همفري ديفي

السير همفري ديفي (بالإنجليزية: Humphry Davy)‏ (17 ديسمبر 1778 – 29 مايو 1829) كيميائي إنجليزي ومكتشف الصوديوم والبوتاسيوم. كان رئيسًا للجمعية الملكية بين عامي 1820 و1827.

حياته

ولد ديفي في مدينة بنزانس بمقاطعة كورنول بإنجلترا في 17 ديسمبر من عام 1778، تابع دراسته في بيزانس، وحينما مات والده باعت أمه المزرعة التي كانوا يملكونها والده وفتحت مشغلاً للقبعات النسائية، لكن أوضاع العائلة المادية بقيت رديئة. فقررت والدة ديفي إرسال ابنها البكر همفري للعمل والدراسة عند صيدلي معروف في بيزانس اسمه ج.بورليز. انكب همفري على قراءة الكتب التي كانت موجودة في الصيدلية والعمل في مختبرها، فطارت شهرته إلى خارج مدينة بينزاس. فحضر العالم الشهير توماس بيدويس إلى الصيدلية وطلب من همفري الانتقال إلى كليفتون ليعمل معه في معهد الغازيات، ولم يمضِ عليه زمن طويل حتى أكَّد أن الغاز الاكسيد النيتروني (N2O) خالٍ من أي تسمم لجسم الإنسان كما كان مقرّراً من قبل العلماء. في كليفتون درس همفري تأثير التيار الكهربائي على الأجسام الكيميائية. في عام 1801 انتقل إلى لندن وعمل كأستاذ مساعد في "معهد تطوير العلم ونشر المعرفة" ثم رقي إلى رتبة أستاذ، فطارت شهرته وخاصة في إلقاء المحاضرات. وفي سنة 1802م، صار أستاذ الكيمياء بالمعهد الملكي بلندن. وأثناء وجوده هناك، وقع اختياره على الكيميائي والفيزيائي الإنجليزي مايكل فارادي ليكون معاونًا له. وفي عام 1812م، مُنح ديفي لقب سير، وانتُخب رئيسًا للجمعية الملكية عام 1820م. اشتهر هامفري دايفي بعد أن اخترع مصباح الأمان لعمال المناجم في انكلترا في عام 1815، والذي كان له أثر كبير في تقليل مخاطر انفجارات مناجم الفحم. أجرى دايفي تجاربه في استخدام أكسيد النتروز المخدر وهو في العشرين من عمره، وهو ما يعرف بالغاز المضحك، ولما بلغ التاسعة والعشرين، صار أول شخص تمكن من فصل عنصري الصوديوم والبوتاسيوم. وقد فعل هذا بتمرير تيار كهربائي على مصهورات هاليدات هذه العناصر. وكان أول من فصل الباريوم والكالسيوم والمغنسيوم والسترونتيوم.

إسهامات همفري دايفي في مجال العلوم

كان همفري دايفي ابنا لنحات خشب فقير من مقاطعة كورنوول في إنجلترا توفي عندما كان همفري دايفي في السادسة عشر من عمره. ولكن اعتماداً على موهبته واجتهاده، صار همفري دايفي شخصية رائدة في مجال العلوم في أوائل القرن التاسع عشر؛ حيث بدا نشاطه واضحا في العديد من المجالات. فقد عمل دايفي كمساعد جراح وصيدلي كي يعول أسرته. وتحول بعد ذلك إلى دراسة الكيمياء بعد أن قرأ كتاب أنطوان لافوازييه ١٧٨٩ .

ذاعت شهرة دايفى لأول مرة قبل أن يتم العشرين من عمره عندما كان يجعل من نفسه حقلاً للتجربة (والخطير في الأمر أنه استمر طيلة حياته يجري التجارب على نفسه)؛ حيث كان يجرب غاز أكسيد النيتروز على نفسه. فقد كان استنشاق هذا الغاز يؤدي إلى الإصابة بحالة من التسمم وتخدير الآلام — بالرغم من تسميته بالغاز المضحك. حاول دايفي أن يبرهن أن هذا الغاز يمكن استخدامه كمخدر في الجراحات الأقل خطورة وفي طب الأسنان. لم يلق هذا الاقتراح أي اهتمام إلا بعد مرور أكثر من . ٤ عاما حينما ذاعت شهرة الغاز المضحك وأصبح أحد الطقوس الضرورية في الحفلات الأنيقة.

جاء دخول دايفي إلى المجتمع العصري في عام ١٨٠١ من خلال توليه لمنصب محاضر في المعهد الملكي الذي تم تأسيسه مؤخراً في لندن (١٧٩٨). في ذلك الوقت، قام دايفي بالبحث والتعمق في مجال العلوم وسرعان ما أصبح أستاذا في علم الكيمياء وبعد ذلك مديراً لذلك المعهد. كذلك، فقد ابتكر التقليد الذي صار نهجا لأكثر من ٠ ١ عام وهو عرض النتائج التي تم التوصل إليها من البحث في مجال العلوم أمام الجمهور من الرجال والنساء في أثناء الحفلات الليلية. وسرعان ما صار هذا التقليد جزءاً لا يتجزأ من أنشطة الحياة الاجتماعية.

