نوربيرت إلياس

نوربير إلياس (بالألمانية: Norbert Elias) (22 يونيو 1897 - 1 أغسطس 1990) عالم اجتماع ألماني من أصل يهودي.

حياته

ولد نوربير إلياس في عائلة يهودية. جُنِّد أثناء الحرب العالمية الأولى ثم شرع في دراسة الفلسفة والطب. فر هارباً من ألمانيا بعد صعود الاشتراكية القومية (النازية) إلى فرنسا سنة 1933 ثم إلى بريطانيا، حيث أمضى أكثر باقي حياته وعمل محاضراً لعلم الاجتماع فى جامعة لايسستر بانجلترا عام ١٩٥٤. تقاعد عن العمل فى عام ١٩٦٢، ثم عمل أستاذاً لعلم الاجتماع بجامعة غاتا إبان الفترة من ١٩٦٢ حتى ١٩٦٤. قوبلت أعماله بإهمال نسبى إبان حياته، ولم يستطع أن يؤسس مدرسة فكرية فى علم الاجتماع، على الرغم من أن له اليوم عدداً لا باس به من المريدين فى جامعة أمستردام، وهى الجامعة التى أمضى فيها إلياس السنوات الأخيرة من حياته. وقد منح جائزة تيودور أدورنو فى عام ١٩٧٧، وجائزة أمالفى عام ١٩٨٨ عن دراسته المعنونه "مجتمع الأفراد"، المنشور عام ١٩٨٨.وعمل خلال الفترة من عام ١٩٧٩ وحتى عام ١٩٨٤ زميلاً بمركز البحوث المتعددة التخصصات بجامعة بيليفيد (بألمانيا). أما أهم مؤلفاته فهو كتاب "عملية قيام الحضارة" الذى نشر باللغة الألمانية عام ١٩٣٩، وهو الكتاب الذى لاقى إهمالاً طويلاً إلى أن ترجم إلى الانجليزية مرتين الأولى عام ١٩٧٨، والثانية عام ١٩٨٢.

أعماله

أعماله بالألمانية لم تستلفت الأنظار فلم يحصل على منصب مدرس بجامعة لايستر. لم تنشر أطروحته عن مجتمع البطانة (التي حررت سنة 1933 ولم تناقش قط) ولا أول أثر له عن عملية التمدن (الذي صدر ببازل بالألمانية قبل الحرب) إلا في 1969. تتناول أعماله مسائل عديدة:

  • تاريخ ضبط النفس وكظم المشاعر
  • الرياضة
  • الموسيقى
  • التعامل مع الموت
  • التعامل مع الزمان

ومن بين مؤلفاته الأخرى العديدة: كتاب "ماهو علم الاجتماع"، المنشور عام ١٩٧٠، وكتاب "مجتمع المحكمة" الصادر عام ١٩٦٩، وكتاب "وحدة المحتضر" المنشور عام ١٩٨٢، وكتاب "الالتزام والتباعد" المنشور ١٩٧٨، وأخيراً "مقال عن الزمن"، المنشور ١٩٨٤.

وقد سيطر على كتابات نوربرت إلياس فى علم الاجتماع مبدآن أساسيان هما: الأول، اهتمامه الحثيث بفهم عملية الحضارة، التى عرفها بأنها العملية التى تحل فيها الضوابط الداخلية والأخلاقية للسلوك محل الضوابط الخارجية. والمبدأ الثانى، هو انتقاده اللاذع لكل من الوظيفية والبنائية على السواء بسبب ميلهما التى تشييئ العمليات الاجتماعية. فى مقابل ذلك دعا إلى أن يضطلع علم الاجتماع بدراسة الأشكال والعمليات الاجتماعية، حيث يقدم الصياغة النظرية للتدفق المستمرو اللانهائى للعمليات والعلاقات الاجتماعية. ويبدو أن هذا هو السبب فى أنه اختار لكتابه عنوان "عملية قيام الحضارة" وليس "الحضارة". وقد تعرضت أعمال إلياس للنقد انطلاقا من اعتبارين أساسيين، أولهما، عدم وضوح الآلية أو الأسباب التى تكمن وراء انتاج عمليات قيام الحضارة. ثانيهما، عدم استناد نظريته إلى شواهد إمبيريقية تدعمها، على اعتبار أن المجتمعات الحديثة اليوم تبدو بعيدة أشد البعد عن التحضر بسبب انتشار العنف و الوحشية فى كل مناحى الحياة اليومية.

أفكار

سعى نوربير إلياس إلى تجاوز التناقض التقليدي بين الفرد والمجتمع. ذلك أن الأفراد المستقلين يكونون الذي ليس خارجًا عنهم بالتالي: ليس المجتمع مجرد مجموع الوحدات الفردية (الفردانية المنهجية) ولا كيانًا مستقلا عن الأفعال الفردية (الن نظرية الشاملة).

لمفهوم الترابط أهمية خاصة عند إلياس.

"على غرار ما يجري في الشطرنج فكل عمل يقام به في استقلال نسبي هو حركة على الرقعة الاجتماعية تسبب حتمًا حركة مضادة من فرد آخر (وهي بالأحرى حركات مضادة كثيرة من أفراد كثيرين على الرقعة الاجتماعية) تحد من حرية تصرف اللاعب الأول." -- (مجتمع البطانة)

من أهم أصدقائه ياسين المنصوري التطواني