الدراسة الاجتماعية للزمن
الدراسة الاجتماعية للزمن (بالإنجليزية: Sociological Study of Time) يمثل الزمن أحدسمات التنظيم الأساسية للحياة الاجتماعية، ومن ثم أصبح يجسد أحد موضوعات الدراسة المتزايدة الأهمية لدى العلماء الاجتماعيين. (انظر على سبيل المثال: مؤلف زروبافل، الإيقاعات الخفية: دور الجداول والتقاويم فى الحياة الاجتماعية، الصادر عام ١٩٨١، ( ١)وكذلك كتاب آدم، الزمن والنظرية الاجتماعية، الصادر عام 1990.
ومن المفيد على مستوى النظرة العامة التمييز بين الزمن المادى (الذى يتمثل فى دنيا البيولوجيا وفى البيئة، كمنازل القمر، والمد والجزر، وميلاد الأجسام ووفاتها) من ناحية، والزمن الاجتماعى من ناحية أخرى. والزمن الاجتماعى هذا هو الموضوع الذى يختص به العلماء الاجتماعيون، وهو يشمل الاهتمام بطبيعسة الأنشطة الإنسانية التى ثنتظم حول إضفاء معنى على الزمن، وتكوين تلك الأنشطة، وآثارها. ويمكن أن يشمل ذلك أيضا الاهتمام بتنظيم الأسابيع، والتقاويم، والعقود (العقد = عشر سنوات)، والاحتفال بالمناسبات المختلفة، ودراسة الدورات اليومية للأنشطة التى تشمل وضع جداول الممواعيد، وجداول خطوط المواصلات المنتظمة، والتنظيم البيوجرافى (المتصل بسير الحياة) للزمن إلى مراحل الحياة المختلفة، و تغيير المكانة، والسلك المهني.
وفى بعض الأحيان تميز النظرية الاجتماعية بين فكرة الصيرورة (أو المصير) Duree، أى التدفق الشخصى المستمر لتجارب الفرد وخبراته، والعصر La longue duree أي التاريخ العام - الذى يكاد يكون غير محدود زمنيا لشعب من الشعوب، أو للناس جميعا، فى علاقتهم بالبيئة التى يعيشون فيها فى مدى زمنى ممتد. ويقود المفهوم الأول ' أى فكرة الصيرورة - إلى اهتمام علم النفس الاجتماعى بالزمن، على نحو ما يتضح فى أعمال ويليام جيمس. أما المفهوم الثانى - أى فكرة العصر - فيشجع الاهتمام التاريخى بالأنساق الزمنية، كما بتجلى فى اعمال فرديناند برودل. فالعصر هو الفترة الزمنية الطويلة التى تشكل الخلفية العامة والحاسمة للإطار الكلى للحياة الاجتماعية، وغالبا ما ينتظم وفقا لنمط تنظيمى معين، كالدين مثلا ( على نحو ما نقول : "العصر المسيحى") أو السياسة (كأن نقول : العصر الحديث، أو الرأسمالية).