أنعم ناصر





عالم دين من مكة المكرمة
توسط
الاسم: أنعم ناصر
تاريخ الميلاد: (1312 هـ – 1387 هـ)
المذهب: شافعية
العقيدة: أهل السنة

أنعم ناصر الشافعي الفرضي (1312 هـ1387 هـ) أحد مراجعِ الشافعية، والمدرس في الحرم المكي ، و المدرسة الصولتيه ثم مدارس الفلاح .

نسبه ومولده و نشأته

هو: أ َنْعَمُ بن ناصر بن مدهش بن قائد بن محمد بن عثمان بن صلاح بن سليمان بن صلاح ( ت 1084هـ) بن سلمان بن خالد الخالدي الشرعبي الحميري القحطاني.[١] فالشيخ أنعم قحطاني من بني الخالدي وهي من قبائل شرعب الرونة الواقعة شمال غرب تعز، ونسبتها إلى شرعب بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس (سبأ الأوسط) بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لمك بن متوشلح بن أخنوخ بن اليارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن النبي آدم [٢][٣][٤]

ولد عام 1312 هـ في مدينة البَرْ ك شمال شرق تعز، ونشأ مع أخيه الوحيد وأخواته الأربع في حجر والده الشيخ ناصر مدهش الشرعبي شيخ قبائل شرعب الرونة القحطانية.

طلبه للعلم

رحل في طلب العلم إلى مدينة زبيد وإلى مدينة بيت الفقيه جنوب شرق الحديدة في اليمن، والتي عرفت باسم الفقيه الشهير أحمد بن موسى بن علي بن عمر بن عجيل المتوفى سنة 690 هـ. ثم هاجر الشيخ أنعم ناصر وهو شاب إلى مكة فأخذ عن علمائهما في الشريعة والعربية، مقيماً في الرباط المخصص لطلبة العلم عند باب إبراهيم، حيث كانت له فيه غرفة مطلة على الكعبة الشريفة مباشرة، ومن زملائه الشيخ محمد العربي التباني والشيخ حسن بن سعيد يماني (1312 – 1391 هـ) والشيخ حسن المشاط (1317-1399هـ) [٥][٦] .

شيوخه في مكة المكرمة

تلقى الشيخُ أنعم العلم عن مجموعة مهمة من علماء مكة في مختلف العلوم الشرعية وكان على رأس العلماء الذين تلقى العلم والمعرفة عنهم رواية ودراية: المعمَّر المحدث الشيخ بهاء الدين الأفغاني المكي (1231- 1365 هـ), فتلقى عنه صحيح البخاري كاملا، متنا وشرحا، في مجالس عديدة بدأت في عام 1330 هـ ثم امتدت ما يربو على عامين هذا وقد زملاؤه في الأخذ عن الشيخ بهاء الدين: السيد عقيل هاشم عزوز، والد الشيخ إسحق، والشيخ حسن مشاط، والشيخ ياسين الفاداني، والشيخ أبو بكر بن أحمد بن حسين الحبشي، والقاضي عبد الحفيظ الفاسي، والشيخ أحمد بن شعيب الأزموري المغربي، والقاضي أحمد بن عبد الله ناضرين المكي، والحبيب أحمد بن الحسين آل جندان باعلوي وغيرهم.[٧]

التحق الشيخ أنعم الشيخ بالمدرسة الصولتية بمكة المكرمة (من عام 1331 هـ إلى 1337هـ) رغبة منه في الاستزادة من علوم شتى خاصة علوم العربية وكان الشيخ أنعم زميلاً لحسن مشاط في الأخذ عن كثير من مشايخه القدامى[٨]

جوانب من شخصيته

كان منشغلا بالعلم، ويتجنب قبول أي وظيفة إدارية حتى لا ينصرف عن العلم والتعليم، كما أنه كان لا يشارك في مناقشات تتعلق بالسياسة أو الأدب أو الشعر، لكنه حسن الإنصات لما يدور حوله بين المقربين منه الذين توطدت علاقته بهم فترة مزاملتهم له في التدريس أمثال: الشيخ علوي المالكي (1328-1391هـ) ، والشيخ محمد أمين كتبي (ت 1404 هـ) ، والشيخ حسن سناري والشيخ محمد نور سيف (ت 1403 هـ) ، والشيخ إسحاق عقيل المكي (ت 1415هـ) ، وقد سبق لبعضهم الأخذ عنه قبل أن يكونوا من الأساتذة المعروفين بمدارس الفلاح .

أعماله

  • كانت للشيخ حلقات خاصة في الحرم المكي يومياً، بين المغرب والعشاء، أيام ازدهار الحلقات العلمية فيه؛ إذ بلغت في بعض الأوقات مئة وعشرين حلقة.[٩]

كانت حلقته بجوار حلقة السيد أمين كتبي عند باب زيادة ثم تحولت إلى ناحية باب جياد في الحصوة أمام الكعبة الشريفة. وكان أكثر ما يُدَرِّسُ الفقهَ الشافعيَّ مبتدئاً مع الطلبة بالمختصرات فالمطولات. ومن الكتب التي كان يحب تدريسها خارج المدرسة : منهاج النووي بشرح الرملي ، وشرح الشرقاوي على نظم متن التحرير.[١٠]

وسئل الشيخ أنعم عن سبب عدم تأليفه للكتب مع توفر الإمكانات والمراجع، فقال: لو أن طلبة العلم اليوم قرؤوا ما بين أيديهم وقاموا بتطبيق ما تعلموه لكفاهم. وهذا كان اتجاها لمجموعة من العلماء كالشيخ البابلي المتوفى سنة 1077 هـ إذ يقول:" التأليف في هذه الأزمان من ضياعة الوقت، فإن الإنسان إذا فهم كلام المتقدمين الآن واشتغل بتفهيمه فذاك من أجل النعم، وأبقى لذكر العلم ونشره".[١٩]

هذا وقد كان للشيخ شروحات مهمة على المتون التي يدرسها مما يمليه على طلبته في المدرسة وحلقات العلم. كما شارك في اختيار ووضع المناهج التي كانت تدرس لطلبة مدارس الفلاح.

