هجرات سومرية

ان مجيء السومريين وزمن هجرتهم إلى وادي الرافدين وتحديد الجهة التي نزحوا منها يعد من القضاياالمهمة التي شغلت بال المورخين والباحثين في حضارة العراق القديمة حتى باتت تعرف عندهم ب"القضية السومرية"[١] وذلك لعدم وجود إشارة صريحة تفصح عن موطن السومرين الأول في مانقب من الواح غضارية عدا(ما نقله السومريون عن أنهم تركوا موطنافي ارض جبلية يمكن الوصول إليها بحرا).[٢] هذه الإشارة وان كان يكتنفها الغموض حاول جملة من الباحثين البناء عليها بغية كشف ذلك الموطن فبرزت عندهم اراء عدة.

الهجرة إلى وادي الرافدين

نظرية الهجرة من الخليج

يرى المؤرخ بروسوس أنهم جاءوا عبر الخليج العربي بقيادة زعيم يدعى أوانس.[٣] ويضيف جواد علي الذي تبنى الرأي نفسه "جاءوا إلى العراق من البحرين في حوالي السنة 2100 ق.م وقد عرفت البحرين باسم دلمون (تلمون) DILMON في نصوص السومريين وقد كانت البحرين محطة مهمة ينزل فيها الناس في هجراتهم نحو الشمال".[٤] يعتمد هذا الراي الذي اورده بروسوس ورجحه جواد علي النظرة القدسية الخاصة والتي كانت تحيط بدلمون عند السومريين[٥] والتي نجدها حاضرة في بعض القصص الشعبي والاساطير السومرية كملحمة جلجامش وأسطورة إنكي وننخرساك.[٦] ان المرجح في هذا الراي اعتبار ارض البحرين محطة نزل بها السومرين عند مقدمهم من موطنهم الأصلي قبل أن يستوطنوا وادي الرافدين. وذلك لان أرض البحرين سهلية وليس فيها سوى مرتفع واحد هو جبل الدخان[٧] وهذا يتعارض مع ما ذكر حول موطن السومرين الأول.

نظرية الهجرة من الهند

يورد الدكتور جون ألدر رأيا اخر عن هجرة السومريون فيقول ما نصه:"ولايعرف المؤرخون على وجة التحديد من اين اتى هذا الجنس ؟ ولكن أفرادة كانت ملامحهم تشبة إلى حد كبير ملامح سكان أفغانستان وبلوشستان ووادي الهندوس، حتى أختامهم المثلثة الشكل كانت نفس الاختام التي اكتشفت في حفائر ذلك الوادي، أما حضارتهم وهندسة بناياتهم وفنونهم كانت تشبة حضارة وفنون سكان شمال غرب الهند وعلى ذلك نستطيع ان نقول أنه ربما أتى بعض من هؤلاء من جنوب إيران والبعض الاخر من شمال الهند عن طريق البحر واستقر بهم المقام هناك. ولقد عرفت هذة الأرض في ما بعد ارض سومر.[٨]

ومما ذكر في سبيل تعزيز هذا الرأي (ان الذي يتأمل في الرسوم والنحت في معابد السومرين ومبانيهم يلمح اثار الهند بكل وضوح، ولاسيما في الرسوم التي وجدت في خرائب مدينة "ديالا" السومرية، ومثل هذة الملامح تبدو كذلك واضحة المعالم في رسوم الأكاديين الذين ظهروا بعد السومرين.[٩] كما من الملاحظ أنهم ربوا قطعان من الجاموس يعتقد ان موطنها الأصلي الهند، فقد ثبت ان هناك نوع من الجاموس الوحشي الذي لايدر الحليب. وفي الفلبين لايزال الجاموس عندهم من النوع الذي لاينتفع من حليبه.[١٠]

ومما يمكن ان نعده تعزيزا آخر لهذا الراي ماوجد من أحجار رصعت بها أعين بعض التماثيل مثل "القثارة الملكية" ذات رأس الثور فقد كان هذا الحجر من نوع اللازورد الأزرق وهو حجر غير موجود في منطقة ما بين النهرين والمناطق المجاورة ويشتهر وجودة في أفغانستان في بيشاور وقد كان موجود في تلك المرحلة في قمم جبال باكستان.

الخروج من عيلام

اما الخبير الاثاري هند كوك يرجح ان السومرين جاءوا من المنطقة العيلامية البطانحية حيث كان السومريون والعيلاميون يتكلمون بلغة غريبة غير سامية وكلاهما ورث عن أجداد العيلاميين ثقافة واحدة مشتركة وكلاهما استعمل الكتابة المسمارية. ويؤيد ذلك فرانك فورت أيضا ويضيف إلى ذلك "إن الخزف الذي صنعة السكان في جنوب ما بين النهرين يبين جيء به من فارس وقد احتفظوا في البداية بالرسوم الهندسية الشديدة التشابك التي كانوا يستعملونها في بلادهم الاصلية".[١١] وقد رجح هذا الراي احمد سوسة.[١٢] للتقارب في طبيعة البيئة والحياة بين السومرين والعيلامين.

