نظرية النطاق المتوسط (علم الاجتماع)

نظرية النطاق المتوسط أو النظرية متوسطة المدى (بالإنجليزية: Middle Range Theory) نمط من النظريات تبناه عالم الاجتماع الأمريكى الذائع الصيت روبرت ميرتون في سفره المعنون: النظرية الاجتماعية والبناء الاجتماعي، المنشور عام 1957، لكى يجسد الفجوة بين الفروض المحدودة للدراسات الإمبيريقية النزعة والنظريات الكبرى المجردة على شاكلة تلك التى أنتجها تالكوت بارسونز. وهي نهج للتنظير الاجتماعي يهدف إلى دمج النظرية والبحث التجريبي. وهو حاليًا النهج السائد بحكم الواقع لبناء النظرية الاجتماعية، خاصة في الولايات المتحدة.

تبدأ نظرية النطاق المتوسط بظاهرة تجريبية (على عكس الكيان التجريدي الواسع مثل النظام الاجتماعي) وتستخلص منه لإنشاء بيانات عامة يمكن التحقق منها بواسطة البيانات. يقف هذا النهج على النقيض من التنظير "الكبير" السابق للنظرية الاجتماعية، مثل الوظيفية والعديد من نظريات الصراع. جادل ريموند بودون بأن نظرية "النطاق المتوسط" هي نفس المفهوم الذي تسميه معظم العلوم الأخرى ببساطة "النظرية".

تهدف حركة علم الاجتماع التحليلي إلى توحيد هذه النظريات في نموذج متماسك على مستوى أعلى من التجريد.

يصف روبرت ميرتون النظريات المتوسطة المدى بأنها: "نظريات تقع بين الفرض المحدود والضرورى فى نفس الوقت، والذى - رغم محدوديته - يتبدى كثيرًا فى الممارسة البحثية اليومية، وفي خضم الجهود النظرية الشاملة لتطوير نظرية واحدة تفسر كافة صور التماثل فى السلوك الاجتماعي، والتنظيم، والتغير الاجتماعى". و لقد أوضح ميرتون - على نحو متسق مع هذا التعريف - ضرورة مثل هذا النوع من النظريات فى سلسلة مقنعة من المقالات السوسيولوجية فى مجالات مثل النظرية البنائية الوظيفية وعلوم اجتماع العلم والانحراف والتنظيم والمهن. ولقد أصبحت العديد من المفاهيم التى طورها فى إطار هذه التظريات جزء من ترسانة المفردات السوسيولوجية الأساسية مثل: الميل إلى الانسحاب، و الشعيرة، والوظائف الظاهرة والكامنة، وبناء الفرصة، والنموذج، و الجماعة المرجعية، ومركبات الأدوار، والنبؤة ذاتية التحقيق، والنتائج غير المقصودة. ولقد مارست فكرة النظريات المتوسطة المدى تأثيراً مباشراً وغير مباشر على الطريقة التى أصبح ينظر بها العديد من علماء الاجتماع لأعمالهم. ويمكن أن يجد القارئ عرضا كاملا للمناقشات المتى ولدها عمل ميرتون فى المجموعة الممتازة من التعقيبات على عمله التى حررها جون كلارك و آخرون بعنوان روبرت ميرتون: الإجماع والخلاف، المنشورة عام 1990.