ثامسطيوس
ثامسطيوس (317 - 390 م) هو فيلسوف وشارح لأرسطو وخطيب.
وقد ذكر ابن تيمية أن أشهر أتباع أرسطو من الأولين هم: بُرقلس والإسكندر الأفروديسي وثامسطيوس.
ثامسطيوس
فيلسوف وشارح لأرسطو وخطيب .
من المحتمل أنه ولد في سنة ٣١٧ بعد الميلاد، لأنه يقول عن نفسه أنه من سن الأمبراطور قسطنطين، وذلك في إقليم بفلاجونيا بآسيا الصغرى حيث كان يملك أهله أراضي زراعية . أما المدينة التي ولد فيها فيحتمل أن تكون أبونوطيغرس. وكانت أسرته وثنية، وظل هو كذلك. وكان أبوه يوجنيوس «فيلسوفاً ريفياً» بينما ابنه سيدعى «فيلسوفاً مدنيا» . وكان يدرس الفلسفة، وكان مولعاً خصوصاً بأرسطو، وعمل على تبسيط فلسفة أرسطو؛ ومع ذلك كان يلقى دروساً في فلسفة فوثاغورس، وأفلاطون وزينون الرواقي، وأبيقور. كذلك كان يلقى دروساً في الكوميديا القديمة والحديثة، وعن مؤلفي التراجيديات وعن الشعراء الغنائيين *
وعلم يوجنيوس ابنه ثامسطيوس الفلسفة ولم يكن ذلك في اقليم بفلاجونيا، بل في القسطنطينية، لما كان أستاذاً للفلسفة هناك أما معلمه في الخرافات فكان هيروقلس 8ةكه٠لا، ومعلمه في الخطابة كان أستاذاً ممتازاً في مدينة صغيرة على البحر الأسود بالقرب من فاسس.
وبدأ ثامسطيوس التدريس في سنة ٣٤٥. وتزوج بنت أحد الفلاسفة ورزق منها بعدة أولاد. وتوفي والده في نهاية سبتمبر أو أوائل اكتوبر سنة ٣٥٥م
وبفضل توصية من ساتورنينوس 8لآ1٦ق٣1٦لآأ83 صار على علاقة قريبة مع الأمبراطور، لأول مرة في سنة ٠ ه ٣. وعينه الأمبراطور عضواً في مجلس الشيوخ، وهو منصب يكفل لصاحبه مرتباً جيداً، ولكن ثامسطيوس رفض هذا المرتب قائلاً إنه لا يليق بالفيلسوف أن يعيش عيشة فاخرة! وأثار هذ المنصب الرفيع الحسد في نفوس خصومه، الذين لم يكونوا من النصارى، بل من الفلاسفة والخطباء .
وفي سنة ٥٥٧ سافر ثامسطيوس إلى روما على رأس وفد لتقديم التهاني إلى لأمبراطور.
وكان على مراسلات مع يوليان الذي سيصير أمبراطوراً في سنة ٣٦١ (حتى سنة ٣٦٢، وأهدى إليه خطبة مديح. فلما تولى يوليان (المرتد) عرش الأمبراطورية الرومانية رحب به، خصوصاً وأن يوليان نبذ المسيحية وكان يعبد الشمس.
لكن أوج ازدهاره بوصفم خطيباً كان في عهد الأمبراطور (٣٦٤- ٣٧٨) الذي عهد إليه بتربية ابنه. ولما خلفه ثيودوسيوس الكبير على الأمبراطورية (من سنة ٣٧٩ حتى سنة ٣٩٥) ذهب ثامسطيوس لتهنئته في سالونيك، سنة ٣٧٩ وبين سنة ٣٧٩ وسنة ٣٨٤ قام ثامسطيوس بمالا يقل عن عشر سفرات موفداً من قبل أهل القسطنطينية ومن ربيع سنة ٣٨٣ حتى خريف سنة ٣٨٤ صار محافظاً لمدينة القسطنطينية، وبهذه المثابة صار رئيس مجلس الشيوخ . وتوفي بعد سنة ٣٨٨م، إذ لا يعرف تاريخ وفاته بالدقة ,
ثامطيوس
انتاجه في الفلسفة
كان ثامسطيوس من أتباع أرسطو المتأخرين. ولكنه كان مع ذلك يمجد الجانب السياسي في فلسفة أفلاطون . وكان يرى أن فلسفة أرسطو تتفق في جوهرها مع فلسفة أفلاطون
وكان ثامسطيوس يعرف الفلسفة كما عرفها أفلاطون الذي قال إن «الفلسفة هي التشبه باله قدر طاقة الإنسان» ومع ذلك فإن هذا التشبه يتخذ أشكالاً مختلفة، ومن ثم اختلفت مذاهب الفلاسفة، إذ يختلف الناس في طرق عبادتهم وتصورهم لله . ومن الصعب تحديد اتجاه واضح في آراء ثامسطيوس الفلسفية؛ لقد كان ذا نزعة انتقائية eclectisme يختار ما يروق له من مختلف المذاهب الفلسفية.