الهجرة من الأناضول

أما أهم الاراء التي خلصت إليها الابحاث الأخيرة ترجح أن السومرين نزحوا من مدينة "كايونو" في الأناضول حيث تعتبر من أقدم المدن في العالم وهذة المدينة يرجع تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد وقيل ان مستوطنيها نزحوا إلى وادي الرافدين لنقص الغذاء أو كثرة السكان وفي هجرتهم هذة اخذوا القمح معهم وقاموا بزراعتة في وادي الرافدين. ويذكر انهم أول من توصل إلى زراعتة وهنالك دلائل على ذلك منها ان القمح ينبت في ارضها بصورة طبيعية ويعتقد ان إنسان كايونو تعلم زراعة الحنطة بعدما استثمر تلك الحنطة البرية. ويذكر أنه وجد في تلك المنطقة أدوات لطحن حبوب الحنطة وهذة الادوات مصنوعة من الحجر وهي تشبة الاناء ومعها اداة أخرى تشبه القضيب تطحن تلك الحنطة. ولا زال المشتغلون على ألواح سومر وفك ألغاز حروفها أمثال العالم كزيو ماكاوا من جامعه كيوتو وغيره في طور كشف المزيد من تلك المعلومات.

المنشأ الرافديني

اما المؤرخ الكبير طه باقر فيحتمل ان السومرين لم يأتوا من جهات بعيدة خارج القطر وإنما كانوا أحد الأقوام الذين عاشوا في جهة ما من وادي الرافدين في عصر ماقبل التاريخ ثم استقروا في السهل الرسوبي منه في حدود الالف الخامس قبل الميلاد أو بعد ذلك الزمن عندما أصبح هذا السهل صالحا للسكنى.[١٣]

مصير السومريين بعد اندثار حضارتهم

يظهر عرض اراء الباحثين في القضية السومرية شبه إجماع على قول بأن السومرين من الاقوام الوافدة إلى وادي الرافدين التي أسست لحضارة ظلت متواصلة لما يزيد على ثلاثة آلاف عام متتالية. اما الوجهة التي اتخذتها تلك الاقوام بعد افول حضارتها فقد تعارضت فيها اراء الباحثين، فمنهم من ذهب إلى القول بذوبانهم في الاقوام الأخرى التي سكنت العراق، ورجح اخرون نزوحهم خارج وادي الرافدين، وذهب فريق ثالث إلى القول بوجود باقية لهم في اهوار جنوب العراق احتفظت بملامحها والكثير من طرق معيشتها الأولى التي تؤيد تلك الصلة. ومن أبرز الآراء حول مصير السومريين.

الانتقال إلى الأهوار

يقول هنري فيلد "ان سكان الاهوار هم النسل المباشر للسومرين الذين عاشوا في العراق قرابة خمسة الالاف عام خلت، وانهم دفعوا للحياة في الأهوار لغرض الحماية"[١٤] وقد ذهب إلى ذلك الراي ويلفرد سيكر حيث يقول : (فقد كانت هذة الاهوار ملجأ أمينا لبقايا الشعوب المغلوبة منذ أقدم عصور التاريخ).[١٥] وممن يؤيد ذلك الراي العالم الآثاري سيتن لويد، فحينما تحث عن سكان الأهوار يقرر "إن حياتهم وظروفهم تشابه لحد بعيد حياة اؤلئك الاقوام القدماء الذين استوطنوا الدلتا التي كانت في دور الجفاف في عصور ماقبل التاريخ، وان مضايف شيوخهم الجميلة المدورة التي تشبة بناء الكنائس والمبنية كلها من القصب والطين تقرب لحد كبير جدا من ما يمثل الهياكل الاصلية للمعابد السومرية في الالف الرابع قبل الميلاد".

يبدو أن طرق معيشة سكان الاهوار المخالفة لجيرانهم البدو وغيرهم جعل بعصض الباحثين يعتقد بأنحدار سكان اهوار جنوب العراق من السومرين الأوائل، ولم يلتفتوا إلى ان البيئة هي التي فرضت على إنسان اهوار الجنوب نوع معيشتة وطريقتها لحصول الموائمة والتكيف، وليس طرق المعيشة مختصة لجيل من الناس أو عرق من الاعراق، فقد استوطنت كثير من القبائل البدوية تلك المناطق.

