يحيى بن أكثم
يحيى بن أكثم
نسبه
قاضي القضاة، الفقيه العلاَّمة أبو محمد يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي المروزي، وُلد في خلافة المهدي العباسي.
ممن روى الحديث
سمع الحديث صغيرًا من ابن المبارك وسفيان بن عيينة وغيرهما وله رحلة في طلب الحديث. سمع من:
ممن روى عنه الحديث
وروى عنه الترمذي والبخاري وأبو حاتم وإسماعيل القاضي، وابراهيم بن محمد بن متويه، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن محمود المروزي، وكان من أئمة الاجتهاد وله تصانيف أهمها كتاب «التنبيه»، وكان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المناظرة، ويقال أنه من ولد أكثم بن صفي الخطيب الشهير.
ولكثرة فضائله قرَّبه المأمون العباسي وعهد إليه بمنصب قاضي القضاة، فغلب يحيى على المأمون حتى لم يتقدمه عنده أحد، واستطاع يحيى أن يخفف من الآثار الضارة التي كان يتركها قاضي المحنة أحمد بن داود على الخليفة المأمون، وأن يصحح القرارات الخاطئة التي كان يأخذها المأمون مثل قرار إباحة نكاح المتعة وبعض شعائر الشيعة الإمامية فقد أقنع المأمون بخطأ هذه الأمور ومخالفتها للشرع حتى رجع عنها.
وولي قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه. وقيل: كم سن القاضي؟ قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله على قضاء اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضياً على البصرة.
ولقد تعرض يحيى بن أكثم للرمي بالشناعات والأمور الباطلة والبدع الغليظة وهو منها براء فلقد نسبوه للاعتزال بسبب منزلته عند المأمون على الرغم من أن يحيى كان من أئمة السنة وقال: «القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه».
ورموه بسرقة الحديث ووضعه وكيف ذلك وقد روى عنه الترمذي والبخاري وقال عنه أحمد بن حنبل: «ما عرفناه ببدعة»، وأنكر بشدة على من يقول ذلك. ولو صح ذلك عنها ما صار في رتبة قاضي القضاة وأحد أئمة العلم. وقد مات في 22 من ذي الحجة سنة 242هـ بعدما جاوز الثمانين. قال ابن اخته: بلغ ثلاثاً وثمانين سنة.[١]
شهرته باللواط
كتب أبو منصور إسماعيل الثعالبي في كتابه الكناية والتعريض أن اسم يحيى بن أكثم اشتهر ككناية لمن يمارس اللواط واستشهد بالطبري في قوله:
- يَدُورُ بِهَا سَاقٍ تَدُورُ عُيُونُنَا *** علَى عَيْنِهِ، منْ شَرْطِ يِحْيَى بن أَكْثَمِ
وأضاف المحقق فرج الحوار أن كذلك في الباب السادس من كنايات الجرجاني البيتين التي تذكره باللواط:
- أنَا المَاجِنُ اللُوطِّيُّ، دِينِي وَاحِدُ *** وَإنِّي فِي كَسْبِ المَعَاصِي لَرَاغِبُ
- أدِينُ بِدِين الشَّيْخِ يِحْيَى بن أكْثَم *** وَإنِّي لِمَنْ يَهْوَى الزِّنَا لَمُجَانِبُ[٢]
المراجع
- ^ سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي.
- ^ الكناية والتعريض أو النهاية في فن الكناية لأبي منصور إساعيل الثعالبي. تحقيق فرج الحوار. 2006. كولونيا: منشورات الجمل