نموذج (علم الاجتماع)
النموذج (بالإنجليزية: Model) خلع علماء الاجتماع على هذا المصطلح معان متعددة ومختلفة. ففى بعض الحالات استخدم باعتباره مرادفاً للنظرية، على أنه فى حالات أخرى استخدم للإشارة إلى نسق من المفاهيم المجردة عند مستوى أكثر عمومية من النظرية. كما استخدم بالمثل للإشارة إلى النموذج الإحصائى كما هو الحال فى بناء النماذج العلية. وأيا ما كان التعريف المستخدم، فإن جوهر النموذج هو أنه يتطلب اشتغال الباحث بالنظرية ومن ثم تجنب النزعة الإمبيريقية.
وتهدف النماذج فى الأساس إلى تبسيط الظواهر كمساعدة فى عملية الصياغة المفاهيمية والتفسير. وتعتبر البنائية الوظيفية فى علم الاجتماع نموذجاً بالمعنيين الأولين اللذين أوردتاهما أعلاه، حيث أنها تزودنا بإطار مرجعى رحب (مبداً ما وراء نظرى يذهب إلى أن المجتمع أشبه بالكائن الحى) ومجموعة من القضايا المفاهيمية (نظرية توضح كيف تتكامل أجزاء المجتمع وتسهم فى الأداء الوظيفى للكل). وحيث يتم تحديد فرضية حول العلاقة بين المفاهيم، وحيث يمكن قياس هذه المفاهيم يمكن لنا أن نتحدث عن نموذج إجرائى (Operational Model). وأحيانا ما يعبر عن تلك الرسوم فى صورة بيانية، ويمكن أن تصاغ بطريقة أكثر صورية فى صيغ رياضية كما هى الحال فى نماذج تحليل الانحدار، ونموذج التحليل اللوغاريتمى الخطى. وتنطوى عملية بناء النماذج - التى تعد أحد الأبعاد الأساسية لعلم الاجتماع الرياضي - على تتقيح النماذج بدءاً من مرحلة مسارات الرسم إلى التعبير الرياضي الصوري وقد تكون النماذج العلية على أى من الشاكلتين. و أيا ما كانت الصورة التى تتخذها النماذج، فإن النموذج يعد بمثابة عامل معاون للنشاط النظرى المعقد، وهو يلفت انتباهنا إلى المتغيرات أو المفاهيم وعلاقتهما المتبادلة.