ويليام إرنست هوشكينغ
ويليام إرنست هوشكينغ (بالإنجليزية: William Ernest Hocking) هو فيلسوف أمريكي، ولد في 10 أغسطس 1873 في كليفلاند في الولايات المتحدة، وتوفي في 12 يونيو 1966 في نيوهامبشير في الولايات المتحدة.
هوكنج
مفكر أمريكي ذونزعة دينية أخلاقية.
ولد فى كليفلند Cleveland (الولايات المتحدة الامريكية) في ١٠ اغسطس سنة ١٨٧٣، وكان ابوه طبيب من أصل كندي٠ وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفرد في سنة ١٩٠٤، وبعدها قام بالتدريس في المعهد الديني في أندوفر ابتدام من سنة ١٩٠٤ إلى سنة ١٩٠٦، ثم صار أستاذاً في جامعة كاليفورنيا من سنة ١٩٠٦ إلى ١٩٠٨؛ وفي سنة ١٩٠٨ صار استاذاً في قسم الفلسفة بجامعة يل Yale. وفي سنة ١٩١٤ عين أستاذا للفلسفة في جامعة هارفرد، واستمر في هذا المنصب إلى حين تقاعده في سنة ١٩٤٣ .
يقول هوكنج عن نفسه إن فكره الفلسفي مزيج من «الواقعية والتصوف والثالية» لكنه مع ذلك فكرموحد. وبعد حصوله على الدكتوراه من هارفرد، استمر يتابع الدراسة في جامعات: جتنجن، وبرلين، وهيدلبرج في المانيا. ودعي لالقاء محاضرات في كسفورد وكمبردج، وفي كلية القانون في ليدن (هولنده) .
ولما كان قد درس الهندسة، فإنه صار معلماًللهندسة العسكرية في هارفرد خلال الحرب العالمية الأولى. وفي سنة
هوكنج
١٩٤٨ قام بالتدريس في ميونخ وارلنجن (بالمانيا) بتكليف من مكتب الحكومة العسكرية الأمريكية التي تولت إدارة المانيا بعد هزيمتها واحتلالها من قبل أمريكا وحلفاثها .
وكان اول انتاج فلسفي له كتابه بعنوان : «معنى له في التجربة الانسانية» (سنة ١٩١٢) وفيه يهاجم النزعة «الهووحدية» solipsism، التي تجعل الذات أحادا مفرداً. وقال بدلاً من ذلك بأن لدينا الشعور بأن الذات عضو في جماعة وليست قاثمة بذاتها وحدها . إن التجربة الانسانية - في نظره -هي تجربة بين ذوات انسانية intersubjectivity. وقد ظن أنه بهذا القول قد تغلب على مشكلة الانشقاق بين التحليل الذاتي والتحليل الموضوعي .
ونقطة الابتداء في تفكيره هي القول بأن للكون معنى؛ وإتكار هذا، كما يفعل العلميون، يعني التخلي عن كل حق في أن يكون المرء فيلسوفاً. إن هوكنج يرى انه لا توجد وقاثع غليظة brute facts، بل لكل شيء معفى او قيمة . صحيح أن المعنى قد لا يكون دائباً واضحا لكن التجربة تدكا، مع ذلك، على أننا لو وسعنا مجال رؤيتنا للأشياء، كما يعاوننا على ذلك: الشاعر والصوفي، إذن لانبثقت امامنا قيم لم نلتفت إليها من قبل
وأن يجد المرء للكون معنى هو أن نراه أنه ذات. ولهذا فإن بصيرة الصوفي تحملنا إلى الاقتراب من الحقيقة أكثر ما يستطيع ذلك منطق المثالي المطلق. والذات هي في نظره «قيمة» ؛ ولهذا فإن العلم عاجز عن تفسير الذات، وإن فعل شيئاً من ذلك فعلى نحو سطحي جداً. وهكذا يكشف الميتافيزيقي عن القيم التي يغفل عنها العلم.
