جان بوريدان
جان بوريدان (باللاتينية: Johannes Buridanus) (ح. 1300 – بعد 1358) كان كاهناً فرنسياً نثر بذور ثورة كوبرنيكوس في أوروبا. وقد طور مفهوم قوة الدفع، الذي كان الخطوة الأولى نحو مفهوم القصور الذاتي المعاصر، والذي كان تطوراً هاماً في تاريخ علوم العصور الوسطى. وقد أشتهر أسمه بسبب تجربة فكرية تُعرف بإسم حمار بوريدان (تجربة فكرية لا تظهر في كتاباته التي وصلتنا).
لجان بوريدان مؤلف رائع في الطبيعة النظرية ومما يؤسف له أنه اشتهر بفضل حماره فحسب ولعله لم يكن صاحبه.
وقد ولد بورديان قرب آراس قبل عام 1300 وتلقى علومه ثم درس في جامعة باريس. وهو لم يعلل دوران الأرض اليومي حول الشمس فحسب بل إنه أسقط من علم الفلك المعارف الملائكية التي نسب إليها أرسطو وأوكونياس مسار الأجرام السماوية وحركاتها وقال بورديان: «لا حاجة بنا بعد اليوم إلى تفسير حركاتها أكثر من أنها بدأت تتحرك أصلاً بإذن الله وبقانون قوة الدفع- أن أي جسم يتحرك يستمر في الحركة ما لم تمنعه قوة موجودة». وهنا كان لبوريدان فضل السبق على غاليليو وديكارت ونيوتن. واستطرد قائلاً إن حركة النجوم تحكمها نفس القوانين الآلية التي تتحكم في الأرض. وهذه الآراء التي تعد الآن رثة بالية كان لها أثر عظيم في هدم آراء الناس في العصور الوسطى. وهي تكاد تؤرخ لبداية الطبيعة الفلكية. ونقل تلاميذ بوريدان آراءه إلى ألمانيا وإيطاليا وتأثر بها ليوراند وكوبرنيكوس وبرنو وغاليليو ثم حملها ألبرت أمير ساكسونيا إلى الجامعة التي أنشأها في فيينا عام 1364 ونقلها مارسيليوس فون انجهن إلى الجامعة التي أسسها في هايدلبرج عام 1386.
فلسفته
فيلسوف وعالم فرنسي، كان رئيساً لدرسة الفنون في بوريدان بأريس، وربما ولد في بتون Bethune 20 Artois قرب نهاية القرن الثالث عشر، وبعد سنة ١٣٣٨ لا نراه مذكورا في سجلات جامعة باريس.
كان تلميذا، في العقد الثاني من القرن الرابع عشر، في الكلية التي أنشأها في باريس الكاردينال لوموان Moine عل ليتعلم فيها ابناء بيكارديا . وتتلمذ على أوكام في جامعة باريس. وقام بالتدريس في جامعة باريس لمدة اربعين عاماً تقريباً. وصار رئيساً لجامعة باريس في سنة ١٣٢٨، ثم صار رئيساً لتلك ا لجامعة مرة أخرى في سنة ١٣٤٠ في وقت شديد ا لاضطراب بعد ان ادين مذهب أوكام. وتناول تدريس الفروع الثلاثة الرئيسية للفلسفة انذاك وهي: المنطق، الطببعيات (بما في ذلك الإلهيات)، والأخلاق.
وفي العلم اهتم بوريدان بفرعين كانا موضع اهتمام جامعة باريس انذاك، وهما البصريات والميكانيكا. وآراؤه في البصريات مستمدة من البطروجي (المعروف عند اللاتين ياسم 5لما:عةع٨11)). ولكن له اراء في توالي الصور البصرية تعتبر إرهاصاً بالأفكار الأساسية في علم السينماتيكا Cinematics الحديث. وفي ال ميكانيكا عارض نظرية ارسطو القائلة بأن الوسط الذي يتحرك فيه المقذوف هو الذي يحافظ على حركته، وقال هوبنظرية قوة الدفع impetus: فالشيء المحرك يعطي للمتحرك «قوة» تتناسب مع قوة المحرك، وكتلته. وهذه «القوة» هي التي تحافظ على حركة المتحرك بعد انفصاله عن امحرك له. إلى ان تقلل مقامة الهواء (او أي وسط آخر) من قوة الدفع.
أما في الفلسفة فقد كان بوريدان من اتباع الأوكامية المعتدلة، واشترك في إدانة الأوكامية المتطرفة، حين كان رئيسا لجامعة باريس في ١٣٤٠. لكنه هو الآخر اصابته الإدانة من قبل البابوية ومنعت كتبه في الفترة ما بين ١٤٨٢ - ١٤٨٤ بسبب مافيها من نزعة أوكامية. لكنه حظي بعد ذلك برواج كبير، فأعيد طبع كتبه مرات عديدة في الفترة ما بين سنة ١٤٨٧ ,٠١٥٢٠
وفي المنطق قام بشرح كتب أرسطو المنطقية، مؤثراً إيراد اقوال واصطلاحات اوكام، وبطرس لأسبافي، واهتم خصوصا في منطقه بالجهة في القضية وفي القياس. وفي كتابه «النتائج» consequentiae اهتم بقوانين الاستنباط الصحيح ومن هنا نجد اهتماماً معاصراً بهذا الكتاب، وبكتابه الآخر «المغالطات السوفسطائية» Sophismata .