إن فكرة انحدار سكان أهوار الجنوب من السومرين جعلت بعض الدارسين المحليين يفترض وجود جماعة مستقلة أو قبيلة معينة حافظت على كيانها عبر التاريخ لتكون شاهدا على تلك الصلة، وقد ذكروا تلك الجماعة بغير حجة تاريخية أو دليل معتبر، ساقهم إلى ذلك تقارب الالفاظ بين كلمة "سومر" وتلك الجماعه، كما فعل مهدي الحسناوي في كتابة الموسوم (الأهوار حضارة سومر) حيث يقول في معرض حديثة عن عشيرة الصيامر:"ويقول البعض ان هؤلاء من احفاد السومرين وانتقلت تسميتهم من (سيامر) إلى (صيامر)".[١٦] وقد ذكر ذلك الراي قبله عباس عزاوي[١٧] نقلا عن محمد حسن حيدر والمرجح تاريخيا ان أصل تسمية صيامر نسبة إلى نهر من انهار البصرة[١٨] يقال له الصيمر أو إلى قرية الصيمرة التي كانت على صدر ذلك النهر[١٩] ثم اندرست عند اندراس البصرة القديمة فتفرق سكانها إلى البطائح ولقبوا باسم قريتهم.[٢٠] وقد ذكر تلك القرية المندرسة غير واحد من الجغرافيين أمثال ابن حوقل وياقوت الحموي.[٢١]

الهجرة إلى فلسطين

يذكر جون ساسون في كتابه"من سومر إلى أورشليم": "إن الآثار التي اكتشفت تخبرنا بأن مدن سومر هدمت حوالي 2000 ق.م ولكن القصة التي تذكر تهديم مدن السومرين لاتقول ان السومرين قضي على مدنهم، ولاتقول لنا كذلك انهم اختفوا كشعب، وانما تشير إلى انهم تفرقوا وخرجوا من تلك المنطقة، أي انهم بقوا كناس مميزين ولكنهم خرجوا من ارض سومر ورحلوا عنها، ولم يخرجوا من ارض سومر وحدها بل تركوا وادي الرافدين كله، وذهبوا شمالا باتجاة حاران، وتقول التوراة ان هذة الجماعة كانت مكونة من إبراهيم النبي وتارح وابية لوط وغيرهم". ويقول ساسون ان هذه المجموعة كانت تتكلم اللغة الأكادية (وهي لغة سامية) عندما كانت في سومر بعد أن اندثرت اللغة السومرية، وتبنت بعد ذلك لغة قريبة من الكنعانية ثم الكنعانية التي تفرعت عنها اللغة العبرية التي تكلمها اليهود في ما بعد.[٢٢]

ويضيف ساسون ان عدم ورود اسم سومر في التوراة ضمن مايسمى بملائمة الشعوب حيث جاء في سفر التكوين القول "وأبناء سام عيلام وآشور وازفخشد ولود وآرام) كما هو واضح من هذه الأسماء فإن سومر لم يذكر في اللائحة، المذكور هو سام وبعض الأسماء التي اطلقت على بلدان ظهرت في اوقات مختلفة على مقربة من سومر (لايعرف شيء في الوقت الحاضر عن ارفخشد ولود).ويتساءل ساسون عن سبب عدم ذكر سومر مع انها منطقة كانت في القلب من بقية الاقطار المذكورة. ويقول على ان الجواب على هذا التساؤل الذي أصبح اليوم مقبولا من قبل الباحثين هو ماذكرة الاثاري المعروف صموئيل نوح كرايمر في كتابة" السومريون" حيث يقول أن سومر تكتب في الالواح المسمارية (شُومر) وليس سومر وسام الذي يكتب (شُم) في التوراة[٢٣].

إن فكرة ارجاع الأصل اليهودي إلى عنصر ذات حضارة عظيمة لم يكن وليد فرضية جون ساسون بل سبق إلى ذلك العالم النفسي المعروف سيغموند فرويد حينما حاول ربط اليهودية بالعنصر المصري والحضارة الفرعونية.[٢٤] اما بخصوص ماذكرة ساسون حول نزوح سكان سومر الجماعي –على فرضية حدوثة – وربطة بنصوص توراتية تشير إلى خروج إبراهيم الخليل مع عائلتة وتارح وأبيه لوط ماهي إلا محاولة من الكاتب لإثبات الاصل السومري لإبراهيم وهذا يتعارض مع رواية التوراة نفسها التي تذكر ان إبراهيم ينتمي إلى القبائل الآرامية وهي قبائل نزحت من وطنها الاصلي في جزيرة العرب واستقرت على ضفاف الفرات في شمال سوريا ثم نزل بعض اسرها إلى العراق ومن جلتهم أسرة إبراهيم.[٢٥]

والامر الاخر الذي يجب الإشارة إليه هو أن خروج إبراهيم إلى حران لم يكن جماعيا حتى يكون دليلا على أنه هجرة سومرية وانما برفقة افراد كما اشارت إلى ذلك التوراة نفسها. أما بخصوص محاولة إيجاد توافق بين لفظة شام أو سام وشومر فهي ظاهرة البطلان لما يوجد بين اللفظين من فرق شاسع يضاف إلى ذلك ان المجموعة السامية التي تذكرها رواية التوراة[٢٦] من عيلامين وآشوريين وارفكشاد ولوديين وآراميين وإن كانت تضم غير الساميين من لوديين وعيلاميين.[٢٧] لاتوجد بينهم وبين السومرين أي صلة من الناحية اللغوية أو الأنثروبولوجية.