وفيما يتصل بالحياة، يقول هوكنج «إن «المعنى الأسيان للحياة» الذي يتحدث عنه أونامونو، والذي تشهد عليه الفلسفة الوجودية، ينبغي الا ينظر إليه على أنه نظرة بديلة للسرورالأساسي بالحياة ؟ فكلتا النظرتين صاثبة. إن الجانب الأسيان في وجودنا هو إعداد ضروري للأمان الوجداني والحرية. ومن المهم جداً للفلسفة في العصر الحاضر ان تأخذ على عاتقها عذه المأساة بكل مقاسها؛ وإا لما كان لديها ما تقوله للانسانية. إن على الفلسفة أن تسلك سبيل الشك وعليها أن تفعل ذلك بإيمان مماثل ٠ أو على الأقل بأمل مماثل -في ان يكون طريق الشك حين يبلغ مدام مصباحاً يلقي الضوء على الكشف الديالكتيكي عن اليقين. إن الحركة الوجودية في
طابعها ا لأوسع يمكن أن تكشف عن كونها ديالكتيكا ديكارتيا للوجدانات Passions. كيف يحدث ذلك؟ لا استطيع ها هنا إلا أن أبدي اقتراحات موجزة. . . بنفس المعفى الذي به يمكن أقصى القانون summa jus أن يصير أقصى الظلم summa injuria، فإن أوج الحضارة هو الحالة التي فيها يصير اليأس من أسمى الآمال يعني أعمق الضياع. إن اللحظة التي تتحقق فيها أعظم سيطرة على الطبيعة وامتلاك للأسرار النهاثية والقوى القصوى، وأتم عجاثب العلم، والآلة - التي يبدو- أنها - تفكر- هذه اللحظة هي في الوقت نفسه لحظة أبشع خواء للروح، واشبع خيانات للحساسية الانسانية: أقصى العقل هو أقصى الفساد Summa ratio summa
. corruptio
إن ضياع الانسان المعاصر ليسهو الضياع الذي ابهظ كاهل كيركجور: إنهليس الفزع منجحيم لاتفنىهوالذي يرهقنا. ولكن مصدر اليأس اليوم له موضوع مضاد لهذا : إنه ليس الامكانيات اللعينة لعالم آخر، بل الخطر الماثل أمامنا في أن ما نشاهده في هذا العالم يمكن أن يكون هو كل ما لدينا أن نشاهده! إن ما نراه هو أن الحد من لحظة - إلى - لحظة لوجودنا، والعدم الذي يتمم نفسه في الموت، موتنا نحن وموت الجنس البشري: فيمثل هذا العالم، الحافل بالألغاز المحيرة والأحداث المليئة بالرعب - كيف يمكن لموجود متطلع ولا متنام ان يكون إلا مقضياً عليه باليأس والاحباط؟ لكننا نقضي علينا مع ذلك بالاندماج والعمل بوصفناأناساً: فهل هذا مكن؟.
من أجل البحث عما، وكيف، يمكن هذه الصورة القاتمة للعالم أن تدعو إلى أية حماسة للعدالة، على النحو الوحيد القادر على انقاذ عالم التكنولوجيا - وعما إذا كان من الواجب أن يحل محله نظام من الاسرار order of mystery، على حد تعبير(جبريل) مارسل، أقرب إلى الحق من نظام الطبيعة -أقول من اجل عذا البحث ينبغي ان يكون البحث لميتافيزيقي ذا أولوية علىغيره من الأبحاث.
إن اليأس من العالم يبدا بإدانة العالم على اساس وجود الألم وانعدام المعنى والعشوائية والخلو من العدل، ما يجعل فكرة العدالة العالمية كريهة. وشوبنهوريثغل بالألم وحده، لا بأي مسألة تتعلق بالعدالة؛ ووجد ان الألم قرين لحياة الارادة لا ينفصل عنها، ادان العالم بأنه نتاج الارادة وكان علاجه بسيطا اعكس إرادة الحياة، وهكذا لا تخلق العالم!
