مسعود رجوي


حياته

ولد مسعود رجوى عام 1948 في مدينة طَبَس إحدى مدن إقليم خراسان شرقى إيران. وقضى فترة دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة مشهد مركز إقليم خراسان. ثم واصل دراسته في كلية الحقوق بجامعة طهران فتخرج من فرع الحقوق السياسية.

وتعرف مسعود رجوى خلال فترة دراسته الثانوية على الفعاليات والأفكار الدينية السياسية آنذاك، وكان مولعًا بآثار ومؤلفات آية الله طالقانى أكثر من غيره. وانضوى إلى صفوف حركة مجاهدي خلق الإيرانية عام 1967 عن عمر لا يتجاوز 19 عامًا. ثم أصبح على علاقة مباشرة ممحمد حنيف نجاد مؤسس منظمة مجاهدي خلق وهو كان آنذاك أصغر أعضاء اللجنة المركزية للمنظمة سنًا الذي اختير عضوًا في مجموعة العقيدة بالمنظمة. واعتقل عند اقتحام جهاز مخابرات الشاه وكرًا للمنظمة في أيلول (سبتمبر) عام 1971 ضمن أولى حملات الاعتقال، فصدر عليه الحكم بالإعدام، إلا أنه ونتيجة الأنشطة والضغوط الدولية تم تخفيف الحكم ليتحول إلى السجن المؤبد.

نظم شقيقه الأكبر كاظم رجوى حملة دولية واسعة للحيلولة دون إعدامه، فتدخل مرات عديدة لإنقاذ حياته كل من منظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي وكذلك شخصيات أوربية بارزة منها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران. وآنذاك تم توزيع نص مرافعة مسعود أمام محكمة الشاه العسكرية على نطاق واسع في خارج السجن. أما "السافاك" فلم تكن قادرة على إعدامه بفعل الضغوط الدولية فمارست أبشع أساليب التعذيب والأيذاء ضد مسعود حتى السنوات الأخيرة من سجنه، خاصة خلال عامى 1974 و1975 بلغت شدة التعذيب على أيدى جلادى السافاك (السافاك وهي جهاز المخابرات الإيرانية والله اعلم) حدًا تآكلت من جرائه قوته الجسدية حتى بلغت الصفر، ولكنه كان يذل ويخيب السافاك بفعل صموده وصبره بوجه الجلادين.

وفى عام 1975، نجح مسعود في إعادة تنظيم المنظمة وإحيائها بعد انهيارها وذلك بقيامه بتدوين وتعليم مواقف ومبادئ مجاهدى خلق. وقد أطلق سراح مسعود رجوى من السجن يوم 20 كانون الثاني (يناير) عام 1979 أى بعد أسبوع من هروب الشاه من إيران بفعل انتفاضة الشعب وضمن آخر السجناء السياسيين المفرج عنهم آنذاك.

تولى مسعود رجوي زعامة حركة مجاهدي الشعب الإيرانية ورئاسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

فقرات من مرافعة مسعود أمام محكمة الشاه

  • أنا ورفاقى من أبناء الدكتور "محمد مصدق" ما فعلناه هو نبذ المال والمنصب.
  • كان بعض في هذا البلد موالين لروسيا وآخرون موالين للإنجليز، ولكن مصد‌ق لم يكن يريد أن تكون هناك أية هيمنة أجنبية على بلدنا.
  • إن المهم في الحرب هو حمل السلاح ولكن الإنسان هو الأهم.
  • هذه الليلة أو ليلة الغد هي ليلتنا الأخيرة، إننا نفتخر ونعتز بما تعتبرونه جريمة.
  • ليس هناك أى خيار غير المعركة أو الاستسلام، والصبح قريب.
  • سنشهد أيامًا ذهبية كثيرة في المستقبل مثل يوم 21 تموز (يوليو) عام 1952.
  • يقول الإمام على بن أبى طالب: "إن الله لم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد أزل وبلاء".
  • إن إراقة دم أحد تلد مئات من مثله.
  • النهج الوحيد للكفاح هو نهج الكفاح المسلح الجماهيري.

رسالة الشهيد المؤسس «سعيد محسن» إلى مسعود:

«سلام منا على مسعود وقل له إن المسؤولية التي ألقيت من الآن فصاعدًا على عاتقك ثقيلة جدًا، لأنك الشخص الوحيد الذي تبقى على قيد الحياة من بين أعضاء اللجنة المركزية للمنظمة، إذًا فإن جميع تجارب المنظمة تتمحور وتتجسد في وجودك كأمانة أودعت في هذه المرحلة إليك لتحملها. ستعصف عليك زوابع كثيرة من الأحداث وستحدق بك الكثير من الفتن. سوف توجه إلينا جميع حالات التمجيد والإثناء لأننا سنستشهد وسنلتحق بركب الشهداء ولكن جميع التهم ستوجه إليك لأنى أعرف أنك ستواصل درب النضال وسوف تخوض مراحل ومراتب أعلى وأسمى من مراتبنا، لأنك ستستشهد كل يوم وكل ساعة. نعم ستصبح شهيدًا حيا يرزق».

