النظام المتفق عليه
النظام المتفق عليه (بالإنجليزية: Negotiated Order) أو التفاوض للاتفاق على نظام (بالإنجليزية: Negotiation of Order) نظرية تطورت إلى حدكبير فى إطار التفاعلية الرمزية لتصف التنظيم الاجتماعى الناتج عن تفاوض الناس مع بعضهم البعض. وقد اعتبر البعض هذه النظرية تمثل فى جانب منها استجابة للنقد القائل بأن التفاعليين ليس لديهم أدوات لتحليل البناء الاجتماعى، وأنهم مغرقون فى الذاتية، حيث تحاول النظرية أن تصف التنظيم الاجتماعى بأنه يمثل الإتجاز الإيجابى للفاعلين الاجتماعيين، وليس كمفهوم ثابت أو متشيى. ويمكن تتبع أصول النظرية عبر عدد من الممصادر الكلاسيكية منها: مفهوم جورج هربرت ميد الديالكتيكى للمجتمع؛ وفكرة هربرت بلومر حول العملية التفسيرية والأفعال المشتركة، وتوصيف روبرت بارك للمجتمع بوصفه سلسلة من الصراعات، والتوافقات وعمليات التمثيل؛ واهتمام إيفرت هيوز بالمرونة المؤسسية. ومع ذلك، فإن المصطلح قد تطور فى أكثر صوره وضوحاً فى كتابات أنسلم شتراوس وزملائه، وبخاصة فى كتابه: إيديولوجيات ومؤسسات الطب النفسى (الذى نشر عام 1963) وكتابه اللاحق بعنوان: مفاوضات (وصدر عام 1978). ويصف شتراوس النظام الاجتماعى بأنه" ذلك الشئ الذى يتعين على كل عضو فى مجتمع أو تنظيم أن يشارك فى بنائه ... ذلك أن الأمور المتى تصبح محل اتفاق مشترك ... لا تظل ملزمة على الدوام ... الأمر الذى يستلزم مراجعتها باستمرار ... ولذلك فإن أسس الأفعال المتفق عليها (أى النظام الاجتماعى) يجب أن تنشكل وتتأسس بصفة مستمرة، أى "تتخلق دائما وأبدا. وتلقى النظرية بالضوء على نشوء وتغير ولحظية النظام وطبيعته المؤطرة، وعلى الحضور الممستمر لعلاقات قوة محددة، فضلا عن التفتيت والتجزيئ الدائم لكافة النظم الاجتماعية.