تمثيل (منطق)
القياس أو التمثيل قسم من أقسام الاستدلال، وهو عبارة عن سراية حكم أمر على أمر آخر بدليل وجود نوع من المشابهة بينهما. التمثيل هو عملية معرفية لنقل المعلومات أو معنى من موضوع معين (النظير أو المصدر) إلى موضوع معين آخر (الهدف) كما أنه تعبير لغوي متماثل مع هذه العملية. أما المعنى الأضيق لهذا المصطلح، فهو الاستدلال أو الحجاج من موضوع معين لموضوع معين آخر، في مقابل الاستنباط والاستقراء والمنطق البناء، حيث تكون واحدة على الأقل من المقدمات أو الخاتمة عامة. كما يمكن أن تشير كلمة تمثيل إلى العلاقة بين المصدر والهدف نفسيهما، والتي تكون غالبا، ولكن ليس بالضرورة، تشابها، كما هو الحال في التمثيل.
يلعب التمثيل دورا هاما في حل المشكلات مثل اتخاذ القرار والإدراك الحسي والذاكرة والإبداع والمشاعر والتفسير والاتصال. كما أنه يكمن وراء المهام الأساسية مثل تحديد الأماكن والأشياء والناس، على سبيل المثال، في تعرف الوجوه وأنظمة التعرف على الوجوه، وقد قيل أن التمثيل هو «جوهر الإدراك». وتشمل اللغة القياسية المحددة التمثيل والمقارنات والاستعارة والتشبيه والتمثيلات والأمثال ولكن ليس الكناية. كما تعتمد عبارات، مثل وهلم جرا وما شابه ذلك وكما لو كان والكلمة المستخدمة كثيرا وهي مثل، على الفهم القياسي من قبل المتلقي لأي رسالة تشملها. ولا يعد التمثيل مهما فقط في اللغة العادية والفطرة السليمة (حيث تعطي الأمثال والكنايات العديد من الأمثلة على تطبيقه) ولكن أيضا في مجالات العلم والفلسفة والإنسانيات. وترتبط مفاهيم الترابط والمقارنة والتطابق والتماثل الصرفي والرياضي وتماثل الشكل والأيقنة وتساوي الشكل والاستعارة والتشابه والتماثل ارتباطا وثيقا بالتمثيل. وفي علم اللغة المعرفي، قد تكون فكرة الاستعارة المفاهيمية معادلة لتلك الخاصة بالتمثيل.
لقد تمت دراسة التمثيل ومناقشته منذ الكلاسيكية القديمة من قبل الفلاسفة والعلماء والمحامين. وقد أظهرت العقود القليلة الماضية اهتماما متجددا بالتمثيل، وبالأخص في العلوم الاستعرافية.
استخدام مصطلحي «المصدر» و«الهدف»
فيما يتعلق بالمصطلحين المصدر والهدف هناك نوعان من التقاليد المميزة للاستخدام:
- يتحدث التقليد المنطقي والثقافي والاقتصادي عن السهم أو التماثل أو التطبيق أو التطبيق المحافظ على الشكل مما يكون عادة المجال أو المصدر الأكثر تعقيدا إلى ما هو عادة مجال مقابل أو هدف أقل تعقيدا، وذلك باستخدام كل هذه الكلمات في معنى نظرية التصنيف الرياضية.
- كما يناقش التقليد الذي يظهرقالب:Or أكثر شيوعا في علم النفس المعرفي وفي نظرية الأدب وفي التخصصات داخل الفلسفة وخارج المنطق، التطبيق مما يكون عادة المنطقة الأكثر دراية من الخبرة، وهي المصدر، إلى ما هو عادة المنطقة الأكثر إشكالية من الخبرة، وهي الهدف.
عبد الرحمن بدوي
التمثيل في المنطق هو الحكم على شيء معين لوجود ذلك الحكم في شيء آخر مشابه له في صفات معينة. مثال ذلك: الحكم بأن العالم محدث لأنه جسم مؤلف مشابه للبناء، والبناء محدث، فالعالم محدث. والمعى المتشابه بينهمايسمى «الجامع». وهذا «الجامع» يكون إما في التركيب، أو الصفات، او الوظاثف، ولهذا يقوم التمثيل إما في التناظر، أو في التشابه، أو في التضايف المشترك Creation.
ومن أوائل من استخدم التمثيل في الفلسفة أفلاطون في محاورقي «السياسة» و«طيماوس» حين شبه صورة الخير بالشمس، على أساس أن صورة الخير في العالم المعقولتقوم بدور مشابه لدور الشمس في العالم المحسوس. وأرسطو استعمل التمثيل في كلامه عن «الوجود». فقال إنه يقال «على عدة أنحاء),.
وعلماء الكلام في الإسلام أخذو بالتمثيل في مسألة صفات الله سواء أقالوا بصفات ثبوتية، أم بصفات كلها سلوب، مثل وصف الله بأنه : حي، عليم، قدير، مريد أي بصفات: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، وكذلك الصفات السمعية مثل أنه بصير، سميع، إلخ. إذكل هذه الصفات تطلق على الله، كما تطلق على الإنسان، لكن بدرجة لا متناهية بالنسبة إلى الله، ومتناهية بالنسبة إلى الإنسان.
ونفس الأمر نجده عند الفلاسفة المسيحيين في العصور الوسطى في أوروبا، خصوصاً عند لفديس توما لأكويني في تحديده للعلاقة بين اله والمخلوقات، وهو ما سماه باسم II المشاركة» Participation ,راجع في ذلك كتاب:
.51 philosophie de ه1 participation dans هماً :L.B. Geiger
.1942 ,Thomas d'A٩uin. Paris
وأساس المشكلة هوأنهلما كان الله هوعلة مخلوقاته، فلا بد من وجود شبه بين العلة وبين المخلوقات. وهذا ما سماه توما باسم: العلة المشتركة cause équivoque، ويقصد بذلك أن امعلول يشابه العلة في الصفة لا في الدرجة. ويرى القديس توما أن التمثيل analogie أو النسبة proportion يوجد في حالتين رئيسيتين : في الحالة الأولى : عدة أشياء لها نسبة إلى شيء آخر، على الرغم من أن نسبها إلى هذا الشيء الآخرختلفة. هنالك
نقول إن ثم تمثيلاً من اسما، هذه الأشياء ، لانها جميعاً ذات نسبة إلى شي، واحد بعينه مثال ذلك أن نقول إن بولاًصحيح، وإن طبا صحيح. لأن كليهما ينتسب إلى الصحة. في الحالة الثانية يتعلق الأمر بالتمثيل الذي يربط بين شيء وشيء آخر بسبب الرابطة التي تجمع بينهما، مثال ذلك حين نقول: طب صحي، وشخص صحيح، لأن هذا الطب تسبب في صحة هذا الشخص. في الحالة الأولى كانت العلاقة بين العلامة والسبب أما في الحالة الثانية فالتثميل هو بين العلة ومعلولها. وبهذا المعنى الثاني نتكلم عن التمثيل analogic بين صفات اللته وصفات الكمال في الإنسان. ومن بين هذه الكمالات التي نصف الل بها عن طريق التمثيل بالمخلوقات تبرز خصوصاً ثلاثة كمالات: هي: العلم، والإرادة، والحياة.
وقد نقد د ونس ا سكوترأي توماهذا في فكرة التمثيل، إذ ينكر اسكوت - مستشهدا هنا بابن سينا أن يكون «الوجود جنا» تندرج تحته أنواع، أي أن يكون معفى مشتركاً.