نظرات في أسباب عظمة الرومان وسقوطهم
نظرات في أسباب عظمة الرومان وسقوطهم هو عمل فلسفي كتبه مونتسكيو في سنة 1734، عن روما القديمة والقوى السياسية فيها وإساءة استخدامها وأسباب سقوطها.
لمحة عامة
في هذا الكتاب قام مونتسكيو بتحليل دقيق للعلية في التاريخ ولطبيعة السياسة. وفد اختار التاريخ الروماني لأنه كان أكمل تاريخ لمجتمع سياسي عرفه وكان في تناول يده.
يقول مونتسكيو عن العلية في التاريخ: «ليست الصدفة هي التي تحكم العالم ... إن الرومان حققوا سلسلة من النجاحات المتواصلة حينما اتبعت حكومتهم سياسة واحدة، وانتابتهم سلسلة متصلة من النكبات حين اتبعوا سياسة أخرى. إن هناك أسباباً عامة، معنوية أو مادية، تؤثر في كل حكومة، تخلقها، أو تحافظ عليها، أو تدمرها. وكل الأحداث خاضعة لهذه الأسباب وإذا تصادف أن دمرت معركة واحدة، أي سبب فرد، دولة ما، فإن سبباً عاماً هو الذي خلق الموقف الذي جعل هذه الدولة تنهار بسبب هزيمتها في معركة واحدة» ( «تأملات في أسباب . . . »، الفصل 18).
ويوضح مونتسكيو في هذه «التأملات ...» أن العلاقات بين الأشخاص والجماعات أقل توثقاً في المجتمع الحر منها في المجتمع الاستبدادي. ذلك أنه في ظل الحرية لا بد من وجود الاختلافات بل المنازعات، لأن مثل هذا المجتمع الحر يقوم عل التصالح والتوفيق بين جماعات معترف بها، ولكل منها مصالحه الخاصة. إن الاجماع لا محل له في مجتمع حر. يقول مونتسكيو: «إن المؤلفين الذين كتبوا عن تاريخ روما لا يكلون من توكيد أن دمارها نشأ عن انقسامات داخلية وجماعات متنازعة فيما بينها . . . لكن هؤلاء المؤلفين أخفقوا في إدراك أن هذه الانقسامات كانت ضرورية ويمكن أن تتقرر قاعدة عامة أنه كلما كان كل فرد هادئاً في جمهورية، فإن مثل هذه الدولة لا تعود حرة. إن ما يكون الاتحاد في هيئة سياسية أمر يصعب تحديده. إن الاتحاد الحقيقي هو انسجام، فيه كل الأجزاء، مهما بدت متقابلة، فإنها تعمل على بلوغ أكبر خير للمجتمع، كما أن النغمات المتعارضة في الموسيقى ضرورية كيما تنحل إلى انسجام في النهاية. إن الاتحاد يمكن أن يوجد في الدولة حيثما يوجد في الظاهر اضطراب». ( الكتاب نفسه، الفصل ٩) .