قدم دايفي العديد من الاكتشافات المهمة بما يتضمن ذلك اكتشافاته في مجال الكيمياء الكهربائية (١٨٠٧) وتصحيح زعم أنطوان لافوازييه (١٧٧٥) بأن جميع الأحماض تحتوي على أكسجين. كذلك، فقد كان دايفي مخترعا بدرجة كبيرة؛ حيث إن اختراعه لمصباح الأمان المستخدم داخل المناجم في حوالي عام ١٨١٥ كان السبب الرئيسي في شهرته بين الناس. لكنه لم يكن مجربا حذراً ومجتهدا، وقد تفوق عليه بالفعل مايكل فاراداي (١٨١٣) الذي كان يعمل مساعداً له - في مجال العلوم وغيرها من شئون الحياة اليومية. كان دايفي ينظر إلى البارع فاراداي - الذي ينحدر من أصل متواضع مثله - على أنه "أعظم اكتشافاته"، على الرغم من اعتراضه على انتخاب فاراداي في الجمعية الملكية مرتين.

يرتبط التقدم في العلوم الطبيعية ارتباطاً وثيقاً بازدهار المرءوتقدمه بما يفوق عادة تخيل أي من عقول البشر. فإنك تدين للفلسفة التجريبية بأكثر المزايا المهمة والفريدة في عالمنا اليوم. لا يرجع الفضل في هذا التقدم وأفضلية الحياة الكريمة للشخص في الأساس إلى الغزو الأجنبي بصورة رئيسية، ولكنه يرجع إلى تدخل الطبيعة داخل اموطن الذي تعيش فيه. -- همغري دايغي

نال دايفي الكثير من أوسمة الشرف. فقد حصل على زمالة الجمعية الملكية عندما كان عمره لا يتعدى ٢٥ عاما ثم أصبح رئيسا لها بعد ذلك لمدة ثلاثة أعوام. كذلك، فقد حصل على لقب فارس عام ١٨١٢ أي قبل ثلاثة أيام من زواجه من أرملة ثرية. لقد استمتع بشهرة واحترام بين الجميع إلى جانب استمتاعه بحياة كريمة. وقبل أن يتجاوز 41 من عمره، توفي دايفي في إطار من الجدل حول سبب الوفاة والذي قد يكون بسبب التأثيرات المتراكمة عن إجراء التجارب على نفسه على مدار أعوام عدة.

إسهامات همفري دايفي في مجال التحليل الكهربائي

اشتهر الإنجليزي همفري دايفي (١٨٠١) باختراعه مصباح الأمان المستخدم في المناجم والمصباح القوسي الكهربائي. ترأس دايفي المعهد الملكي في لندن وساهم في اكتشاف العالم مايكل فاراداي وتقديمه للأوساط العلمية.

اعتمدت شهرته في العلوم إلى حد كبير على دراساته الرائدة في مجال "التحليل الكهربائي". لقد صاغ هذه الكلمة لتدل على حالة التحلل التي تصيب العديد من السوائل بواسطة التيار الكهربائي المكتشف حديثا آنذاك. كان دايفي واحداً من أوائل من اتبعوا الاكتشاف الذي توصل إليه زميلاه نيقولسون و كارلايل في عام 1800 بأن الكهرباء المارة عبر ماء تحتوي على قليل من الحمض يتولد عنها فقاعات من الهيدروجين والأكسجين؛ أي أن مركب الماء تحلل إلى عنصرين أساسين يشكلانه في التركيب.

لم أجد في حياتي م هو أفضل من الإنجازات العلمية ولإخفاء التميز والاحترام. --- همفري دايفى

تمثلت فكرة دايفي الأولى (وهي فكرة عميقة كما أثبت التاريخ بعد ذلك) في العمل على تحليل الماء إلى عناصره المتضمنة لتلك العمليات المشابهة التي ينتج عنها التيار الكهربائي باستخدام عمود فلطائي عام ١٧٩٦ . يمكن أن تتسبب التفاعلات الكيميائية في دفع التيارات الكهربائية والعكس صحيح. لذا، أطلق على الدراسة الجديدة اسم الكيمياء الكهربائية. إن استعداد المواد في الأساس للتفاعل كيميائيا (وهو الشيء الذي أطلق عليه اسم "الألفة") هو في آخر الأمر استعداد كهربائي بطبيعته.

لقد تساءل دايفي عن قدرة التحليل الكهربائي على تحليل مجموعة معينة من المواد، مثل: ملح الطعام والجير والصودا وهي المواد التي أثيرت حولها الشكوك لفترة طويلة في أنها مركبات وليست عناصر ولكنها تتمتع بمقاومة شديدة في مقابل تعرضها للحرارة والمواد الكيميائية العادية. لقد نتج عن إجراء التحليل الكهربائي لمحاليل هذه المواد في الماء الهيدروجين والأكسجين فقط. تمثلت فكرة دايفي الجديرة بالملاحظة في القيام بإذابة هذه المواد قبل أن يمر من خلالها التيار الكهربائي.

نجحت هذه الفكرة في عام ١٨٠٧. فقد استطاع دايفي الحصول على معدن جديد أطلق عليه الصوديوم من الملح المذاب، كما حصل على البوتاسيوم من البوتاس المذاب. كذلك، فقد توالى أمر الحصول على كل من الكالسيوم والسترنشيوم والماغنسيوم والباريوم بالطريقة نفسها. أثبتت هذه المواد خفيفة الوزن أنها نشطة جدا وتتفاعل بقوة وأحياناً بشدة مع الهواء والماء. إن ذلك الاستعداد للتفاعل هو السبب في صعوبة استخلاص هذه المعادن من مركباتها.

أهم إنجازاته

إصابته ووفاته

إن التجارب التي كان يقوم بها عرضته للخطر كثيرا، ومن خلال اكتشافه للصوديوم أودت بعينه اليمنى إثر انفجار حدث له في المختبر من جراء الصوديوم. وقطع اصبعين له وفي الأيام الأخيرة لحياته لم تساعده صحته كثيراً فمرض باكراً وحاول أن يعالج نفسه بنفسه إلى أن توفي عام 1829.