محمد علي رضا زينل

محمد علي رضا زينل هو ( الحاج الشيخ محمد علي زينل علي رضا )، من أسرة عريقة يرجع نسبهاإلى الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه،واحتلت هذه العائلة على طول تاريخها في جدة مركزاً تجارياً واجتماعياً وسياساً مرموقاً سواء في العهد العثماني أو الهاشمي، أو السعودي. ولد الحاج محمد علي زينل في مدينة جدة (1884 م - 1969 م)، وهو تاجر نهضوي وزعيم شعبي من منطقة الحجاز، وعميد بيوتاتها التجارية. كان عضوا في الحزب الحجازي الوطني الذي أدار شؤون الحجاز بعد سقوط حكم الأشراف فيه عام 1926 م. فقد كان أخوه « قاسم بن زينل » نائباً عن مدينة جدة في البرلمان العثماني، وكان عمه « عبد الله بن الرضا » محافظاً لجدة من قبل الشريف حسين، ثم من قبل الملك عبد العزيز بن سعود، وكان عبد الله هو الذي سعى بالصلح بين الهاشمين والملك عبد العزيز وسلّم له مفتاح مدينة جدة. وقد كان لعائلة « الرضا » علاقات تاريخية وطيدة بملوك ابن سعود الذين عرفوا فضل هذه العائلة في خدمة البلاد والعباد، فأدنوهم وأعلوا مكانتهم وقلّدوهم أرفع المناصب، ومن عائلتهم من شغل مناصب وزارية وسفراء في السلك الدبلوماسي.

الحاج محمد علي دُرةّ عائلة علي رضا

كان الشيخ محمد على دُرةّ عقد هذه العائلة، الذي أشتهر بأعماله الخيرية الطائلة، فمنذ صغره كان متديناً محباً للفقراء يجوب الشوارع ومعه كيس فيه قروش فضية كان يعطيها للأولاد لتشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة، ولقد أراد والده أن يجعل منه تاجراً كبقية أفراد الأسرة فأرسله في وقت مبكر من حياته إلى الهند لإدارة بعض أعمالهم التجارية هناك، ولكنه لم يألف هذا العمل، فهرب من هناك في باخرة إلى مصر، للالتحاق بالأزهر الشريف، لأنه يريد أن يصبح معلماً وخطيباً، وعندما عاد إلى جدة، باع مصوغات زوجته مع ما حصله من والده من تبرع وانشأ بذلك مدرسة في جدة سماها (الفلاح) ثم أنشأ أخرى في مكة المكرمة وفي وقت لاحق اقام مدارس عدة في البحرين ودبي وبومباي. وكان يصرف على هذه المدارس بسخاء مما تدّره عليه تجارته في اللؤلؤ من أرباح. كان من أصحاب الغنى والثراء في منطقة الخليج وسخّر هذه الثروة الكبيرة لخدمة المسلمين ومساعدة الفقراء والمحتاجين ونشر التعليم وفتح المدارس، فكان كريماً وجواداً يضرب المثل بكرمه. وكان محمد على تاجراً نشطاً أمتد بعلاقاته التجارية إلى الهند مركز بيع وتصدير اللؤلؤ إلى أنحاء العالم. ثم افتتح له مكتباً دائماً في فرنسا في عام 1920 م يدير من خلاله تجارته في تسويق وبيع اللؤلؤ وكان يقيم شهوراً في فرنسا واشترى بيتاً في شارع الشانزليزيه. ولم يمنعه انشغاله بهذه التجارة من تفقد أعماله الخيرية وزيارة مدارسه، فكان في كل سنة يأتي إلى دبي لزيارة مدرسة الفلاح وتفقد أحوالها وتلبية احتياجاتها. إلى بداية الثلاثينان من القرن الماضي، حيث ضعفت حالته المادية بأنهيار أسعار اللؤلؤ الطبيعي نتيجة لأنتشار اللؤلؤ الصناعي الياباني.

صفاته

والحاج محمد علي، معتدل الجسم مستدير الوجه أبيض اللون، واسع العينين، أقني الأنف، يضع على عينيه نظارة ذهبية ويرتدي الجبة والعمامة الحجازية وقد احتفظ بلباسه هذا في زياراته الكثيرة إلى أوروبا لزياره مكاتبه التجارية الواسعة الانتشار.

  • أسس مدارس الفلاح في جدة عام 1905 م، وهي نواة التعليم النظامي بالجزيرة العربية، وصرف عليها من حرّ ماله، وجعل التعليم بها مجاني. ألحقها بفروع في مكة 1909 م، ثم في البحرين وبومباي ودبي وحضرموت. وتُعرف مدارس الفلاح بأنها من أخرج الجيل الذهبي من أدباء وشعراء ومفكري الحجاز، إضافة إلى كبار تجارها وبيروقراطيها وموظفي الدولة السعودية الأوائل.
  • إضافة إلى مدارس الفلاح، اهتم الحاج محمد علي بالابتعاث، فابتعث أوائل المتخرجين إلى الهند، وأشرف شخصيا على الجانب العملي في ابتعاثهم، وقدّم لهم رواتب مغرية في ذلك الشأن.
  • اشتغل في الهند بتجارة اللؤلؤ منذ العهد العثماني للحجاز، حيث كان يشتري اللالئ من مواسم الغوص من الموانئ الخاصة بذلك في البحرين ودبي ثم يصنف هذه اللالئ بعد ثقبها وصقلها في عقود وحلي وحلقان، وبيعها حسب أصنافها في العواصم العالمية والأوروبية، حيث مكاتبه المنتشرة في لندن وباريس وبومباي، حتى لُقب بملك اللؤلؤ في العالم.
  • رفض اشهار افلاسه على ضوء انهيار تجارة اللؤلؤ العالمية، وأصر على سداد ديونه كامله للبنوك.. فكان علامة غير مسبوقة في تاريخ الاقتصاد العالمي الحديث. كما اقال عثرة مائة من كبار تجار اللؤلؤ الطبيعي وتحمل الخسارة وحده عنهم.
  • وبالرغم من خسارته لأكثر من 90% من ثروته، كان يقترض ليستمر في الانفاق على ملاجئ الآرامل والأيتام وتحمل مصاريف التعليم في مدارس الفلاح وطلاب الابتعاث.
  • توفي الحاج محمد علي في بومباي ودفن بها، وللحاج محمد علي حظوة كبيرة جدا في الهند، ويعتبر في الوعي الهندي، "التاجر العربي الحجازي الذي ساهم في تنمية الهند القومية". إذ كان صديقا شخصيا للبانديت جواهر لآل نهرو أول رئيس وزراء في الهند، وفي الوقت ذاته صديقا باراً للفقراء، والى جانب أعماله الجليلة الإنسانية والاجتماعية، أسس الحاج جمعية الصداقة العربية الهندية، التي دعمت مختلف الجمعيات والهيئات التعليمية والاجتماعية في جميع أنحاء الهند. كان أحد قلائل الأجانب الذين رفعوا العلم الهندي في عيد استقلال الهند، ولذلك صورة تاريخية معروفة.

المصادر

  • بوملحة، إبراهيم، محمد، (أعلام من الإمارات) الطبعة الثالثة ،دبى: سنة 1992 للميلاد.

وصلات خارجية

Mohammed Ali Zainal Riza]]