إجلال

لمعانٍ أخرى، طالع إجلال (توضيح).

الإجلال أو الاحترام أو الإذعان (بالإنجليزية: Deference)‏ (والذي يسمى أيضا طاعة أو سلبية) هو حالة من تقديم الطاعة للرؤساء الشرعيين. أو يُقصد بالإجلال الخضوع إلى أو تقديم حكم رئيس معترف به من حيث الاحترام أو التقديس. وقد دُرس الإجلال على نطاق واسع من قبل علماء السياسة وعلماء الاجتماع، وعلماء النفس.

الإذعان هو عملية تهيئة المواطنين لتقبل كل ما يصدر عن النظام السياسي دون مناقشة وإحاطة النظام السياسي بهالة من الاحترام، واستخدام أسلوب تبجيل المؤسسات رغم أنها قد لا تملك أي دور يذكر في النظام السياسي.

دخل المفهوم إلى نظرية التهذيب، بعلم اللغويات، مع باقي المفاهيم التي أنشأها العالم الأمريكي-الكندي إرفنغ غوفمان ودخلت فيما بعد إلى تطبيقاتها في علم التداوليات.

تطور المصطلح

هذا المصطلح واحد من منظومة مصطلحات ماكس فيبر التى صاغها لمعالجة قضية الشرعية. وقد عرف هوارد نيوباى فى كتابه "العامل المذعن" الصادر عام 1977 الإذعان بأنه: 'شكل من أشكال التفاعل الاجتماعى الذى يوجد في مواقف ممارسة السلطة التقليدية". فالسلوك الصاغر المذعن - وإن كان لا يعنى بالضيرورة - حسب رأى نيوباى - اعترافاً بالأمر الواقع، يكون مفروضاً على الفرد الخاضع أو الجماعة الخاضعة. فالأداء الذي يتسم بالإذعان لا يعنى حتماً وجود اتجاهات إذعانية، وإنما يعنى الامتثال للتوقعات فى إطار علاقة قوة غير متكافئة. ويقتضى الإذعان، شأنه شأن كل مفاهيم الشرعية، الاستناد إلى أولئك الذين يدعون شرعية النظام أو الذين ينسبون إليه شرعية معينة. وهذا هو ما قاد نيوباى بدوره إلى صك تعبير "الجدل الإذعانى"، ليصف به طريقة الطرف المهيمن فى تعريف، وتقويم، وإدارة العلاقة من أعلى، وكذلك لوصف طريقة الطرف الخاضع في تفسير هذه العلاقة، وتقويمها، والتعامل معها. فالطبيعة المباشرة للعلاقة الإذعانية (القائمة على علاقة الوجه للوجه)، والطابع غير المتكافئ الظاهر فى كل جانب من جوانبها، يوحى بأن النظام التقليدى الذى توجد فى إطاره هذه العلاقة نظام متجذر فى القيم ذات التأثير الأخلاقى القوى. كما أن الطبيعة الوراثية لنظام الملكية، والتى تبدو في حالة المزارع الأسرية، والفلاحين المرتبطين بالأرض (الأقنان)، وظاهرة التدين الريفي، واحترام القوى الطبيعية، ربما تتبلور جميعها فى مجموعة قيم من هذا النوع. ولاشك أن تآكل السلوك الإذعانى بين العمال الصناعيين قد كان ثمرة لاختفاء هذه الظروف التي كانت هي نفسها مسئولة عن ممارسة مثل هذه العلاقات، ونتيجة لانهيار الأسس الاقتصادية والأخلاقية للنظام الذى كان يغذيها ويحافظ عليها.

انظر أيضاً