الشونيزية

(بالتحويل من الشوينزية)

الشُونيزي[١] أو الشونيزية، بالضم ثم السكون ثم نون مكسورة، وياء مثناة من تحت ساكنة وزاي واخره ياء النسبة. هذا الموقع هو في الجانب الغربي لنهر دجلة ببغداد ويعرف الآن بجانب الكرخ والذي بنيت فيه مدينة المنصور المدورة.وقد زار الرحالة ابن بطوطة الجانب الغربي وذكر انه هو الذي عمر أولا، وهو الآن خراب أكثره وعلى ذلك فقد بقي منه ثلاث عشرة محلة، كل محلة كأنها مدينة بها الحمامان والثلاثة وفي ثمان منها المساجد الجامعة ومن هذه المحلات محلة باب البصرة وبها جامع الخليفة أبي جعفر المنصور، والمارستان، فيما بين محلة باب البصرة ومحلة الشارع على الدجلة، وهو قصر كبير خرب بقيت منه الآثار وفي هذا الجانب الغربي من المشاهد قبر معروف الكرخي ، وهو في محلة باب البصرة، وبطريق باب البصرة مشهد حافل البناء في داخله قبر متسع السنام، عليه مكتوب: هذا قبر عون من أولاد علي بن أبي طالب، وفي هذا الجانب قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق والد علي بن موسى الرضا، وإلى جانبه قبر الجواد والقبران داخل الروضة عليهما دكانة ملبسة بالخشب عليه ألواح الفضة.[٢]

وان بغداد لم تكن عامرة قبل أن يختطها المنصور، وانما كانت قرية من قرى طسوج[٣] بادوريا[٤] اي انها لم تكن بغداد مدينة في ايام الاكاسرة والاعاجم.[٥] وكانت قبل بناءها مزرعة تعود ملكيتها لستين شخصا من البغداديين يقال لها المباركة، فعوضهم المنصوروارضاهم.[٦] وانها كانت ماهولة بالسكان منذ عهد البابليين[٧] اي ان موضع بغداد كان ماهولا بالسكان قبل أن يمصرها الخليفة أبو جعفر المنصور، ويبتاع الأرض من اصحابها[٨].ومعنى الشُونيزية أو الشُونيز[٩] :هي الحبة السوداء[١٠]. مقابر قريش كانت قديماً تعرف بمقبرة الشونيزي الصغير والمقبرة التي وراء التوثة[١١] تعرف بمقبرة الشونيزي الكبير وكان أخوان يقال لكل واحد منهما الشونيزي فدفن كل واحد منهما في إحدى هاتين المقبرتين ونسبت المقبرة إليه ومقبرة باب الدير وهي التي فيها قبر معروف الكرخي.[١٢] أو لانتشار القبور على ارضها المنبسطة، أو لوجود نبات الشونيز وبيعه[١٣] فيها ،وانها عرفت فيما بعد بـمقابر قريش ثم مشهد باب التبن وتعرف بالكاظمية حاليا.

والشُونيزي أو الشونيزية تنقسم إلى قسمين :

القسم الأول

الشُونيزي الصغير وهي مقابر قريش وتضم رفاة عدد من أبناء الخلفاء واقاربهم من القريشيين واشهر من يرقد فيها موسى بن جعفر المعروف بالامام الكاظم[١٤] المتوفى عام(183 هجرية) وحفيده محمد بن علي الجواد[١٥] المتوفى عام(220 هجرية).ولكن أول من دفن فيها هو جعفرالأكبر بن ابي جعفر المنصور المتوفى سنة(150 هجرية) بعد تشييد بغداد، ثم دفن فيها بعد ذلك الامين بن هارون الرشيد سنة(198 هجرية) ومن ثم والدته الست زبيدة عام (216 هجرية). وقد ذكر أماكن هذه القبور والمشاهد ابن الاثير في حوادث سنة 433هـ عندما حدثت الفتنة في بغداد والناس قصدوا مشهد باب التبن فأغلق بابه فنقبوا في سوره وتهددوا البواب فخافهم وفتح الباب فدخلوا ونهبوا ما في المشهد من قناديل ومحاريب ذهب وفضة وستور وغير ذلك ونهبوا ما في الترب والدور وأدركهم الليل فعادوا‏.‏ فلما اكن الغد كثر الجمع فقصدوا المشهد وأحرقوا جميع الترب والآزاج واحترق ضريح موسى وضريح ابن ابنه محمد بن علي والجوار والقبتان الساج اللتان عليهما واحترق ما يقابلهما ويجاورهما من قبور ملوك البويهيون معز الدولة وجلال الدولة ومن قبور الوزراء والرؤساء وقبر جعفر بن أبي جعفر المنصور وقبر الأمير محمدالامين بن هارون الرشيد وقبر أمه زبيدة وجرى من الأمر الفظيع ما لم يجر في الدنيا مثله‏.‏[١٦]

