فادية حمدي

فادية حمدي (ولدت في 1965) هي شرطية تعمل في ولاية سيدي بوزيد بتونس، عرفت بسبب صفعتها الشهيرة لمحمد بوعزيزي التي أطلقت شرارة الثورة الشعبية في تونس بعد أن أقدم محمد البوعزيزي على إحراق نفسه. وبعد شهرين من نجاح الثورة وخلع الرئيس زين العابدين بن علي، برأت محكمة سيدي بو زيد الشرطية فادية حمدي من تهمة صفع البوعزيزي والأعتداء عليه، ونالت فادية حمدي شعبية في الأوساط التونسية لإن صفعتها - التي برأت منها - قدحت شرارة الثورة التونسية[١].

معلومات شخصية

فادية الحمدي من مواليد عام 1965، وهي الرابعة في عائلة من 7 أشقاء وتعمل شرطية منذ عام 2000، وما تزال عزباء.[٢]

أقوال أسرة البوعزيزي

وعن تلك الشرطية يقول سالم شقيق محمد بوعزيزي لصحيفة "المصري اليوم": شقيقي محمد كان يعانى منذ 7 سنوات من قهر أعوان البلدية، بقيادة [فادية حمدي]، وموظف آخر يدعى صابر. كانا يصادران بضاعته من الخضروات مرتين في الأسبوع".

في يوم الحادث وكالعادة -والكلام ما زال لسالم- حضرت فادية حمدي مع مساعدها صابر وصادرت بموجب محضر بلدي بضاعة شقيقي، فاتصل محمد بخالي الصيدلاني ليستنجد به. وفعلاً تدخل خالي واسترجع له المحجوزات، لكن بعد 10 دقائق عادوا مجدداً وصادروا الخضار.

وتابع سالم: "حين حاول محمد الحديث مع فادية صفعته على خده، وسدد له صابر عدة ركلات، ولم يكتفيا بذلك بل ضرباه على أنفه حتى انفجر بالدم عندما حاول اللحاق بهما في مقر البلدية، فصعد إلى مكتب الكاتب العام للبلدية ليتقدم بشكوى، لكنه رد عليه قائلاً: يا مسخ متكلمنيش، (بالتونسية تعني يا قذر لا تحدثني)".

وأردف سالم: رفض المحافظ استقباله أو سماعه، فخرج للشارع بعد أن احترق من الداخل يصرخ من شدة الغيظ، ثم أحضر البترول الأزرق وأضرم في نفسه النار وفي الوقت الذي كان يحترق فيه كان حارس المحافظة يضحك، حتى أنبوب الإطفاء في مقر المحافظة كان فارغاً عندما أخرجوه في محاولة لإنقاذه، مشدداً على أن الصفعة التي تلقاها شقيقه هي التي أججت عنده فكرة الانتحار قائلاً: "معروف في قبيلة الهمامة أن الذى تضربه امرأة نلبسه فستاناً".

ويصر سالم وعائلته على ملاحقة الشرطية فادية ومحاكمتها أمام الرأي العام الدولي، موضحاً: "لن أتركها تفلت مني، وحارس المحافظة الذي كان يتفرج على أخي يُشوى وهو يضحك، ورئيس البلدية، والكاتب العام للبلدية، والمحافظ، هؤلاء جميعاً صادروا أحلام أخي في الحياة. أدعو المحامين الشرفاء في تونس وكل البلاد العربية والعالم إلى تشكيل لجنة ومساعدتي".

تصريح والدة البوعزيزي

وكانت الحاجة منوبية والدة محمد بوعزيز طالبت في وقت سابق خلال لقاء مع صحيفة "الخبر" الجزائرية مقابلة الشرطية فادية حمدي، قائلة: "أريد أن أرى الشرطية التي ضربت محمد، لأسألها عن الظلم الذي اقترفته، ثم محاكمتها علناً أمام الشعب".

موقف محمد الغنوشي

رئيس الحكومة المكلف سابقاً محمد الغنوشي قد وعد في وقت سابق بمحاكمة جميع من وقف وراء القمع الدامي ضد الذين شاركوا في الاحتجاجات التونسية التي شهدتها البلاد قبل هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من البلاد.[٣]

موقف عائلة فادية حمدي:

وطالب اقارب موظفة الشرطة البلدية المتهمة بصفع محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والموقوفة منذ نهاية العام الماضي بانصافها واحترام الاجراءات القضائية بحقها، بحسب ما افادت صحيفة يومية تونسية الجمعة.

وقالت صحيفة الشروق ان "عائلة فادية حمدي المتهمة في قضية محمد البوعزيزي بالاعتداء عليه، دخولها في اعتصام مفتوح للمطالبة بالافراج عنها فورا".

ونقلت الصحيفة عن فوزي حمدي شقيق فادية ان عددا من افراد العائلة والمتعاطفين معها بدأوا اعتصاما في مدينة منزل بوزيان (وسط غربي) القريبة من سيدي بوزيد "للمطالبة بالافراج عنها واحترام الاجراءات القضائية بشانها" خصوصا وانها موقوفة منذ 31 كانون الأول/ديسمبر بدون محاكمة.

وأشار إلى ان شقيقته دخلت في إضراب احتجاجي عن الطعام. وقال ان العائلة "تطالب بتمكين ابنتهم من محاكمة عادلة والاستماع إلى اقوالها واقوال الشهود" لتبين ما حصل يوم 17 كانون الأول/ديسمبر حين احرق البوعزيزي نفسه. وكانت منوبية البوعزيزي والدة محمد البوعزيزي قالت في 20 كانون الثاني/يناير لوكالة فرانس برس ان "المضايقات التي كان يتعرض لها (ابنها) يوميا هو وباقي الباعة لم تؤثر فيه كثيرا". واضافت ان "ما اثر فيه يومها هو ضربه من قبل اربعة شرطيين وخصوصا فادية حمدي التي صفعته امام الملأ وشتمت المرحوم اباه". وفي اليوم ذاته اكد شقيقه سالم ان ما دفع شقيقه للانتحار هو شعوره بالاهانة. وقال "نحن هنا عرب سيدي بوزيد، الرجل الذي تضربه امراة لا يعد رجلا". واضاف انه بعد الاطاحة بحكم بن علي "شعرت بان شباب تونس نال حقه اما حق أخي محمد فلم ناخذه بعد (..) وهو ان تحاسب هذه المراة التي ضربته امام الجميع هي ومسؤول البلدية وحارس الولاية باعتبارهم السبب، وهم من احرقه". وكان محمد البوعزيزي البائع المتجول أقدم على احراق نفسه في 17 كانون الأول/ديسمبر الماضي احتجاجا على اهانته ومنعه من ايصال شكواه إلى المسؤولين في المنطقة اثر مصادرة بضاعته التي كان يبيعها على عربته بداعي عدم امتلاكه التراخيص اللازمة. وفجر انتحاره ثورة شعبية في تونس سرعان ما تطورت إلى ثورات شعبية كبرى في مختلف أرجاء العالم العربي أطاحت بحكام وأسقطت أنظمة من بينها نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011 ونظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك في 11 فبراير/شباط 2011.

المصادر

  • [١] العربية نت.
  • [٢] الوسط أون لاين