تلاميذه

بدأ الشيخ أنعم حياته بالتدريس في المدرسة الصولتيه ثم استمر في التدرس قرابة الأربعين عاما في مدارس الفلاح بمكة وجدة تخللتها عشر سنوات للتدريس في بعثة الفلاح بالهند. تخرج على يديه من مدارس الفلاح بالحجاز من المرحلة الثانوية وحدها مئة وخمسة وخمسون طالباً، تبوأ بعضهم مناصب مرموقة لاحقًا.[٢٠]

أما عن أعداد بقية المتخرجين من المرحلة المتوسطة فقد كانوا ستمئة واثنين وتسعين طالباً، ومن الابتدائية كانوا ألفاً وخمسمئة وستة عشر طالباً.[٢١]

إضافة لتلاميذه العشرين الذين انتدب لتدريسهم في بعثة الهند، وكذلك من تتلمذ على يديه في حلقات المساجد والحرم المكي الشريف.

وأفاد الشيخ حسن مشاط بمعرفة الطبقة الأولى من تلامذة الشيخ أنعم إذ قال ما نصه: (أما الشيخ أنعم فكان مجتهدا متنسكا فلذا صار من الأعلام ومن المدرسين قديما في هذه المدرسة (أي الصولتيه) ثم مدارس الفلاح، حتى كان من تلامذته الشيخ محمد أمين كتبي، والشيخ علوي مالكي، ومن في طبقتهم).[٢٢]

بعض من ذكروا في أثباتهم تلقيهم عنه

أبناؤه

أعقب الشيخ أنعم ولداً واحداً هو: الأستاذ محمد أنعم ناصر الذي اكتسب الكثيرَ من والده؛ كالفقه الشافعي فقد تتلمذ على يدي والده في جدة، ثم في مكة المكرمة إلى أن تخرج من مدارس الفلاح عام 1372 هـ ثم ابتعث إلى القاهرة، وبعد عودته عمل مدة في وزارة المالية، ثم انتقل بعدها إلى العمل الحر.

وفاته

بعد تلك الحياة الحافلة بالعلم والتعليم، ومع تقدم سنه أصابه ضعف شديد نقل على إثره إلى إحدى المستشفيات بجدة، ثم دخل في شبه غيبوبة عدة أيام، إلى أن أسلم الروح لباريها في الخامس من شهر جمادى الأولى سنة 1387 هـ،[٢٦] نقل الشيخ إلى الحرم المكي الشريف وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام ثم ووري جسمانه في المعلاة بأرض مكة المكرمة.

مراجع

الهوامش

  1. ^ ص5 من الشجرة السنية / الأستاذ النسابة أحمد حميد نصر الحميري.
  2. ^ ص 857 ج1 معجم البلدان والقبائل اليمنية.
  3. ^ ص 508 ، 510 مشجرات الأغصان.
  4. ^ ص 21 سبائك العرب.
  5. ^ من " تواريخ وفيات بعض علماء العصر" للشيخ حسن المشاط، ص 7 رقم 46
  6. ^ ص 12 /رسالة مئوية المدرسة الصولتيه/ للشيخ المشاط
  7. ^ ص 68 الدليل المشير .
  8. ^ رسالة تواريخ وفيات بعض علماء العصر/للشيخ حسن المشاط، ص 7 رقم 46
  9. ^ ص 60 كتاب مدارس الفلاح نقلا عن الشيخ أحمد السباعي
  10. ^ ص 410 الجواهر الحسان
  11. ^ ص 12 من رسالة مئوية المدرسة الصولتيه /الشيخ المشاط
  12. ^ ص 12 من رسالة مئوية المدرسة الصولتيه /الشيخ المشاط
  13. ^ هكذا في ص 84، 202 ، 18، 32، 67 كتاب مدارس الفلاح .
  14. ^ ص 123 ج3 رجال من مكة
  15. ^ صحيفة عكاظ عدد 3036
  16. ^ ص 75 / كتاب مدارس الفلاح
  17. ^ ص 200 الجواهر الحسان
  18. ^ ص 117 مدارس الفلاح.
  19. ^ ص 9 من مقدمة ثبت شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي الشافعي الأزهري/تحقيق العجمي
  20. ^ ص 86، 90-91، 160، 192 كتاب مدارس الفلاح.
  21. ^ ص 8 ، 9 من كتاب مدارس الفلاح.
  22. ^ ص 12 من رسالة مئوية المدرسة الصولتيه /الشيخ المشاط
  23. ^ ص 178 ج 3 من معجم المعاجم والمشيخات .
  24. ^ ص 408 الجواهر الحسان
  25. ^ ص 410 الجواهر الحسان
  26. ^ رسالة تواريخ وفيات بعض علماء العصر/ الشيخ حسن المشاط، ص 7 رقم 46