ياطيور الطايرة


ياطيور الطايرة هي إحدى أهم أغاني المطرب العراقي سعدون جابر والتي لحنها الملحن العراقي كوكب حمزة في عام 1972. تستغرق الأغنية ما يقارب من سبعة دقائق ويرافق الأغنية كورس من أصوات نسائية والذي يبتدأ الأغنية. لاقت الأغنية النجاح المدوي الذي إستحقته ولكنها ماجاءت كي تختفي فهي ما زالت مرتبطة بوحدان الشعب العراقي. والأغنية من كلمات الشاعر الشعبي زهير الدجيلي. لحن كوكب حمزة الأغنية في عام1972 أي قبل عامين من مغادرتهاالإجبارية للعراق في العام 1974 وكأنه بذلك يؤبن نفسه فيها ويستشرف السنين الطويلة التي تنتظره في الغربة التي طالت لأكثر من ثلاثين عاما. ولكن الأغنية لم تختزن حزنه فقط بل أضحت, كما يسميها الكثيرون, سمفونية الحزن العراقي. تصف الناقدة سحر طه الأغنية بإن سلمها التأثيري يتصاعد باستمرار حتى تصل ذروتها في لحظة الختام لتترك المستمع متأملا بها. وأجواءالأغنية هي جنوب العراق وريفه بصورة عامة إلا أنها تحتفل بكل العراق بإشارتها إلى الولايات, وهي كلمة تدل على المدن في اللهجة العراقية, لتعود إلى أجواء المناجل وحقول القمح والحناء التي تتحنى بها جديلة فتاة ليلة زفافها.

البعد السياسي للأغنية

إن غربة الفنان في الأغنية ليست من نوع الغربة الإرادية لأن النص يفصح باستحالة العودة رغم تمنيها. وهي كذلك تُذكر بقصيدة زريق البغدادي الذي ألف قصيدة أستودع الله في بغداد لي قمرا, إلا أن الفرق هو أن نص الطيور الطايرة يبدو ممنوعا بإاردة إنسان ما من العودة, رغم قدرته ورغبته فيها على عكس زريق البغدادي الذي كان مرضه يمنعه من العودة, لذلك جاءت قصيدة ابن زريق البغدادي كوداع لحبيته هناك بينما جاءت ياطيورا لطايرة بمثابة شكوى من الظروف السياسية التي تمنع الفنان من العودة. وظلت الأغنية أعواما طويلة ممنوعة في عراق صدام حسين, إلا أن مرور السنين وشعبية الأغنية دفع النظام إلى رفع المنع عنها, ولكنها ظلت تبث دون التطرق لاسم الملحن. أن قراءة نص القصيدة الأصلي يجعلنا نتعرف على السياق السياسي فيها بصورة أكثر مباشرة، ويبدو أن الرقابة البعثية دفعت الملحن إلى حذف أجزاء من القصيدة كانت ستثير حفيظة السلطات.

نص أغنية ياطيورالطايرة الأصلي, كما كتبها الشاعر!

ياطيور الطايرة... شعر: زهير الدجيلي الألحان: كوكب حمزة غناء: سعدون جابر

ياطيور الطايرة مرّي أبهلي.. وياشمسنا الدايرة شوفي هلي..

سلمّيلي وغنيّ بحجاياتنا.. سلمّيلي وضويّ لولاياتنا.. وروحي شوفي لي بساتين الوطن هم طلع طليّعها أبنخلاتنا ؟ سلمّيلي ياطيور الطايرة سلمّيلي ياشمسنا الدايرة

    • **

آه لو شوقي جزا وتاه أوي نجمة !! ياطيور الطايرة.. آه لو صيف العمر ماينطي نسمة !! ياشمسنا الدايرة كان صار العمر صحرا والوطن ضيّعنا رسمه وكان ماشفناله صورة وماعرفنا وين اسمه لكن أنحّبه رغم كل المصايب ياطيور الطايرة والهوى أدواغ الحبايب ياشمسنا الدايرة أعذيبي يغفه أوي الكصايب.. سلميلي سلمّيلي ياطيور الطايرة.. سلمّيلي ياشمسنا الدايرة..

    • **

سلمّيلي، الشوق يخضر بالسلام وبالمحبة ياطيور الطايرة سلمّيلي الشوق طير.. أوياج رايح عرف دربه ياطيور الطايرة والسما أمصحية وصحيت أنا قمر وقلب الأحبيبة مثل شاطي ونهر.. مريّ يمّه.. ياطيور الطايرة وأذا مامرّيتي يمّه تضيع روحي والقلب جاوين أضمّه ؟.. ياطيور الطايرة وياهوى أيلمني وألمّه ؟.. ياشمسنا الدايرة سلمّيلي ياطيور الطايرة

    • **

موبعيدين، اليحب يندّل دربهم.. موبعيدين.. موبعيدين، القمر حط أبقربهم.. موبعيدين.. لونهم لون الربيع اليضحك أبوجه السنابل ياطيور الطايرة وشوقهم شوق الحصاد اليزهي بشفاف المناجل ياشمسنا الدايرة سلمّيلي لو وصلتي أديارهم سلمّيلي وشوفي شنهي أخبارهم

سلمّيلي ياطيور الطايرة.. سلمّيلي ياشمسنا الدايرة..

  • * *