هنري دلاكروا
عالم بالنفس والتصوف والجمال، فرنسي .
ولد في سنة ١٨٧٥، وتوفي في سنة ١٩٣٧ وكان أستاذا لعلم النفسب في كلية الآداب ( السوربون ) بجامعة باريس، وكان عميدا لتلك الكلية.
١- نفسانية التصوف :
وهوفي دراساته النفسانية عني خصوصاً بموضوعين بنفسانية التصوف ونفسانية الفن. فكان موضوع رسالته للدكتوراه هو : « بحث في التصوف النظري في ألمانيا في القرن الرابع عشر» ( ياريس، الكان، سنة ١٨٩٩ ) كذلك كتب في نفسانية التصوف كتاباً بعنوان : « دراسات في تاريخ التصوف ونفسانية كبارالصوفية المسيحيين» ( باريس، ألكان، سنة ١٩٠٨).
وقد درس دلاكروا بوجه خاص من أقطاب التصوف المسيحي السيد اكهرت، والقديسة تريزا الآبلية، والسيدة جويون Mme Guyon اسرفة الغرفة ني القرن اذابع عشر، والصوفي الألماني سوزو Suso.
وعني على وجه التخصيص بتحليل الوجدان الصوفي بوصفه جوهر التصوف . لأن التصوف النظري - كما يقول -« تركيب فلسفي يبدأ من اللامتناهي ليصل الى الواقعي : والوجدان يرسم خطوطه، ويحدد حدوده، والتأمل والتحليل يعينان درجاته وأقسامه» («بحث في التصوف النظري في ألمانيا» ص ١٤ ). اوالواقعي واللامتناهي هما المعطيان المباشران للشعور. والهدف النهائي للتصوف هو الهوية بيين ألوجدان intiution والفعل: إن الفكر يخلق ما يتأمله ويتأمل ما يخلقه. والروح تدرك نفسها في الفعل الذي به تؤكد نفسها» (الكتاب نفسه ص ١٥ ).
كذلك يقول : «الصوفي هو من يعتقد أنه يدرك الالهى مباشرة ، ويشعربالنياً بالحضورا ل الهي . والتصوف ، مفهوماً على هذا النحو، هو الأصل فيكل دين».
ويعرف التصوف بأنه « انتصاف للوجدانintuirtion من المعرفة المنطقية »ذلك ان الوجدان يتجاوزحدود المنطق ، ويريغ الى بلوغحقيقة لايصل اليها لمنطق . « والصوفي وجدا ني يجمع في عاطفة مبهمة ووجد كل ما يفرقه الانسان العادي الى مشاعر محدودة ، ومعرفة منطقية ، وعمل ايجابي » ( الكتاب نفسه ص ٤١٥).
٢ - نفسانية الايمان الديني :
وفي كتابه « الدين والايمان » ( باريس، ألكان ، سنة ١٩٢٢ ) يبحث في تفانية الايمان ال ديفي فيقرر أولاً أن الدين من شأناخياة ، انهتعبيرعن الحاجة لى لحيإة . والتاسى يؤ لهرن آلهة ابتغاالاذتغاعمفيطريقالحياة١۴.٠ناسنسساظة على القيم ، والانسان ينشدمن الدين لخلاص والحياة . ويعرف الدين بأنه» اولاً فعلغريزي ، تحت دافع العواطف ، يستخدم الأفكارليؤمن لنفسه معرفة ماذا يريد »(« الدين والايمان » ص ٤٠٦-ص٤٠٧). والعلاقة بين الدين وحياة العاطفة مشابهة لتلك القائمة بين اللغة والفكر : ان الدين هولغة العاطفة .
والدين يبقى ،بالرغم من العلم ،لأنللانسان مصلحة في بعض الأمور التي لا يستطيع العلم بلوغها . والدين وان بفي على حاجة نفسية واجتماعية ، فإن فيهعنصرا كونيا ، اعنيينطويعلى تصورالعالم، «وبدونهذا العنصرالكونفي، وبدونهذا الانصهار للعنصرالاجتماعي-النفسي في الطبيعة ، بدونهذا التكامل ، لا يقوم الدين. وبدون معتقدات ، لا يوجد دين ، لأنه بدون المعتقدات dogmes لا يمكن أن يوجد شعور بالانجام مع الكون» ( الكتاب نفسه ص ٤٢١ ) .
.لاكروا
٤٧٩
ولا يمكن الفصل بين الدين والثعائر الدينية . والتصوف يقوم في بداية الدين ، وعندغبايته . والتقوى تسبق الايمان المزود بالعقائد . ولا بد ان يعاش الايمان أولاً ، ومن بعد ذلك يمكن استخراج للاهوت . « والعقيدة تعبرعن ل اي مان ، لأنهاجزء ا يتجزأ منه ، وهي ضرورية له، وهي التي تمكنه من أن يستشعر ذاته« (ص ٤٢٨ ) . والعطقيدة بدورهاتؤ ش في الايمان . والثعائر الحية تبث الحرارة في لعاطفة . والعقيدة ليست معرفة محضة : انها لغة عمل ، وصيانة وقيم ٠ والسلطة الكهنوتية تؤمن قاعدة الايمان.
