معمودية يسوع
معمودية يسوع (بالإنجليزية: The Baptism of Christ) هي حادثة ذكرت في الإنجيل عندما قام يوحنا المعمدان بتعميد يسوع في نهر الأردن.
خلفية
كان العماد، وهو الغطس في المياه الجارية بعد التوبة عن الخطايا رمزًا لولادة ثانية، حيث يموت الإنسان «ليولد من جديد» بشكل أقرب إلى الله؛ وهكذا فالتوبة تعطيه طهارة الروح والماء طهارة الجسد. وكانت عملية العماد منتشرة في بعض المجتمعات اليهودية قبيل المسيح ومنها جماعة الأسينيين، ولعلّ يوحنا المعمدان قد تأثر بهم حين بدأ دعوته على نهر الأردن. وكانت دعوة يوحنا تنستند إلى ضرورة التوبة والأعمال الصالحة (متى 3: 8) ورفض الشفاعة دون أعمال (متى 3: 9) والمساواة بين جميع الأمم (لوقا 3: 14)، وبيّن أنه ليس المسيح بل نبي يعدّ أمامه الطريق (لوقا 3: 15-16)، كما كانت علاقته بهيرودوس الملك سيئة للغاية، وبعد عماد يسوع بفترة قصيرة، سجن يوحنا ثم أعدم (لوقا 3: 20).
وفي هذه البيئة، قدم يسوع من الجليل ليعتمد على يد يوحنا، أما عماد يسوع فكان اعترافًا بخطيئة الأمة بأكملها كما فعل أنبياء كثر قبله كموسى ودانيال وعزرا، واتخذها نقطة انطلاق لدعوته العلنية من جهة ثانية، فكان أن أكمل ما بدأه يوحنا. وعند معمودية يسوع، حلّ عليه الروح القدس، روح الله، على هيئة طائر الحمام، في حين سمع صوت من السماء يعلن هذا ابني الحبيب الذي به سُررت تأييدًا لرسالته. وطبقًا لإنجيل لوقا، فإن يسوع كان له من العمر ثلاثين عامًا حين بدأ دعوته العلنية، وكان الكاهن حسب شريعة موسى يبدأ خدمته في سن الثلاثين (العدد 4: 3)، ويعتبر عمر الكهولة والنضوج، وقد سجّل الكتاب أن يوسف حين ملك على مصر (التكوين 41: 46) وكذلك داود حين ملك على فلسطين (صموئيل الثاني 5: 4)، كان لهما من العمر ثلاثين عامًا.
الوصف في الأناجيل
تروي الأناجيل أنه عندما بلغ يسوع الثلاثين من عمره تأهب للتبشير بالعقيدة المسيحية، وبرغم معرفته بمكانته السامية وطهارته المطلقة ارتضى أن يقصد يوحنا المعمدان ليقوم بتعميده معمودية التوبة. ولكن أبى يوحنا في مبدأ الأمر أن ينال هذا الشرف لمعرفته بحقيقة يسوع، غير أن المسيح أقنعه بالمضي فيما أتى من أجله فخضع يوحنا لمشيئته وعمده. وعندها انفرجت السماء ورأى الروح القدس هابطًا مثل حمامة مقبلاً عليه، وإذا صوت يصدر من السماء قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى١٧-١٣:٣).
لوحات فنية
يقدم بييرو دلال فرنشيسكا مشهد العماد في لوحته الخالدة بهذا الاسم المحفوظة بالناشونال غاليري بلندن.