رقية بنت الحسين

هي السيدة رقية (57 هـ - 61 هـ) بنت الحسين بن علي بن أبي طالب من زوجته أم إسحاق، و حفيدة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، استشهدت و هي في الخامسة من العمر في دمشق بُعيد معركة كربلاء.

معركة كربلاء

رفض الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه بيعة يزيد بن معاوية مما أدى إلى اشتداد الخلاف بينهما و دفع الحسين إلى الخروج إلى الكوفة مغادراً مكة ومعه أهل بيته و بينهم رقية بغية الالتحاق بأنصاره في العراق. إلا أن الأمويين سيطروا على الكوفة قبل وصول الحسين إليها و أنكر أهل الكوفة الكتب التي بعثوا بها إلى الحسين، و ما لبث جيش الأمويين أن وصل ليداهم الحسين في مستقره. ومع رفض الحسين للتسليم، بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار وتم حرق الخيام و استشهد الكثيرون، فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر. رافقت رقية ركب أهل الحسين بعد هذه المأساة إلى الشام لمقابلة الخليفة يزيد بن معاوية.

وفاة السيدة رقية

يأتي في الأثر أن السيدة رقية رأت والدها في منامها إبان استشهاده، فأتي إليها برأسه مما أجج مشاعرها و جعلها تنكب عليه يكاءاً حتى فارقت الحياة.

مقام السيدة رقية في دمشق

يقع مقام السيدة رقية عليها السلام على بعد (100م) أو أكثر قليلاً من الجامع الأموي بدمشق في حي العمارة بدمشق، وقد دأب المسلمون بمختلف مذاهبهم، سنة و شيعة، على زيارة ضريحها من كل فج عميق. وقد اعتاد بعض البسطاء إلى اللجوء إلى قبرها بحوائجهم طالبين المغفرة و الاستجابة من الله تعالى.

في عام ( 1864 م ) تمَّ تجديد وترميم المقام وذلك أن النهر المار بجانب السور قد تسلل إلى القبر الشريف وكاد يتلفه. ثم أعيد بناؤه عام 1985 بطراز معماري فارسي مشغول بتناظر رائع و تلبيس بورق الذهب. و يجاور المقام مصلى إلى جانبه باحة صغيرة. بلغت مساحة البناء الحالي بعد الترميم الأخير نحو 4000 متر مربع، ومنه 600 متر مربع صحن وفضاء واسع وبقية البناء يؤلف الرواق والحرم والمصلى المجاور للضريح، وتعلوا المرقد قبة مضلعة ووضع على القبر لوحة من الفسيفساء يكسوها العاج والمرمر.

قائمة المصادر

  • كتاب منتهى الآمال للشيخ عباس القمي 1: 327.
  • كتاب روائع التراث في دمشق - الدكتور عبد القادر الريحاوي.