ويليام بارسونز
ويليام بارسونز (بالإنجليزية: William Parsons) ـ (17 يونيو 1800 ـ 31 أكتوبر 1867 هو فلكي بريطاني شيد العديد من تلسكوبات بما في ذلك التلسكوب الذي شيده سنة 1845 وكان قطره 72 بوصة، وظل معروفًا بأنه أكبر تلسكوب في العالم حتى مطلع القرن العشرين. باستخدام هذا التلسكوب صنف بارسونز العديد من مجرات الكون.
ولد في يورك وأتم تعليمه العالي في جامعة أكسفورد وورث قلعة بيير بعد وفاة والده
اكتشف الطبيعة الدوامية لبعض سديم والتي تعرف اليوم بالمجرات الحلزونية وأول مجرة حلزونية حددها كانت مجرة الزوبعة أو م51 كما سمى سديم السرطان باسمه الحالي.
شغل بارسونز منصب رئيس الجمعية الملكية بين عامي 1848 و1854.
إسهامات وليم بارسونز في صناعة التليسكوبات وعلم الفلك
منذ أن استعان جاليليو وآخرون لأول مرة بالتليسكوب لإجراء عملية مسح للسماوات المظلمة في عام ١٦١٠، تطور بعدها التليسكوب تطوراً عظيما في الحجم والقوة والتعقيد. وقد كان الحجم دائما من الأمور المهمة، فالتليسكوبات كبيرة الحجم ذات المرايا والعدسات الواسعة تكون قادرة على التقاط كمية أكبر من الضوء.
كما تتميز بقدرتها على رؤية الأشياء البعيدة وتصوير الأجسام خافتة الضوء وتحديد أدق التفاصيل. وكانت في الوقت نفسه باهظة التكاليف وصعبة الاستخدام، ولكن واصل العلماء استخدامها. بلغ تطور التليسكوب ذروته في عام ١٧٨٩ بالتليسكوب العملاق الذي صنعه وليم هيرشل في مدينة سلو الواقعة غرب لندن، والمزود بأنبوبة يصل طولها إلى ١٢ متراً ويزيد قطرها عن المتر. وجد هيرشل أن التليسكوب سبب له مشاكل أكبر مما يحققه من فوائد.
تحسنت أوضاع هيرشل فقط عن طريق الجمع بين شغفه بعلم الفلك وثروته الطائلة. أراد وليم بارسونز، ذلك الشخص الثري الأيرلندي الذي كان يلقب بإيرل مقاطعة روس صناعة أكبر التليسكوبات حجما على الإطلاق. وقد حقق مراده وصنعه بالفعل بحلول عام ١٨٤٧، على الرغم من العوائق التي واجهها نتيجة لمجاعة البطاطس. لقد انبهر العالم بالتليسكوب ذي الأنبوبة التي يقدر طولها بعشرين متراً ومرآة مصقولة معدنية قطرها ٢ متر (فالمرايا المصنوعة من الزجاج المطلي بالفضة لم تكن متاحة في ذلك الوقت). لم توجه هذه الآلة العملاقة إلى أجزاء السماء المتفرقة؛ ولكنها علقت من جدران شاهقة وسقالة مصنوعة من الخشب لتتمكن من مراقبة ورصد النجوم والكواكب لمدة ساعتين كلما مرت أعلاها.
أدى التليسكوب عمله ببراعة شديدة. فقد أظهر نجوما تخفت بصورة أكبر من تلك التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة بحوالي ١٠٠٠٠ مرة. تمكنت مقاطعة روس كلها من رؤية فوهات البركان الصغيرة والجداول المتدفقة على سطح القمر والتفاصيل الجديدة والدقيقة على سطح كل من المريخ والمشترى وزحل. وفي عام ١٨٧٧ ، أكد هذا التليسكوب الضخم على وجود الأقمار المكتشفة حديثا والتابعة لكوكب المريخ.
ظهرت الأهمية الكبرى لهذا التليسكوب فيما يتعلق بالنجوم. فباكتشاف هذا التليسكوب، تحولت بعض أشكال السديم خافت الضوء من مجرد نقط ليس لها معالم تحددها إلى أشكال لولبية ضوئية جذابة. وقد تعرف التليسكوب سريعا على المئات من أشكال السديم اللولبي. وهنا، تظهر بعض الأدلة التي تدعم رأي إيمانويل كنت قبل ذلك بمائة عام (١٧٥٠) بوجود مجموعات هائلة من النجوم فيما بين أشكال السديم وتقع وراء كوكب الأرض. ظلت هذه الفكرة إحدى الأفكار الجوهرية، المرفوضة من قبل معظم علماء الفلك، لمدة ٨٠ عاما أخرى (١٩٢٤).
لكن، لم يستمر استخدام هذا التليسكوب الضخم لفترة طويلة فقد كان عمره قصيرا. فقد أثبتت تكاليف الصيانة الخاصة به وغيرها من العوامل الأخرى أنه لا جدوى منه عام ١٨٧٨ تقريبا. ومع ذلك، لم يفوقه تليسكوب آخر في الحجم على مدار سبعة عقود أخرى. ولا يزال يوجد إلى الآن في وسط أيرلندا وأعيد تنشيطه أخيراً للسائحين.