لكن قيمة ثامسطيوس من الناحية الفلسفية تقوم في تلخيصاته لمؤلفات أرسطو. وهو يقول عن طريقته في التلخيص ما يلي: «رأيت أنه لا جدوى من أن أقوم بتفسير كتب أرسطو، لأن الكثير من هذا النوع موجود. وإنما بد لي أن أقوم بتلخيص أفكاره، وعرضها بإيجاز فقمت بتوضيح بعضها وعرضها بتفصيل أوسع، والبعض الآخر بدلت في ترتيب عباراته وفصوله، والبعض الثالث قمت بإيجازه» (من مقدمة تلخيصه لكتاب «البرهان» — «التحليلات الثانية» - لأرسطو؛ وقارن أيضاً ما يقوله في مقدمة تلخيصه لكتاب «في النفس» لأرسطو).
أما موقفه بالنسبة إلى النص الأصلي المخطوط لكتب أرسطو فإنه كان موقفاً نقدياً: فكان يختار من بين القراءات المختلفة التي تقدمها المخطوطات، وكان في غالب الأحيان يمزج بين بعضها البعض، وفي بعض الأحيان يتخذ طريقاً وسطاً بين مجموعتين من المخطوطات المتعلقة بكتاب واحد٠
وها نحن أولاء نتحدث عن تلخيصاته؟
١ -تلخيص «التحليلات» : لم يبق لدين إلا تلخيص «التحليلات الثانية» ( = كتاب «البرهان). وقد
في مجموعة أكاديمية برلين Max. Wallies نشره
الشهيرة: «الشروح على أرسطو» ، في سنة ١٩٠٠، حه المجلد رقم ١.
٢ -تلخيص «السماع الطبيعي"، نشرة .H
Schemkel في المجموعة المذكورة، سنة ١٩٠٠، ح٥ مجلد ٢
٣ - تلخيص «في النفس» نشرة Richard Heinze في المجموعة المذكورة في برلين سنة ١٨٩٩ ، ح٥ المجلد رقم ٣.
٤ - تلخيص «في السماءا موجود في ترجمة عبرية، نشرها Samuel Landauer في نفس المجموعة على ترجمة إلى اللاتينية في برلين ١٩٠٣/١٩٠٢ ح٥.
ه - تلخيص مقالة ١٢ من «ما بعد الطبيعة» موجود في ترجمة عبرية، نشرها Samuel لانداور في نفس المجموعة. كما سشر يرا ندسن Brandis مقتطفات من الأصل اليوناني وردت في حواشي على أرسطو
٦ - تلخيص «المقولات» - مفقود؛ وقد أشار إليه ثامسطيوس في تلخيصه «للسماع الطبيعي" (ص ٤، ٢٦ من نشرة شنكل) ٠
٧ - تلخيص «الطوبيقا» - مفقود، لكن أشار إليه بوتيو س وكسيودوروس
٨ - تلخيص «في الحس والمحسوس" - مفقود، وقد أشار إليه ثامسطيوس في تلخيصه لكتاب «في النفس» (صفحات ٧٠ س٨، و٧٧ س٢٨ من نشرة هاينزة).
٩ - «تلخيص الكون والفساد» I مفقود.
*٠١ وينسب إليه تلخيص «للطبيعيات لصغرى" ؛ ولكنه في الحقيقة من تأليف سوفونياس، وقد نشره .P Wendland في نفس مجموعة برلين حه المجلد ٦ ، برلينسنة١٩٠٣.
١ ١ - ويشك في أنه قام بتلخيص كتاب «الأخلاق إلى نيقوماخوس» . وقد ترجم إلى اللغة العربية في القرنين الثامن والرابع للهجرة (التاسع والعاشر الميلاديين) بعض هذه التلخيصات. فما هي؟ من الصعب تحديد ذلك، لأن ابن النديم في «الفهرست» ذكر فقط أن لثامسطيوس تفسير الكتب التالية : « ا لمقو لات» -«التحليلات الأولى والثانية» - «طوبيقا» - «الشعر» -«السماء والعالم" - «السماع الطبيعي" - "الكون والفساد" -«النفس ا - مقالة اللام من كتاب «ما بعد الطبيعة» . لكن ابن النديم لم يذكر أنه ترجم إلى العربية إلا مقالة اللام من كتاب ما بعد الطبيعة، وذكر ترجمة بعضها إلى السريانية . وقد نشرنا ترجمة إسحق بن حنين للفصلين الأول والثاني من شرح مقالة اللام - في كتابنا: «أرسطو عند العرب« (ص٣٥٩-٣٣٣).