نيكولو فونتانا تارتاغليا

ذاع صيت نيقولو تارتجليا، عالم الرياضيات والمهندس الإيطالي الذي قام بتعلم الرياضيات بنفسه، من خلال الحلول التي قدمها للمعادلات الرياضية الصعبة.

ولقد كان هناك في ذلك الوقت تنافس شدید بین علماء الرياضيات على إثبات صحة نظرياتهم، تلك النظريات التي كانوا يحاولون وضعها بشكل سري. ولقد أثرت المنافسة الشديدة التي كانت بينه وبين أقرانه، خاصة جيرولامو کاردانو، على حياته بشكل كبير.

لقد استخدم تارتجليا نظرياته الرياضية من أجل تحليل حركة القذائف مثل قذائف المدافع والرصاص (فلقد اهتم هذا العالم كغيره من الباحثين في هذه الفترات التي كان يسودها عدم الاستقرار بالأمور الخاصة بالحصون وغيرها من الأمور العسكرية). ولقد اكتشف هذا العالم أنه بمجرد إطلاق النار، تتبع الرصاصة أو القذيفة مسارا يطلق عليه القطع المكافئ الذي يمكن توضيحه ریاضیا. ولقد نشر هذه النظرية في كتابه A New Science الذي صدر عام 1537. ولقد ساعدت هذه النظرية مستخدمي المدافع في التصويب بشكل أكثر دقة.

لقد تطابقت هذه النظرية تماما مع القوانين التي وضعها جاليليو (1604) والتي تشرح كيفية تحرك الأجسام تحت تأثير الجاذبية.

الشيء، الذي لفت الانتباه أيضا هو أن القطع المكافئ سالف الذكر قد تم تعريفه على أنه ای شکل بنشا عن قطع مخروط مجسم بطول خط مواز لأحد أضلاعه المائلة. ولقد ساعد هذا الأمر في إدراك الدور المهم الذي يلعبه علم الرياضيات وبدأت الرياضيات تدخل في جميع المجالات على مستوى العالم. ولقد عبر جاليليو عن هذه النقطة قائلا: "إن الرياضيات هي اللغة التي تكتب بها كتب الطبيعة".

لقد كان تارتجليا يطلق لحيته دائما، وذلك لكي يتمكن من إخفاء الندبات المفزعة التي كانتتغطي فکه، ولقد أصيب بهذه الجروح وهو لا يزال شابا إثر ضربه بالسيف عندما هجم الغزاة الفرنسيون على القرية التي كان يعيش فيها. ولقد أثرت هذه الإصابة أيضا على قدرته على الكلام، ولذلك أطلق عليه هذا الاسم والذي يعني "المتلعثم".