ساجي المرشد



بعد قيام السلطات السورية بتصفية مجيب المرشد 27 نوفمبر 1952، استلم زمام الامور في الطائفة المرشدية أخيه ساجي (1931 - 1998)، وعلى عاتقه قامت التطورات الأهم في تاريخ هذه الطائفة مرفقة بكافة الأزمات والتطورات السلبية والإيجابية المؤثرة على طائفته والمرتبطة بالمنطقة. ومن أهم إنجازاته السياسية: 1- حماية الطائفة المرشدية خلال الصراع السياسي القائم في سوريا في الفترة الممتدة من منتصف الخمسينيات إلى سنة1970، حيث كان السيطرة على قرار الطائفة المرشدية المتماسكة هدفا مشتركا لدى كل القوى (السلطة السورية بعد الانقلاب على الشيشكلي- القوميين السوريين كحزب يرغب بالسلطة وله وجوده العسكري في الجيش- سلطة جمال عبد الناصر في عهد الوحدة- البعثيين في فترتي ميشيل عفلق وصلاح الجديد)، حيث عمل ساجي بما استطاع على تحييد الطائفة وإخراجها من الصراعات إلا ان ذلك لا ينفي جملة من المضايقات التي تعرضت لها ومنها السجن والإقامة الجبرية لساجي وإخوته، ومنع المرشديين من الوصول إلى مراكز مهمة في المناطق المحلية.

2- إقامة تحالف تاريخي مع حافظ الأسد حما الطائفة خلال الاضطرابات داخل سورية أثناء المحاولة الانقلابية لرفعت الأسد، حيث كان موقف ساجي حازما في موضوع الوقوف إلى جانب حافظ الأسد، رغم أن سرايا الدفاع (القوة العسكرية الضاربة لرفعت الأسد) كانت ترتكز في جزء مهم منها على المرشديين، لذلك من الممكن القول أنه وبشكل كبير فإن خروج حافظ الاسد من هذه الازمة كان بفضل المرشديين.

أما على الصعيد الاجتماعي: 1- إعطاء المرأة المرشدية حقوقا تجعلها في مساواة الرجل تماما، ففي حين ان المراة العلوية لا تدخل في الدين الباطني (تعلم الأسرار الدينية والصلاة والمعرفة الروحية) فإن المراة المرشدية لا يحجب عنها اية معارف روحية خاصة بالطائفة، إضافة لذلك مساواتها في الإرث والقيمة الاجتماعية.

2- الإلغاء التام للحالة الكهنوتية، حيث أصبح المختصين بتعليم الصلاة وعقد الزيجات (يسمونهم الملقنين) ينتخبون انتخابا حرا من قبل أبناء المنطقة الخاصة بهم وفق شروط اخلاقية وموضعية وثقافية معينة(التحصيل العلمي والصدق وعدم العمل بشيء غير شرعي كالتهريب مثلا)

3-إظهار المرشدية كحالة اجتماعية ثقافية لاسياسية ولا عرقية مما استتبع انفتاح الطائفة على محيطها بشكل لا يجعلها تندمج تماما.