رسالة مسعود من سجن «قزل قلعة»

«بصفتى مجاهدًا متواضعًا وبحكم واجبى الثورى والانضباط التنظيمى كنت قد استعددت للتضحية بأرخص ما أمتلك أى حياتى من أجل ثورة هذا الشعب العظيم... ولكن مصالح النظام الديكتاتورى الحاكم خاصة في خارج إيران قد حرمتنى في الوقت الحاضر من هذه السعادة الخالدة... ولكن ما يهمنى في هذه اللحظات هو أن أجدد العهد مع شهداء الشعب المضرجين بدمائهم والذين وفى اللحظات الأخيرة من حياتهم قبلت بشفاههم المحمومة وسمعت نبضات قلوبهم التي لم تنبض إلا من أجل تحقيق سعادة الشعب وحريته حيث أدينا اليمين جماعيا للصمود حتى النصر». من حديث لآية الله طالقاني حول مجاهدي خلق: كان أولئك الجلادون والمستجوبون الذين تعرفونهم وشاهدتموهم عن كثب ترتعد فرائصهم عند ما يذكر أمامهم اسم المجاهدين ويفقدون صوابهم. كانوا يخافون من اسم مسعود رجوي... كانوا يخافون من اسم موسى خياباني...

يلقي كلمة في مسجد جامعة طهران

بعد 5 أيام من إطلاق سراحه من السجن وفى أول خطاب ألقاه في جامعة طهران تحدث مسعود رجوى عن "ضرورة الحرية" ووصف "الحرية" بأنها "روح الإنسان وجوهره وحقيقته" وأنها "هى القيمة التي لأجلها ضحّى الشهداء بحياتهم وأودع الأسرى في السجون". وقال:

«عندما اقتادونا إلى السجن كنا وحيدين وبعيون معصوبة وأيد وأرجل مكبلة ومقيدة، ولكن عندما رجعنا كنا في أحضان شعبنا وفى أيدينا زهور وعلى وجوهنا قبلات. هل يمكن وصف هذه اللحظات؟... عندما اقتادونا إلى السجن كانت السماء يسودها الظلام وتشرق نجمة عليه حينًا بعد آخر على هيئة شهيد إلا أن حراس الليل سرعان ما كانوا ينزلونها إلى الأرض، ولكن اليوم أصبح سماؤنا يغص بالنجوم... هل يمكن لأحد أن يحجب الشمس بالغربال؟ هل يمكن منع الرياح من الهبوب؟ ومنع المطر من الهطول؟ هل يمكن تجفيف المحيط؟ هل يمكن منع حينونة الربيع ونبت شقائق النعمان؟ هل يمكن احتجاز شعب في الأسر إلى الأبد؟ كلا، إن "الشعب منتصر" وهذه هي مشيئة الله وإرادة الشعب وسنة التاريخ وقانون المجتمع وهو ما بشر به جميع الأنبياء والمصلحون والثوار الكبار في العالم بأن "الشعب منتصر، والمستقبل زاهر وأن جميع ما يمتلكه أبناء البشر من القوى والطاقات سيصل بالتأكيد من "مساء الإمكان" إلى "صباح التحقيق"».

الحرية كانت هي المضمون الرئيس لجميع خطابات مسعود رجوى ومقابلاته ومواقفه ورسائله خلال العامين ونصف العام من النشاط السياسى بعد الثورة المناهضة للملكية لأن الخميني كان رمزًا للديكتاتورية وعدوًا لدودًا للحرية كونه يريد القضاء على آخر ذرة وقطرة للحريات وتصفية المجاهدين إلى آخر فرد منهم ولكن رمز الحرية خاض قتالاً ضاريا وحكيمًا ضده. وفى هذا الاتجاه قام المجاهدون ومنذ الأيام الأولى وعلى أساس إيمانهم بالديمقراطية والحريات الشعبية قاموا بفضح الطبيعة السلطوية والتعسفية للحكام الرجعيين، وفى الوقت نفسه بذل رجوى قصارى جهده للحيلولة دون أية مواجهة مبكرة مع النظام.

