علاقات العمل
علاقات العمل (بالإنجليزية: Labour Relations) هى مجال متداخل بين عدة تخصصات يضطلع بالدراسة المفصلة والعمليات التى ترسى قواعد سوق العمل. والموضوع الذى يحتل مكانة القلب من هذا المجال هو المساومة الجماعية التى تتم - دائما — بين النقابات العمالية أو المنظمات المناظرة (التى تمثل العمال) من ناحية، وأرباب العمل ومنظماتهم من ناحية أخرى ثم طرأ توسع على هذا الميدان، رصده المراقبون منذ سنوات، نتيجة للحاجة إلى وضع المعاملات بين المنظمات العمالية ومنظمات أصحاب الأعمال فى إطارها القانونى، والتاريخى، والاقتصادى، والسياسى، والاجتماعى.
أما مصطلح "علاقات المستخدمين" المذى كان منتشرا ذات يوم فى كتابات علم الإدارة، فقد كان يعد قى ذلك الوقست مرادفا لمصطلسح العلاقات المصناعية، و لكنه لم يعد يمثل فى أيامنا هذه سوى جزءا من الميدان الذى كانت علاقات الإدارة والنقابات لا تلعب فيه سون دور ضنيل كل الضآلة، أو غير ملائمة أصلا.
وترجع الاخنلافات بين التعريفات فى جانب منها إلى أنه رغم التاريخ الطويل للبحث الأكاديمى فى هذا المجال، إلا أنه لم يستطع أن يبلور حتى الآن نواة فرع علمى مستقل خاص به تتولى الإحاطة الشاملة بتحليلان وتفسير ات السلوك الإنسانى المكون للعلاقات الصناعية. من هنا يشمل العمل العلمى قى هذا المجال اليوم دراسة الموضوعات التالية: الجوانب التاريخية والمعاصرة لقاتون عقد العمل، الفروق التظرية والواقعية بين تحديد الأجور عن طريق القواعد التى يتم التفاوض عليها من ناحية عمليات السوق الحر القائمة على المنافسة، ودوافع تدخل الدولة فى علاقات العمل فى اتصالها بالجوانب المتاريخية والمعاصرة لسياسات المساومة بين المستخدمين وأرباب العمل، والأساس المعيارى للفروق فى الأجور وفى المساومة على الأجور، والأسباب التاريخية والمعاصرة للصراع الصناعى وعلاقته بالصراع الطبقى، والعلاقات بين قطاعات القوى العاملة المنظمة وغير المنظمة، وتجزؤ سوق العمل وثنائية سوق العمل، والعلاقة بين العمالة (التشغيل) وسياسة الأجور بالسياسة الاجتماعية، والتدريب والمهارة، والبطالة.
ومازال علماء الاجتماع، والمؤرخون، وعلماء الاقتصاد، وعلماء النفس والمحامون وغيرهم من المختصين يقدمون إسهاماتهم المتميزة فى موضوع علاقات العمل، دون اعتبار كبير من جانب كل منهم لإسهامات الآخرين. وأصبح يعتقد فى السنوات الأخيرة أن فكرة نظم العلاقات الصناعية يمكن أن تخلق نوعا من الوحدة بين دراسات هذا المجال (انظر كتاب دنلوب، نظم العلاقات الصناعية، الصادر عام 1958، ومؤلف كوخان وزملاؤه، تحول العلاقات الصناعية الأمريكية، الصادر عام 1986. وياخذ نقاد هذه الفكرة عليها أنها تتسم بالقصور، والتصور المساكن غير المفيد فى فهم ديناميات الظاهرة، وأنها من الاتساع بحيث لا يمكن أن تكون أكثر من مجرد أداة للتصنيف، وبذلك تقل أو تنعدم قدرتها التفسيرية.