ثقافة الشباب
ثقافة الشباب (بالإنجليزية: Youth Culture) هى بمعناها الدقيق ثقافة فرعية، كانت موضوع جدل مهم ومؤثر بين الكتاب الوظيفيين (أساساً) من ناحية ونقادهم من ناحية أخرى. وتفسر ثقافات الشباب إما من خلال العوامل الفعالة فى تجربة المراهقة، أو التلاعب بأساليب الشباب فى الإنفاق وتمضية وقت الفراغ بفعل الإعلان وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيرى. ومن المعتقد أن الفصل فى الوظائف بين البيت، والمدرسة، ومكان العمل يجعل المراهقين يزدادون اختلافا عن البالغين، كما يجعلهم أكثر وعيا بذواتهم، و أكثر تأثراً بجماعات الرفاق من تأثرهم برعاية الوالدين وغيرها من المؤثرات المرتبطة بالكبار. وإن كان يلاحظ أن الرفاهية النسبية للمراهقين فى العقود التى تلت الحرب العالمية الثانية، خاصة إذا كانوا يعملون ويكسبون، قد ساعدت على خلق سوق كبير ومربح لتداول السلع والخدمات المموجهة بالذات إلى المستهلكين الشباب. وقد شجع ذلك على ظهور الموضات الخاصة بالشباب والأساليب المميزة لهم فى عالم الأزياء، والموسيقى، وقضاء وقت الفراغ، وكثير منها ظهر أساسا فى الولايات المتحدة.
ويعتقد بعض الكتاب أن الصدام الثقافى بين الأجيال قد حل محل الطبقة الاجتماعية بوصفها الشكل الأساسى للصراع فى المجتمع الصناعى الحديث. ومع ذلك فإن الطبقة نفسها تلعب دورا بارزا فى تشكيل مضمون ثقافات الشباب المختلفة. وقد ميزت البحوث فى الولايات المتحدة ما يعرف بثقافات الطلاب الجامعيين الذين ينتمون (أساسا) إلى شباب الطبقة الوسطى عن ثقافات النواصى أو الثقافات الفظة لنظرائهم من شباب الطبقة العاملة. وبعتقد أن النوع الأول من ثقافات الشباب يحاول أن يسد الفجوة بين انجاهات الامتثال الساعية إلى الإنجاز واختلاف حياة المراهقة المدرسية، التى كثيرا ماتكون المدرسة نفسها هى محورها وموضوعها الأساسى. أما ثقافات النواصى، فى مقابل هذا، فتعد استجابة لفشل الطبقة العمالية فى النجاح الدراسى، ومن ثم فهى تتمركز حول عصابة الحى لا على المدرسة، وهى تمثل سعيا عن مكانة بديلة، حتى لوكانت منحرفة، أو هوية أو نجاح بديل. أما فى بريطانيا فتكاد ثقافة الشباب تنحصر كلية فى شباب الطبقة العاملة من الذكور والذعر الأخلاقي من أسلوبها ونزعتها المعدوانية. وترى الدراسات الماركسية المحدثة أن تلك الثقافة تمثل احتجاجاً رمزياً على ظواهر مثل تحلل مجتمع الجيرة المحلى التقليدى عند الطبقة العاملة، وعلى السيطرة الجماهيرية على ماكان يعتقد فى الماضى أنها أشكال خاصة بالطبقة العاملة أساساً لقضاء وقت الفراغ (مثل كرة القدم). ويقدم مايك بريك عرضا للتراث المنشور حول هذا الموضوع فى كتابه: سوسيولوجيا ثقافات الشباب وثقافات الشباب الفرعية، الصادر عام 1980.
والواقع أن التطورات التى استجدت على كل من علم الاجتماع وعلى المجتمع نفسه، خاصة خلال عقد الثمانينيات، قد عدلت كثيرا من المصطلحات المستخدمة فى هذا الحوار. فقد أشار الكتاب ذوو الاتجاهات النسوية إلى اختفاء الفتيات من معظم المؤلفات المنشورة عن الشباب، واهتموا بدراسة مظاهر التباين الراجعة إلى النوعفىثقافة لشباب. كما استأثرت خبرات الشباب فى الأقليات العرقية بمزيد من اهتمام الباحثين. ولكن الأهم أن الفترة منذ متتصف السبعينيات قد شهدت انطفاء فكرة أساليب الاستهلاك و الثورة المستقلة عند فئة المراهقين. وتغيرت بؤرة البحث إلى الاهتمام بسوق العمل عند الشباب، واعتماد الشباب على الأسرة نتيجة لازدياد معدل البطالة وتعرص الشباب للتشغيل المرن.