نظرية ألفريد فيغنر
نظرية ألفريد فيغنر هي نظرية قدمها ألفريد لوثر فيغنر مفادها أنه كانت أفريقيا وأمريكا الجنوبية ملتحمتين على شكل كتلة قارية وحيدة. وخلال الكريتاسي تجزأت هذه الكتلة لتصبح قارتين إبتعدتا عن بعضهما كما هو الشكل لقطع من الجليد الّتي تتزحزح على سطح الماء. ولا زالت حدود هاتين القارتين تتطابق بشكل تام بينهما. وتنطبق نفس الملاحظة على أمريكا الشمالية وأوروبا اللتان كانتا تكونان كتلة قارية واحدة.
إسهامات ألفرد فاجنر في زحزحة القارات
إذا نظرت إلى خريطة العالم، فستجد في الحال مدى تشابه السواحل على جانبي المحيط الأطلنطي. فإذ لم يكن المحيط موجود في ذلك المكان الحالي، فسوف يتطابق شكل قارة أمريكا الجنوبية مع قارة أفريقيا على نحو شديد الوضوح. وكان العالم فرنسيس بيكون (١٦٢٦) هو من لاحظ ذلك. ولكن عادة ما تم تجاهل ذلك على أنه من قبيل المصادفة.
كان باحث الطقس الألماني ألفرد فاجنر في الثلاثينيات من عمره عندما تناول هنه الملاحظة لأول مرة بشكل جدي. وبينما كان يبحث في المجلات العلمية، اكتشف أدلة أخرى تكشف عن أنه كان هناك رابط ما بين قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية. فقد بدأ الكثير من بقايا حفريات النباتات والحيوانات في كلتا القارتين متشابهة إلى حد كبير، ولكن كان هذا الأمر معتادا عن طريق فكرة تخيل جسر أرضي كان يصل ذات يوم بين القارتين، ولكنه غرق الآن تحت المحيط.
اقترح العالم فاجنر شيئا أكثر تطرفاً تمثل في اعتقاده بأن كلتا القارتين قد التحمتا مع بعضهما البعض بشكل فعلي في وقت لم يكن فيه المحيط الأطلنطي موجودا. والأكثر من هذا هو اقتراحه أن القارات كلها كانت عبارة عن قارة واحدة كبيرة، امتدت بطول القطبين. فأطلق فاجنر على هذه القارة الكبيرة اسم أم القارات "بانجيا" وهو المعنى المشير إلى كل القارات. وقد تفككت هذه الأرض منذ حوالي 200 مليون سنة، ومنذ ذلك الوقت تزحزحت القارات إلى أن وصلت إلى أماكنها الحالية.
لم تستقبل الأفكار القليلة الجديدة بذلك العداء الذي تم به استقبال فكرة العالم فاجنر من قبل مختلف العلماء. فقد أدان الوسط العلمي العالمي هذه الفكرة، فيما عدا القليل من الاستثناءات، حيث تم النظر إليها على أنها فكرة سخيفة ولا أساس لها. وجاءت معظم الانتقادات الحادة واللاذعة فيما يتعلق بالاستياء من كون العالم فاجنر متخصصا في علم الأرصاد الجوية، وبالرغم من ذلك فإنه يقوم بوضع نظريات عن علم الجيولوجيا. من ناحية أخرى، فقد احتوت بعض الانتقادات التي وجهت إلى نظريته على العديد من النقاط الجيدة والمثيرة للاهتمام. ومن أكثر هذه الانتقادات أهمية، هي المتعلقة بالسؤال الذي يستفسر عن القوى القادرة على تحريك هذه الكتل الهائلة من الصخور الصلبة من خلال كتل هائلة من صخور صلبة في قاع المحيط.
كان لدى فاجنر العديد من الاقتراحات التي تتضمن قوة الجذب الشمسية أو القمرية ودوران الأرض حول نفسها، ولكن كانت كل هذه الاقتراحات غير كافية لتفسير فكرته. أما عن الكيفية التي انتقلت بها القارات كان لا يزال مجرد سؤال دون إجابة شافية حتى ذلك الوقت. ولكن حقيقة انتقال هذه القارات وتحركها من مكان لمكان تعتبر حقيقة مثيرة للاهتمام. فقد ظهرت هذه الحقيقة من خلال عدة عوامل؛ مثل تشابه شكل هذه القارات وتوزيع النباتات والحيوانات في الوقت الحاضر والماضي ووجود نوع متشابه جدا من الصخور بالإضافة إلى تطابق الرواسب المعدنية في الكتل الأرضية في كل القارات، والتي
انتشرت على نطاق واسع في الوقت الحالي، فضلا عن الأدلة التي تؤكد أن القارات المتعددة كان لها ذات يوم مناخ مختلف تماما عن الموجود حاليا. اعتقد فاجنر أن هذه النقطة الأخيرة، على وجه الخصوص، قادرة على إقناع الآخرين بصحة نظريته.
غالبا ما كان العالم فاجنر يتحمل النقد الشخصي، ولم يتوقف مطلقاً عن عملية تحسين وتطوير نظريته بصدد زحزحة القارات من أجل إقناع الكثيرين بها. وقد تمت طباعة كتابه The Origins of Continents and Oceans في أربعة إصدارات، حيث صدرت الطبعة الرابعة قبل وفاته مباشرة في عام ١٩٣٠ عن عمر يناهز ٥٠ عاما. وجذبه اهتمامه بالطقس والمناخ إلى السفر إلى جرينلاند لمرات عديدة، وفي رحلته الاستكشافية الأخيرة إليها توفى إثر إصابته بأزمة قلبية. وبعد ذلك التاريخ بثلاثة عقود، بدأ معظم علماء الجيولوجيا في قبول نظرياته وافتراضاته وقبول فكرة كونه على صواب بعد كل ذلك الوقت الطويل (١٩٥٣).
البرهنة عليها
- البرهان المرفلوجي: هو التطابق الهندسي لساحلي قارتين مطلتين على محيط (ساحل القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية مثلا)
- البرهان الجيولوجي: يتجلى في تطابق البنيات الصخرية القديمة بين القارتين .
- البرهان المستحاثي: يتجلى في تماثل المستحثات في القارات الجنوبية ويعتبر هذا البرهان من اقوى البراهين التي قدمها ويغنير
التطور المحتمل للقارات والمحيطات بعد 50 مليون سنة
ليس هناك أي سبب يوحي بعدم استمرار زحزحة القارات في الأزمنة الجيولوجية المقبلة. حيث ستصبح الوضعية النسبية للقارات كالتالي:
- ظهور كتلة قارية جديدة في منطقة الكاريب
- انفصال كاليفورنيا السفلى عن المنطقة الموجودة غرب فالق سان أندرياس
- زحزحة إفريقيا نحو الشمال مما سيؤدي إلى اختفاء البحر الأبيض المتوسط