراع الصناعى، الصادر عام 1954)، قدما تحليلا للفروق فى الميل إلى الإضراب بين المصناعات المختلفة. وذهبا فى هذا المتحليل إلى أن معدلات الإضراب العالية بين جماعات العمال الممنعزلة جغرافيا أو اجتماعيا التى تتسم بالتجانس والتماسك (مثل عمال الشحن والتفريغ، وعمال التعدين، والبحارة على السفن) إنما هى نتيجة لاغترابهم عن المجتمع الكبير الذى يعيشون فيه و الطبيعة القاسية للأعمال التى يمارسونها. ولما كان وضع العامل فى المجتمع هو الذى يحدد ميله إلى الإضراب، ولأن الموقع يعتمد اعتمادا شديدا على البيئة الصناعية، فإن الصناعة تكون أكثر ميلا إلى الإضراب حيث يستطيع العمال تكوين جماعة متجانسة منعزلة عن المجتمع الكبير. ثم أن عمليات الاختيار والتوجيه هى التى تجعل طبيعة الوظائف مسئولة عن تحديد نوع العمال الذين يتم تشغيلهم: فالأعمال القاسية، والعرضية، وغير الماهرة تجتذب (وتحتضن) العمال المشاغبين الذين يتسمون بحدة الطباع، والذين سيكونون أكثر ميلا الى الإضراب. و لاحظ أن كلا النظريتين تستطيعان معا تفسير التباين فى معدلات الإضراب من صناعة لأخرى.
وقد أثمرت تلك الفرضية تراثا ثانويا غزيرا، كما أثارت قدرا كبيرا من الجدل. ومن بين الحجج التى أثارها النقاد فى وجه هذا الفرض أن إحصائيات الإضرابات التى يستتد إليها فرض كير وسيجل تتسم بعدم الثقة، وأن تلك التحليلان قد أسقطت من حسابها عمدا بعض الصناعات الأساسية (كصناعة الصلب) التى لا تؤيد حججهم، وأن تفسير الميل إلى الإضراب اعتمد أكثر مما ينبغى على عدد محدود من العوامل البناتية، وتجاهل اتجاهات مختلف الأطراف المشاركة فى هذا السلوك.