المصادر

  1. ^ باقر، طاهر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1973, ص 59.
  2. ^ سوسة، احمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات الاثارية والمصادر التاريخية، ج1, دار الحرية للطباعة، بغداد، 1983, ص 549.
  3. ^ غنيم، عبد الرحمن ,اليهود بين القران والتوراة ومعطيات التاريخ القديم، دار الجليل، دمشق، 2000. ص116.
  4. ^ علي ,جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج1, اوند دانش للطباعة والنشر، ط1, 2006، ص447.
  5. ^ ينظر كريمر، صموئيل، الاساطير السومرية، ترجمة عبد القادر، يوسف داود، مطبعة المعارف، بغداد، 1971, ص85.
  6. ^ باقر، طه, مقدمة في ادب العراق القديم، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، مصر، 2004,ص81.
  7. ^ البستاني، كرم، المنجد في اللغة والاعلام، قسم الاعلام، دار المشرق، بيروت، 1973,ص118.
  8. ^ الندوي، د.محمد إسماعيل، تاريخ الصلات بين الهند والبلاد العربية، دار الفتح، بيروت، بدون تاريخ. ص8.
  9. ^ الندوي، د. محمد إسماعيل، المصدر السابق، ص7.
  10. ^ سوسة، احمد، المصدر السابق، ص407.
  11. ^ فرانكفورت، هنري، فجر الحضارتا في الشرق الادنى، ترجمة خوري، ميخائيل ,بيروت، 1965,ص62.
  12. ^ سوسة، احمد، المصدر السابق، ص368.
  13. ^ باقر ,طه، المصدر السابق ,ص64.
  14. ^ سليم، د.شاكر مصطفى، الجبايش، دراسة انثروبولوجية لقرية في اهوار العراق، اطروحة دكتوراة في الفلسفة مقدمة لجامعه لندن, ج1, مطبعة الرابطة، بغداد, 1956, ص25.
  15. ^ تيسكر، ولفرد، المعدات أو سكان الاهوار، ترجمة الدجيلي، باقر، بغداد، 1956,ص15-16.
  16. ^ الحسناوي، مهدي، الاهوار حضارة سومر جنائن الماضي.. سحر الحاضر، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2004,ص165.
  17. ^ العزاوي، عباس، عشائر العراق، ج4, منشورات الشريف الرضي، قم, ط1, 1956,ص62.
  18. ^ ابن الاثير عز الدين ابي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم، اللباب في تهذيب الانساب ,ج2,دار الكتب العلمية، بيروت، 2000,ص59.
  19. ^ القلقشندي، ابي العباس احمد بن علي، صبح الاعشى في صناعة الانشا.ج4,وزارة الثقافة والإرشاد القومي المؤسسة المصرية العامة, مصر، بدون تاريخ ,ص368.
  20. ^ العامري، ثامر عبد الحسن، موسوعه العشائر العراقية، ج5, دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1993,ص234.
  21. ^ الحموي, الشيخ الامام شهاب الدين ابي عبد الله ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، ج5, دار احياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ، ص215.
  22. ^ غنيم، عبد الرحمن، المصدر السابق.ص114, نقلا عن مقالة لحس، جعفر هادي، فرضية يهودية جديدة، جريدة الحياة : العدد 11373 – لندن 7/4/1994.
  23. ^ غنيم، عبد الرحمن، المصدر السابق، ص113.
  24. ^ فرويد، سيغموند، موسى والتوحيد، ترجمة طرابيشي، جورج, دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 1948, ص10.
  25. ^ سوسة، احمد، العرب واليهود في التاريخ، العربي للاعلان والطباعة والنشر، دمشق، ط2، بدون تاريخ، ص252.
  26. ^ الكتاب المقدس ,سفر التكوين، الاصحاح العاشر، ط4, لبنان، جمعية الكتاب المقدس، العهد القديم، الاصدار الثاني، 1995, ص12.
  27. ^ دروزة, محمد عزة، تاريخ الجنس البشري في مختلف الاطوار والادوار والاقطار ,ج1,صيدا, لبنان, 1946,ص18.