بنت الشيخ علي المنشار

زوجة الشيخ البهائي عالمة فاضلة فقيهة محدثة، لم يأت ذكر اسمها في كتب التراجم، سوى أنّها بنت الشيخ علي المنشار الذي لم يكن له غير هذه البنت، وكان في جهازها يوم زفّت للشيخ البهائي عدة كتب تامة في فنون العلوم، كان أبوها شيخ الإسلام بأصفهان، أيام السلطان طهماسب الصفوي وهو من تلامذة المحقق الكركي، وكان قد جاء من الهند في سفره الذي سافره بكتب كثيرة، ولمّا مات انتقل كلّ ما كان عنده من الكتب والأملاك إليها، حتى أنّ منصبه أعطي لصهره الشيخ البهائي، وقد قرأت على والدها.

قال صاحب الرياض في ترجمتها:

  • « وقد سمعنا من بعض المُعَمِّرِين الثِِّقات الذي قد شاهدها في أوان صباه، أنّها كانت تدرس الفقه، والحديث ونحوهما، وكانت النسوان يقرأنا عليها، وقد ورثت عن أبيها أربعة آلاف مجلد من الكتب، وذَكَر لنا بعض الأفاضل أنّها وافرة العلم كثيرة الفضل، وقد بقيت بعد وفاة الشيخ البهائي».

كانت وحيدة أبيها، ولم يكن له غير هذه البنت. ورثت عن أبيها أربعة آلاف مجلّد من الكتب، صارت كلها فيما بعد من عداد مكتبة الشيخ البهائي. كما ورث زوجها الشيخ البهائي منصب شيخ الإسلام بعد وفاة الشيخ علي المنشار والد زوجته. وكانت النساء في عصرها تقرأ عليها وترجع إليها.