هوول
والوجودية ترفض حساب الألم بوصفه حاسما، كما ترفض العلاج بالتوقف عن الخلق، او بأي شكل من أشكال الفرار من العالم. وسارتر يجد عغففاً - وليس علاجاً - في سكرم (يوفوريا) الحرية التي تبني ذاتها، متغلباً على شكل النزعة الطبيعية القائمة على تسلسل العلل والمعلولات، الذي وفقاً له وعن طريق علم الانسان يجب أن نرى انفسنا نتاجات للطبيعة : إن الانسان ليس نتاج شيء سابق - طبيعة كان او متمعاً او إلاهاً - بل الانسان يصنع نفسه ويختار قيمه الخاصة به. وهذا الرفض لتصور الانسان كأنه يتعين بواسطة الطبيعة هو رفض في عحلم وصحيح تقريباً: إن الحرية الانسانية تتضمن هذه القدرة على تغيير التاريخ وتشكيل المصير. لكن الطيطانية Titanism (= الماردية) بوصف أنها جهد متوتر متواصل ليستعزاء، ولا ذريعة كلية :كما انها لا تواجه مشكلة اليأس من العالم. والحل إنما يقوم في الفحص الأدق عن طبيعة الألم.
لو لم يكن هناك سعي وكفاح، لكان الألم قد تضاءل كثيراً. ولوكان الكفاح الانسانيابدياً، فلا بد ان ذلك لكون حدوث الكفاح جزءاً لا يتجزاً من الاستمتاع بالحياة إن ام الفنان، وألم كل العاملين المبدعين، إنما يوجد بسبب الكمال الذي ينشده الانسان ويتألم من عجزه عن تحقيقه؛ ومكن القضاء عليه فوراً بمجرد رفض هذا التطلع ٠ لكن هذا التطلع vision ، وليس هناك ضرورة بيولوجية له، هو هبة من الآلهة: وإلغاؤه سيكون معناه إلغاء ما تعنيه الحياة لنا الآن , اننا نفضل دفع ثمنه، وثمنه هو قبول الألم.
وبعبارة أخرى، طريقة الانسان في الوجود يدخل في عناصرها امتصاص الألم، بل أكثر من هذا، نشدان الألم. وكل تيقظ للعقل على المحبة، شأنه شأن كل تفتح للعيون على الجمال، تشتمل على هذا - لا أقول: هذه المفارقة - بل أقول مع مارسل: على هذا السر؛ لأن موهبة المحبة تمارس سلطاناً على متلقي الموهبة؛ إنه يبحث عن الفرصة ليخدم serve ما لا يستطيع أن يستحقه deserve . وينتجعن هذا أن «أحسن العوالم الممكنة» لا يمكن أن يقوم في مجموعة من «الخيرات»: إن المحبة من أجل المحبة (المحبة للمحبة) ينبغي أن يمكنها العالم الباقي من أن تهعىء الفرصة للام وفضلا عن ذلك، فإن إدراكات المحبة والجمال مع تعطشهماإلى الألم هما في الوقت نفسه إدراكات لطبيعة •الواقع»؟ إنها اللوامع التجريبية للنفوذ إلى سر«لسر الانطلولوجي» - إذمها تكن فكرتنا عن العالم، فإننا نعلم أنه عالم يمكن فيه أن نجب ونحب.
وهذا الادراك متضمن في تجربة اليأس إن اليأس اقرار بأنه سبقه امل؛ لكن لما كان يرفض ان ينظر إلى العالم «واقعياً على أنه واقعة ميتة، فإنه يبقى على شيح هذا الأمل: إن اليأس désespoir ينطوي على «الرجاء» espoir. وإذا كان المرء يأمل، فذلك بسبب وجود قيمة فيما يؤمل فيه. كذلك لا يمكن المرء ان يامل إلا إذا كان يمحب. وهكذا يوجد في اليأس نفسه اقرار بالمحبة، التي تسند طبيعة الوجود - بوصفه - معاشا. ٠ «أنا أشك، إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود، فلقل الآن: «أنا ايأس، إذن أنا آمل، إذن انا موجوم بوصفي اجب.,. ا («تعليقة على اليأس»، مقالة في مجلة «الفلسفة والبحث الفينومينولوجي ا شرها بعد ذلك ضميمة إلى كتاب: «هذه فلسفتي»، باشراف Whit Burnett، لندن، سنة١٩٥٨ص ٣٠٤-٣٠٦).
مؤلفاته
- The Meaning of God. New Haven, 1912.
- Human Nature and its Remaking, New Haven, 1923.
٠ The Self: Its Body and Freedom, New Haven, 1928.
- Types of Philosophy. New York, 1929.
- Living Religions and a World Faith,New York, 1940. - Science and the Idea of God. Chapel Hill, N.C., 1944.