مصلحة طبقية

المصلحة الطبقية (بالإنجليزية: Class Interest). اشتق المفهوم الأساسى لمصطلح المصلحة الطبقية من نظرية كارل ماركس عن الطبقة الاجتماعية. يذهب ماركس إلى أن العلاقات الاجتماعية التى تحدد الطبقة يتولد عنها - تلقائياً - مصالح متعارضة. فعلى سبيل المثال عندما تتعارض مصالح الطبقة البورجوازية مع مصالح طبقة البروليتاريا تصبح خصما لها. فمصلحة الطبقة البورجوازية تتمثل فى استغلال البروليتاريا، على حين أن مصالح طبقة البروليتاريا تكمن فى القضاء على طبقة البورجوازية. ومن الملاحظ أن تعريف المصلحة أمر وثيق الصلة وكامن فى تعريغ الطبقة الاجتماعية، فالطبقات ذات مصالح موضوعية. وكما أوضح الماركسى الأمريكى إريك أولين رايت أن البناء الطبقى هو ميدان العلاقات. الاجتماعية الذى يحدد مصالح الفاعلين الموضوعية المادية، وأن الصراع الطبقى يمكن فهمه على أنه شكل من أشكال الممارسات الاجتماعية التى تسعى إلى تحقيق هذه المصالح، وأن الوعى الطبقى يمكن فهمه على أنه عمليات ذاتية تعمل على تشكيل الاختيارات العمدية فى ضوء هذه المصالح والصراعات (انظر مؤلفه: الطبقات، الصادر عام 1985). من الممكن هنا رؤية الدور الذى ينسب إلى مفهوم المصالح الطبقية داخل النظرية الماركسية عن السلوك الطبقى.

وهناك، على أية حال، مشكلات عديدة ترتبط بهذا المفهوم. فالأكثر ملاءمة، على وجه الخصوص، دراسة إلى أى مدى تتوافر فى الواقع الشروط الموضوعية فعلا، التى يمكن فى ظلها أن تظهر مصالح عامة مشتركة. فالتعرف على الأشكال التى تتخذها ربما يصبح - أيضاً - مسالة إمبيريقية. من ذلك - وعلى سبيل المثال - ما ذكره ديفيد لوكوود عن إقامة العمال علاقات - وليس تناقضات - مع المجتمع الرأسمالى بشكله القائم، وذلك من خلال أنشطة النقابات العمالية. ومن ناحية أخرى يرى جون جولدثورب أنه سواء كان الأفراد على وعى أم لا بأن لهم هوية طبقية ويسعون إلى تحقيق مصالح طبقية مشتركة مع من يماثلونهم فى نفس وضعهم، فإنهم سوف يعتمدون جزئيا - على طبيعة ودرجة "التكوين الديموجرافى للطبقة"، ويطرح ذلك السؤال الإمبيريقى القائل: إلى أى مدى تشكلت الطبقات فى الواقع فعلاً...، بمعنى تشكلها ككيانات اجتماعية محددة ...، وهل يمكن التعرف عليها من خلال درجة استمرارية ارتباط أعضائها بمجموعات من المراكز والأوضاع بمرور الوقت، نتيجة لنمط معين من الحراك الطبقى، أو عدم الحراك. (انظر كتابه: الحراك الاجتماعى وبناء المطبقة فى يريطانيا الحديثة، الصادر عام 1980). ولا يدعى أى من جولدثورب أو لوكوود وجود مصالح طبقية موضوعية. بل إن كلا منهما يذهب إلى أن المصالح التى يتم تحقيقها من خلال الطبقة أو ممثليها يتوقف على النمط المعقد للظروف التاريخية والسياسية، وتظهر من خلال الفعل الاجتماعى وليست ظرفا كامنا داخل هذا الفعل. ومن المهم بصقة خاصة أن يتخذ الناس لأتفسهم هويات اجتماعية كأعضاء فى طبقة، قبل أن يتسنى لعلماء الاجتماع المتعرق على مصالح هذه المطبقة.