النظّام

النظّام
صورة معبرة عن الموضوع النظّام
المعتزلة

اللقب النظّام
الميلاد 185هـ/801م
الوفاة 221هـ/836م
العصر القرن الثالث للهجرة
المنطقة البصرة
المذهب المعتزلة
الاهتمامات الرئيسية الإعتزال - الأدب
تأثر بـ العلّاف - أبو بكر الأصم
تأثر به الجاحظ

هو إبراهيم بن سيّار بن هانئ النظّام البصري، وُلد سنة 185هـ/801م في البصرة، تتلمذ على يد أبي هذيل العلاف في الإعتزال، ثم انفرد عنه وكوّن له مذهباً خاصاً (النظامية)، وكان أستاذ الجاحظ، توفي وهو شاب في نحو السادسة والثلاثين من عمره سنة 221هـ/836م في بغداد.

نبوغه

كان النظّام آية في النبوغ: حدة ذهن، وصفاء قريحة، واستقلال في التفكير، وسعة اطلاع، وغوص على المعاني الدقيقة، وصياغة لها في أحسن لفظ وأجمل بيان، وكان في ذلك كله أقدر من أستاذه العلاف.

و وصفه الجاحظ بقوة الحجة فقال: كان أبو شمر (أحد المتكلمين) إذا نازع لم يحرك يديه ولا منكبيه، ولم يقلب عينيه، ولم يحرك رأسه، حتى كأن كلامه يخرج من صدع صخرة، وكان يقول: ليس من المنطق أن تستعين عليه بغيره.. حتى كلمه النظّام فاضطره بالحجة وبالزيادة في المسألة، حتى حرّك يديه وحلّ حبوته، وحبا إليه حتى أخذ بيديه، ففي ذلك اليوم انتقل أيوب من قول أبي شمر إلى قول النظّام.

عقليته

كان النظّام يمتلك عقلية قوية سابقة لزمانها، فيها الركنان الأساسيان الذان سببا النهضة الحديثة في أوروبا، وهما الشك والتجربة، أما الشك فقد كان النظّام يعتبره أساساً للبحث، فكان يقول: ((الشاكّ أقرب إليك من الجاحد، ولم يكن يقين قط حتى صار فيه شك، ولم ينتقل أحد من اعتقاد إلى اعتقادٍ غيره يكون بينهما حال شك))، وأما التجربة فقد استخدمها كما يستخدمها الطبيعي أو الكيماوي اليوم في معمله، فيروى عنه أنه اتصل بمحمد بن علي بن سليمان (أحد أمراء البيت العباسي) وشاركه في تجربة علمية، وهي أن يسقي الخمر لعدد من الحيوانات المختلفة ليرصد أثره عليها.

ثم هو أبعد ما يكون عن الخرافات، يبحث الأمور بعقله في هدوء وطمأنينة، ويحارب أوهام العوام، ويقيم على ذلك الأدلة، فتراه مثلاً يحارب التطير والتشاؤم، فيقص لذلك قصة لطيفة، ذكرها الجاحظ في الحيوان.

أدبه

و كان له ناحيتان بارزتان: ناحية أدبية، وناحية كلامية أو لاهوتية، وقد روي عنه الكثير مما يبين ذلك..

من ذلك ما رواه ابن نباتة في سرح العيون، والجاحظ في الحيوان: أنه دخل وهو صغير على الخليل بن احمد، وفي يد الخليل قدح زجاج، فقال له الخليل: صف هذه الزجاجة، قال: أبمدح أم بذم؟ قال:بمدح، قال: تريك القذى، ولا تقبل الأذى، ولا تستر ما وراءها، قال: فذمها، قال: يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر، قال فصف إليّ هذه النخلة - وأومأ إلى نخلة في داره - قال: بمدح أم بذم؟ قال: بمدح، قال: حلوٌ جناها، باسق منتهاها، ناضر أعلاها، قال: فذمها، قال: صعبة المرتقى، بعيدة المجتنى، محفوفة بالأذى، فقال الخليل: يا بُني، نحن إلى التعلم منك أحوج.

و أُثرت عنه الجُمل القصيرة اللطيفة، كقوله - وقد ذُكر عنده عبد الوهاب الثقفي -: ((هو أحلى من أمن بعد خوف، وبرء بعد سقم، وغنى بعد فقر، ومن طاعة المحبوب، وفرح المكروب، ومن الوصال الدائم، والشباب الناعم)). ومن كلامه: ((العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلَّك، فإذا اعطيته كلك فأنت من إعطائه لك البعض على خطر)). وسمع يوماً وقع الصواعق ودويّ الريح فقال: ((اللهم إن كان عذاباً فاصرفه، وإن كان صلاحاً فزد فيه، وهب لنا الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، اللهم إن كانت منّحة فمن علينا بالعصمة، وإن كان عقاباً فمن علينا بالمغفرة)). كما أن له شعر رقيق مبثوث في كتب الأدب.

انظر أيضاً

وصلات خارجية

  • [١] : لتحميل كتاب النظام و آراؤه الكلامية الفلسفية - رسالة ماجستير تأليف حنان سالم منصور

المصادر