التمييز بين التوجه تبعاً للعمل والتوجه تبعاً للوقت

التمييز بين التوجه تبعاً للعمل والتوجه تبعاً للوقت (بالإنجليزي: Task - Orientation Versus Time -Orientation) تمييز يستخدم على نطاق واسع فى ميدان علم الاجتماع الصناعى للإشارة إلى التوجهات المتناقضة والمثقابلة للعمل و لأشكال تنظيم الأداء.ويعنى هذا التمييز فى معناه الضيق أن العمال الذين يتبنون توجه العمل يقيسون الوقت فى ضوءبعض الظواهر و الدورات التى تحدث بشكل طبيعى، "كالوقت المنقضى بين شروق الشمس وغروبها"، أومواسم العام، أو (بكل بساطة): "الوقت المستغرق لإنجاز العمل الذى فى يدى". والنقطة المهمة فى كل هذا أن هناك تجاهلا تاما لوحدات الوقت المصطنعة (كالدقائق، والساعات، و"أيام العمل")، أى الوقت الذى تحدده الساعة. وتوحى الشواهد الأنثروبولوجية والتاريخية أن هذا التوجه من العمل، الذى يقوم فيه الإنجازعلى أداءمهام معينة ومحددة ولايعرف إلا الحد الأدنى من التمييز بين العمل ووقت الفراغ، هذا التوجه كان سائدا ومنتشرا بين المجتمعات القبلية التقليدية و الغربية فى مرحلة ماقبل الصناعة على السواء. وقد أدى اختراع الساعات، أوبالأحرى استخدام أصحاب العمل لها كوسيلة لقياس مدخلات الإنجاز، أدى إلى خلق نظام للإنجاز أصبح فيه الوقت هو العملة الرئيسية (وهناك شواهد موثقة توئيقا جيدا على مقاومة العمال لهذا النظام فى بادئ الأمر). ففى ظل هذا النظام أصبح المجهود يشترى ويباع بالساعة، و أصبح الوقت "ينفق" ولا "يمضى"، وأصبحت "صفقة الجهد- الوقت" تحسب لها موازنات دقيقة شأن أى سلعة أخرى. وتعد دراسة تومسون المعنونة: "الوقت، ونظام العمل، والرأسمالية الصناعية (المنشور فى كتاب بين الماضى و الحاضر، عام 1967) هى التحليل الكلاسيكى للتغير الذى طرأ على نظام العمل والذى صاحب الانتقال من التوجه تبعا للعمل إلى التوجه تبعا للوقت.

أما فى الاستخدام المعاصر فقد أصبح تطبيق هذين المفهومين أكثر شمولاً واتساعا، حيث أصبح التوجه تبعا للعمل والتوجه تبعا للوقت يعاملان فى العادة كمرادفين للتوجه "التضامنى" للعمل والتوجه الذرائعى" للعمل على التوالى.

انظر أيضاً