القسم الثاني

الشُونيزي الكبير أيضا تضم رفاة ومقامات واضرحة لعدد من اعلام ومشاهير بغداد وعلى راسهم مرقد النبي يوشع ويقال انه أحد انبياء بنو إسرائيل ويذكر الخطيب البغدادي ان النبي يوشع مدفون في بغداد في الجانب الغربي بمنطقة يقال لها الشونيزية أو الشوينزية مستندا إلى وصية عبد الله بن أحمد بن حنبل بان يدفن إلى جوار نبي احب اليه من أن يكون في جوار ابيه.وهذه الوصية تؤكد على وجود النبي يوشع في هذه المنطقة[١٧].وهناك تل يسمى تل اليهود دفن بقربه الشاعر المعروف أبو نؤاس [١٨]. زار الضريح الرحالة الدنماركي نيبهر وقال عنه(بقرب بهلول يقصد بهلول بن دانة الكوفي، يرى اليوم بناء صغير حقير فيه قبر يسمى يوشع الذي يكثر اليهود زيارته[١٩].وعلى مقربة منه يرقد مشاهير أئمة التصوف في بغداد انذاك والذين كان بعضهم يقيم أو يصلي في مسجد الشونيزية ،ومنهم الشيخ الجنيد البغدادي والسري السقطي وذو النون المصري وعلى مسافة غير بعيدة تستطيع ان تشاهد مرقد الشيخ معروف الكرخي(مقبرة باب الدير-لوجود دير كان للنصارى انذاك). وبقربه تل احمر ويقال انه المكان الذي اعدم به المتصوف منصور الحلاج[٢٠].وأيضا ترى القبة المقرنصة وترقد تحتها زمرد خاتون المتوفاة(599هجرية-1202ميلادية)،وتعرف خطأ بقبر الست زبيدة زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد[٢١].وهناك مسجد الشونيزية وكذلك رباط الشونيزية الذي كان يتمتع بخزانة من الكتب الموقوفة[٢٢]. وخلف ضريح النبي يوشع يرقد بهلول الكوفي والى جوار مرقد بهلول مباشرة وملاصق له مقام بابانانك أو الغورو ناناك المؤسس والزعيم الروحي لطائفة السيخ في الهند....مااردت قوله ان الشونيزية هي الاسم القديم لبغداد، وما كانت بغداد الا سوقا يسمى قرية سوق بغداد في مدينة السلام كما سماها الخليفة المنصور.

مصــادر

  1. ^ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج1،ص122.
  2. ^ ابن بطوطة،تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ،ج1 ص105.
  3. ^ طسوج :لفظة فارسية تعني المنطقة الزراعية، أو الأرض المزروعة(انظر:ابن منظور، لسان العرب، ج2،ص141.
  4. ^ بادوريا: طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربي من بغداد.وهو اليوم محسوب على كورة نهر عيسى بن علي.وقالوا ما كان من شرقي الصراة فهو بادوريا، وماكان غربها فهو قطربل.(انظر : ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2،ص29 وص30.
  5. ^ اليعقوبي، كتاب البلدان،(الطبعة الاوربية)،ص238.
  6. ^ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج7،ص619.
  7. ^ أحمد بن عمر رستة، الاعلاق النفيسة، ص108.
  8. ^ البلاذري، فتوح البلدان، ص414.
  9. ^ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشونيز دواء من كل داء إلا السام وهو الموت). تخريج السيوطي (ابن السني في الطب عبد الغني في الإيضاح) عن بريدة. تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم : 3738 في صحيح الجامع.
  10. ^ احمد عيسى، معجم أسماءالنبات(نبات الشونيز).
  11. ^ التوثة محلة تقع في الجانب الغربي من بغداد (انظر:ابن الجوزي،المنتظم في تاريخ الملوك والامم،ج8،حوادث سنة470 ومابعدها.
  12. ^ الخطيب البغدادي، مصدر سابق، ج1،ص67.
  13. ^ السيوطي، لب الالباب في تحرير الانساب ،باب الشين والواو، ج1،ص50.
  14. ^ يقال ان يحيى بن خالد البرمكي سمه في رطب.انظر:حسين بن محمد بن الحسن الدياربكري، تاريخ الخميس في احوال انفس نفيس ،ج2،ص387.
  15. ^ محمد الجواد:قبره في بغداد ،خلف قبر جده الكاظم، زوجه المأمون بن هارون الرشيد ابنته ام الفضل وانجبت له علي الهادي| وارسلها معه إلى المدينة المنورة وكان يرسل إلى المدينة كل سنة الف الف درهم.انظر ايضا:الدياربكري ،نفس المصدر، ج2،ص387.
  16. ^ ابن الاثير،الكامل في التاريخ ،حوادث سنة 344 هـ، ج6 ص158.
  17. ^ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج1،ص121.
  18. ^ نفس المصدر، ج7،ص448.
  19. ^ يوسف رزوق غنيمة ،نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، ص234.
  20. ^ هذه المعلومات تم الحصول عليها من الاشخاص المسؤولين على المنطقة خلال الزيارة الميدانية عام 2001 التي قام بها الباحث وليد الصكر فيها.
  21. ^ الدكتور عبدالحسين مهدي الرحيم، الخدمات العامة في بغداد، ط1،ص164.
  22. ^ نفس المصدر، ص173وص174وص354.