مقداد السهيلي
مقداد السهيلي فنان جاز تونسي ولد في 4 أفريل سنة 1957 بتونس، بحي الحلفاوين. في سن العاشرة، تحصل على الجائزة الأولى على المستوى الوطني في ترتيل القرآن. في سنة 1999 سافر إلى كندا ليقيم فيها ثلاث سنوات مثلت في حياته نقلة نوعية وقدم هناك حفلا في المهرجان الدولي لفن الجاز بمونتريال. عاد إلى تونس سنة 2002.
|
وُلد الفنّان مقداد السهيلي في 4 أفريل سنة 1957 بتونس، وبالتّحديد بحيّ الحلفاوين، ويعتبر هذا الحيّ من أعرق الأحياء في المدينة نظرًا لما تميّز به على امتداد القرون من حركيّة ثقافيّة وفكريّة ساهمت في إثرائها أبرز الأسماء في الفنيّة التونسيّة (الهادي الجويني، صليحة، علي الرياحي، عبد الرزاق كرباكة، محمود بورقيبة، الهادي التريكي، رضا القلعي، أحمد خير الدّين، أحمد بوليمان، الصّادق ثريا، إلخ...).
و في سنّ العاشرة، تحصّل فنّاننا على الجائزة ألأولى على المستوى الوطني في ترتيل القرآن، ذلك أنّ هذه الهواية مثّلت انطلاقته الأكاديميّة سيّما وأنّها المدرسة الأساسيّة الّتي مرّ منها أغلب أقطاب المغنى العربي. ومن خلال مزاولته لتعليمه بالمعهد الثّانوي ابن شرف (الحيّ الزيتوني) انضمّ لنادي الموسيقى بالمعهد وشارك في العديد من التظاهرات الثقافيّة وذلك حتّى سنة 1975 تاريخ مشاركته في تأسيس فرقة المغرب العربي للتّمثيل صحبة ثلّة من الفنّانين الهواة (لامين النّهدي، كمال التواتي، المنجي العوني، توفيق البحري، إلخ...) وضمن هذه الفرقة قام بآداء أدوار البطولة في مختلف المسرحيّات الّتي قدّمتها الفرقة (فرّ فرّ، كذا وكذا، أولاد باب الله، إلخ...).
و في سنة 1983، كوّن مجموعة موسيقيّة تهتمّ بتقديم فنّ ملتزمٍ وهادف وذلك صحبة نخبة من رفاقه الطّلبة (مجموعة أصحاب الكلمة) وأصدرت هذه المجموعة جملةً من الأشرطة الموسيقيّة الّتي ساهم في كتابة أغانيها بعض الشّعراء التونسيّين (عبد المجيد الجمني، السيّد الهدّاجي، الفيتوري تليش، إلخ...) ولحّنها فنّاننا ولاقت إعجاب الجماهير إلى يوم النّاس هذا.
في سنة 1987، وإثر زيارة فنيّة قام بها الفنّان العربي جورج وسوف لبلدنا، تمكّن فنّاننا من إهدائه أغنيةً من كلماته وألحانه وجدت إقبالاً جماهيريًّا كبيرًا في تونس والعالم العربي (قلّي ولا تخبّيش). سنة 1988، تمكّن فنّاننا من تسجيل شريط موسيقي من كلماته وألحانه (أبواب الأحباب) وكانت هذه تجربته الأولى في التلحين ثمّ أصدر شريطًا ثانيًا سنة 1990 بعنوان ماشي، ساهم في كتابة وتلحين أغلب أغانيه صحبة الفنّان عبد الحكيم بلقايد (عازف العود بفرقة الإذاعة التونسيّة) ولقيَ هذا الشّريط استحسانًا من الجماهير. وفي نفس السنة، دُعي فنّاننا للقيام بدور البطولة في مسرحيّة العوّادة – إنتاج المسرح الجديد والمسرح الوطني وإخراج الفضل الجعايبي والفاضل الجزيري – ووجد هذا العمل نجاحًا كبيرًا في تونس وفي الخارج (العراق، إيطاليا).
سنة 1994، سافر فنّاننا إلى المغرب وذلك لتنفيذ عمل موسيقي يتمثّل في أغنيتين (متغرّيبن وإنت السّبب) أدّتهما الفنّانة حياة الإدريسي. وفي سنة 1995، أصدر شريطًا غنائيًّا بعنوان «غروضات» والذي تميّز بظهور نوعيّة موسيقيّة جديدة أحبّها الجمهور التونسي واستحسنها.
و في سنة 1996، قدّم فنّاننا مسرحيّته الشّهيرة «32 جويلية»و الّتي شهد لها أكبر النقّاد بتميّزها وتفرّدها عن بقيّة الأعمال الأخرى. وفي سنة 1999 سافر فنّاننا إلى كندا ليقيم فيها ثلاث سنوات مثّلت في حياته نقلةً نوعيّة زادت مسيرته ثراءًا ذلك أنّه قدّم حفلاً مهمًّا في المهرجان الدّولي لفنّ الجاز بمونتريال وذلك يوم 30 جوان 2001. وكانت هذه الفترة مهمّةً في حياة فنّاننا الّذي تمكّن من إثراء تجربته من خلال معاشرته للعديد من الفنّانين الغربيّين. وفي سنة 2002، عاد فنّاننا إلى أرض الوطن ليجد جمهوره متعطّشًا لأخباره ولفنّه، فشارك في بعض المنوّعات التلفزيّة ليعرّف بجديده وقام بالعديد من الحوارات الإذاعيّة للتّحاور مع محبّيه. كما شارك في فعاليات مهرجان الموسيقى التونسيّة سنة 2003.
و في مطلع سنة 2004، أصدر شريطًا غنائيًّا جديدًا بعنـوان «لاَ» من كلماته وألحانه وتوزيع الفنّان علي الكعباشي (قائد مجموعته الموسيقيّة) والفنّان مهدي المولهي.
و أخيرًا وليس آخرًا، كانت المفاجأة السارّة حيث دُعي فنّاننا للحصول على وسام الاستحقاق الثقافي الّذي منحه إيّاه فخامة رئيس الجمهوريّة، ولا زال فنّاننا يبحث عن آفاق جديدة يطوّر من خلالها مسيرته الفنيّة.
يوم الاثنين 1 ديسمبر 2008 جاء في اذاعة الموزاييك انه في حالة صحية حرجة غيبوبة عميقة وحين يفتح عينيه يشعر بآلام أما السبب فهو الاتي حسب رواية اذاعة الموزاييك :
كان مقداد السهيلي يتابع الاذاعة الوطنية "السادسة والنصف مساء" واذا به يستمع إلى سنية مبارك وهي فنانة تونسية تتحدث عن مشروع سيقام بعد ايام يتعلق بترجمة الاغاني وهو مشروع اقترحه مقداد السهيلي منذ التسعينات وقام بالايداع القانوني له وحين شعر بان فكرته سلبت منه ساءت صحته وتم نقله إلى قسم الاستعجالي.
وتبقى إلى الآن حالته سيئة ربي يشفيه.