٣ - اللغة والفكر :
وفيكتابه : « اللغة والفكر » يتناول العلاقة بينهما . وعنده أن اللغة هي نتاج النشاط الخلاق الذي يقوم به العقل ٠ « وفعل العقلفي اللغة يشاركفيفعلالعقل في لعلم :ففيكلتا الحالتين يلقي العقل على الأشياء شبكة من العلاقات التي بن على التجربة المعاشة ، وتعالج لمعطيات المباشرة ، وتبني عالماً ٠ واختلاط الأشياء لا يتميزمن تلقاء نفسه ، ولا يقوم بينها ارتباطات إلا بالفعل الذي يفكر فيها . وهذا الفعل هوالانسان مضافاً لى الطبيعة . . . وللكلام لا بدللانسان أن يتوقفعن أن يكون شيئاً ضمن أشياء ، وأن يضع نفسه خارجها ليدركها بوصفها أشياء ويؤثر فيها بوسائل مخترعة » ( « اللغة والفكر» ص ٥٧٧ ، باريس ألكان ، سنة ١٩٢٤ ) ٠ ويقول أبضأ : « انكل فكرهو رمزي ،وكلفكريبني٢ولأ علافاتلنا٤ الأشياء ٠ .والعلاقة أداة للفكر، وليست غلافاً للفكر الجاهز واللغة لحظة من لحظات تكوين لأشياء ،بواسطة العقل.واللغة احدى الآلات الروحية التي تحول العالم المختلط للمحسوسات الى عالم موضوع وامتثالات » ( الكتاب نفه ص ٥٧٥ ) . والكلمات قوى نشيطة ، تستولي على الحقيقة الواقعية . لكن هذه القوى الفعالة تبني أولأ حقيفة واقعية . فلا توجد كلمات إلا وتوجد أشياء . « وهكذافإن الفكر الرمزي فكر فحسب . والحكم يخلق الرموز . وكلفكرهورمزي. وكلفكريبيءلاماتفيذغسالرقتالذي فيه يبني أشياء » ( الكتاب نفسه ص ٠ ٥٨ )
٤ - نفا نية الفن :
ومن بينكتبه الرئيية ، كتابه« نفسا نية الفن » ( باري ، سنة١٩٢٧عند الناشر ألكان ) . وفيه يحارب النزعة الطبيعية في تصور الفن ، ويؤكد أن قسمأ كبيراً من الفن لا يكاد يدين بشي، للطبيعة : المعمار ، الرقص ، الموسيقى ، والشطر الأكبر من
فنون القول. والنصيب الأكبر في الفنهو للعقل الانساني. ان الطبيعة تعرض فقط غاذج من الجمال ٠ لكن الفعل الانساني هو الذي يأقي ويضع نفسه فوق لطبيعة ويثيرفيها لروح . « واذا كان الفن متوقفاً على العقل يهذ ه الدرجة العالية من نمر ه ، فلا يمكن أن يفهم على أنه مجرد تعبيرعن الحاجة لى الحياة،ولاعلى أنه مجرد نشاط مترف ، ولعب ولهوبل الفن يشارك في الحياة العميقة للانسانية وللجماعة الانسانية »( ه نفسانية الفن »ص٤٦٢ ) . ذلك « ان الفن لا يتخرج من نشاط اللعب ، بل يتخرج من كل الوان النشاط الانساني . . . والفن أحد الطرق التي بها يستخدم ويبذل النشاط الكلي للانسان» (ص ٤٣) .
« وكل لذة جمالية كاملة هي مركب من لذة حسية ، ولذة صورية، ولذة انفعاليةحقا ٠ والاحساس هوبداية الفن فالتهيج الملائم لأعضاء الحس : هذا هوالشرط الضروري لكلجمال . وهذه الحقيقة هي مصدرقوة مذهب الحية الجمالية . كذلك نظام الاحساسات هوشرط لا غفى عنه : فإنه اذالم يوجدترتيب ، ووضع في مكان ، وبالجملة : يناء ، فإنه لا يوجد إلافوضى حسية . وادراك اشكال أو بناؤ ها : ذلكهوقانون الفن.ووظيفة التجميع هذه تنضمن كثيراً من الوظائف ل أونية الوحدة في
التنوع ، والمعقولية ، والوضوح ، ووضع مراتب ملكية ، والتماثل ، الخ ٠ تلك بعض أوجهها . وهذه الحقيقة هي مصدر قوة النزعة الشكلية Formalisme.
وأخيراً ، فإنه بدون وجودمعني، وبدون وجود قيمة ، فإن اللذة الجمالية تبقى فقيرة . فنحن نطلب من لوحة ، أومن قصيدة ، اومنسمفونية ألاتكون فقط ترتيباً*جينا لحطوط ، أو لألوان، أو لألفاظ الأصوات ، وإنما ننشد أيضاً من هذ الترتيب الجميل أن يرمز الىحالة للنفس . انهناك اعمالأحسنة لصنع وملائمة ، ولكنها فارغة . وعلى العكس ، هناك أعمال محملة بالنيات الجميلة لكنها لا تصل الى التعبيرالموافق . ونحن نعلم هذه الحكاية وهي أن ديجا Degas شكا الىمالارميه نه لايفلحفي نظم سوناتات، ثم أضاف قائلا : * ومع ذلك فإن لدي الكثيرمن الافكار» فرد عليه مالارميه قاثلا : « « ولكن ، يا ديجا ، ليس بالأفكارتصنع الأشعار ، بل بالكلمات» . ان الاشعارتصنع بالكلماتوبالأفكار . لا بد من افكارلكى يكونلمرءرساماً ،أو موسيقارأ ، أوشاعراً . وهذه الحقيقةهي مصدرقوة لنزعة لمثالية idéalisme ( « نفسانية الفن» )
مؤلفاته
71٧ داة mysticisme speculatifen Allemagne Essai sur 1٥ -
٨٨٠
درركهيم
siècle. Paris, Alcan, 1899.
- La Religion et 1٤01 ه. Paris, Alcan, 1922..
- Le Langage et la pensée . Paris, Alcan, 1924.
- Psychologie 1]12 حل. Paris, Alcan, 1927.