ميهني


الميهني: نسبة إلى ميهنة وهي مدينة من منطقة خابران في شمال بلاد فارس (إيران اليوم) ما بين أبيورد وسرخس. وقد نسب إليها عدد كبير من أهل العلم والتصوف. ويقال أن آل الميهني عمريو النسب من بني عدي بن كعب بن لؤي من قريش وينتسبون إلى عاصم أحد الأحفاد المتأخرىن لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب والذي أقام في إبان الفتوح الإسلامية لشمال فارس وبلاد الصغد في منطقة ميهنة وما حولها.

علماء ميهنة والتصوف

ومن أشهر علماء هذه المدينة أبو الخير أحمد بن محمد بن الحسن الميهني العارف المتصوف ويعتبر أول من وضع أسس التصوف وأنشأ فكرة المدارس والخانقاهات (جمع خانقاه وهي مكان ينقطع فيه المتصوفة وأهل الخير إلى العبادة) والرتب الصوفية. ثم جاء ابنه أبو سعيد الفضل بن أبي الخير الميهني المتصوف (ت 440هـ) والملقب بشيخ الوقت صاحب الكرامات الباهرات أقام في نيسابور وتوفي كوالده في ميهنة. وكان مقدم شيوخ الصوفية في عصره، صحيح الاعتقاد حسن الطريقة، أحواله تبهر العقول اهتدى به فرق من الناس وجالس أبا عبد الرحمن السلمي. تكلم في صحة اعتقاده بغير حق كل من ابن حزم وتبعه الذهبي ومدحه ابن السمعاني والجويني والسرخسي وغيرهم كثير. وبينه وبين ابن سينا صداقة ومراسلات معروفة. وقد ذكر ابن العديم في تاريخه عن الساوي بأن الفضل الميهني كان قد أخبر بأنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له: يا أبا سعيد بك يختم التصوف كما ختمت بي النبوة.

مذبحة الغز

وقعت مذبحة الغز في ميهنة (في أوائل القرن السادس الهجري) وراح ضحيتها معظم أهل المدينة من العلماء والصالحين وممن قتل نذكر أبو بكر سعد الميهني وفضل الله بن المفضل الميهني وأم الرضا رقية بنت سعد الله الميهني. وبعدها هاجر من بقي على قيد الحياة من أهل ميهنة ليستقروا في بغداد أو مرو ومنهم من استقر في حلب.

من استقر في مرو من آل الميهني

منهم أبو طاهر سعيد بن محمد بن طاهر الميهني (ت 548 هـ) عن 67 سنة حيث كان شيخ رباط يعقوب.

من استقر في العراق من آل الميهني

منهم أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن الفضل الميهني (ت 548هـ) توفي في بغداد ودفن على دكة الجنيد، وأبو الفتح مجد الدين أسعد بن محمد بن أبي النصر بن أبي الفضل الميهني (ت 527هـ) كان استاذاً للفقه والخلاف وعلم الكلام في المدرسة النظامية في بغداد وتعاليقه وشروحاته وكتبه مشهورة، وأبو الفضائل عبد المقسم بن أبي البركات محمد بن طاهر بن سعيد بن الفضل الميهني (ت 565هـ) وكان قدم بغداد وسكنها وخدم الفقراء في رباط البسطامي وورث طريقته ابناه محمد وأحمد. وقد ولي ابنه أحمد (ت 614هـ) رباط الخليفة في بغداد.

نزول آل الميهني في حلب

يذكر أن قدوم آل الميهني إلى حلب كان في أوائل القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي. وعند قدومهم تم بناء أول خانقاه في حلب عام 509هـ ودعيت خانقاه البلاط وذلك بدعم من شمس الخواص لؤلؤ وهذا الأخير هو عتيق الملك رضوان بن تاج الدولة تتش. خانقاه البلاط ما زالت قائمة قرب خان الصابون في مدينة حلب القديمة وتعرف حالياً بجامع أصلان ده ده نسبة إلى أحد تلامذة الطريقة الميهنية وقد جدد هذا الجامع عام 1672م. ومن أشهر علمائهم في حلب نجم الدين عبد اللطيف بن بهاء الدين أبو محمد نصر الميهني (ت 679هـ) من أحفاد الفضل الميهني وزعيم الصوفية في حلب وشيخ الشيوخ في البلاد الحلبية، وأبو عبد الله محمد بن عبد الجليل بن عثمان من ولد أبي الخير الميهني، ونجم الدين أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن موسى (ت 787هـ) من أحفاد أبي الخير الميهني في حلب وقد ذكره أبو ذر الحلبي في تاريخه في حادثة إلباس خرقة التصوف لتلميذه البرهان الحلبي سبط ابن العجمي عام 776 هـ في خانقاه البلاط.

مصير الطريقة الميهنية

لم يكتب للطريقة الميهنية الاستمرار فاختفت في القرن التاسع عشر وتفرق أبناء شيوخها وما زال أحفادهم يعيشون في حلب إلى أيامنا هذه ومنهم فروع من آل الأبيض وآل السقا وآل خير الله وآل كرزون وآل فاعل. وآخر شيخ معروف منهم هو الشيخ محمد بن عمر فاعل الميهني المتصوف (ت حدود 1850هـ) ولقبره مزار موجود في ظاهر تربة محلة بانقوسا قرب باب الحديد.