لقد أعلن رجوى ومنذ الأيام الأولى أن القضية الأساسية لإيران هي الحريات السياسية وأكد أن الخطر الأول هو نزعة احتكار السلطة والديكتاتورية الملتحفة بالدين، كما ومنذ الأشهر الأولى حذر مرات عديدة من عودة الديكتاتورية تحت غطاء الدين قائلاً: "حذار من ذبح الحريات"!. وقال في 5 آذار (مارس) عام 1979 خلال مراسيم تأبين أقيمت بجانب ضريح الدكتور مصدق: "نعم للإسلام، ولكن، كلاّ للرجعية". وفى 19 آذار (مارس) عندما أعلن المجاهدون مشروعهم المرحلى وتوقعاتهم الأدنى من الجمهورية الإسلامية كانوا يؤكدون أيضًا ضرورة "الضمان التام لحرية العقيدة والتعبير والكتابة والصحافة والأحزاب وجميع التجمعات السياسية والمهنية بأية عقيدة ومسلك ومنهج كانت". وفى الأيام ذاتها قال رجوى في حديث لصحيفة "كيهان": "إن الحريات الثورية لا تقبل المزاح، وإنما أمر جاد... كل من أراد تقييد الحريات لم يعرف الإسلام ولا الإنسان ولا الثورة، فالحرية أمر ضرورى لدوام الإنسان على الموقع الإنسانى وإلا فلن يختلف عن الحيوانات". ويرى رجوى أن "الحرية لا يمكن أن يقيدها أى قيد أو شرط بل تمتد حدودها إلى الخروج المسلح على النظام الشرعى والقانونى للدولة". ويقول بأنه ومن وجهة نظر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي هو البديل الديمقراطى الشعبي لنظام خميني: "إن الحرية لا حدود لها إطلاقًا من حيث المبدأ" وذلك لأول مرة في تاريخ إيران. إلا أن هذا هو جزء محدود من إيمانه العميق بالحرية والديمقراطية. وبالنسبة لمسعود تمثل الحرية قيمة إيديولوجية و"الحرية هي جوهر ومدلول سير التاريخ" و"الحرية فلسفة كل ثورة وانقلاب" و"الحرية والتحرر هي روح التاريخ وجوهر الإنسانية" و"الحرية هي حق عام" و"الحرية ليست تفننًا بل أمر ضرورى لجميع الثورات ومنها ثورتنا" و"الديمقراطية بالنسبة لنا لا تمثل فقط ازدهارًا للحريات الشخصية وإنما وبشكل خاص تعبر عن المسؤولية الجماعية أيضًا".

والواقع أن أبرز فارق وفاصل يميز بين موقفى المجاهدين والخمينى من الإسلام أو قراءتيهما له كان منذ البداية يتعلق بالحريات الديمقراطية. فإن زعيم مجاهدى خلق يرى أن التحدث عن الله والإسلام ليس سوى كلام فارغ إذا لم يتضمن الحرية واحترام حق الإنسان في الاختيار والانتخاب. وقال في عام 1982 في معرض استقرائه وتحليله لنشاطات المقاومة خلال سنة: "إذا انتصرت مقاومتنا فسوف يزول أحد أكبر حواجز الثورات المعاصرة وبل أهم عامل لانحرافها واضمحلالها وهو انتهاك الحرم المقدس للحرية (تحت ستار مختلف الحجج والذرائع). لسنا محرّرين لأى شخص، بل وعلى الشعب الذي يعرف قيمة حريته أن يحرر نفسه ذاتيا في نهاية الأمر، إذًا لسنا محرّرين وإنما قادة ورواد الطريق إلى الحرية".

وفى أواخر عام 1979 ولمواجهة قراءات الخمينى الديكتاتورية والرجعية للإسلام. خاض مسعود رجوى معركة ثقافية وعقائدية ضد الخمينى في أوساط المثقفين والجيل الشاب المسلم وذلك بعقده محاضرات أسبوعية للفلسفة في جامعة "شريف" التكنولوجية بطهران كان يشارك فيها عشرة آلاف طالب، كما كان أكثر من مائة ألف آخرين يشاهدون ويستمعون في 35 مدينة وقضاء في مختلف أرجاء إيران لشريط الفيديو المسجل لهذه المحاضرات. هذا وكانت النصوص المكتوبة لهذه المحاضرات تنشر وتباع في جميع أنحاء إيران بكمية طبع تبلغ مئات آلاف النسخ أسبوعيا. وفى هذه المحاضرات التي كانت بعنوان "تبيين الكون" (فلسفة خلق الكون) هاجم مسعود عقائديا وأولاً بأول الخمينى والديكتاتورية المتسترة بغطاء الدين فاضحًا وهازمًا الفكرة والعقلية اللتين يمثلهما الخمينى وذلك بالاستناد إلى الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة وسنة وسيرة أئمة الشيعة.

وخلال هذه المحاضرات كانت رسالة رجوى العقائدية والسياسية بأن "الحرية هي روح التطور وبيت القصيد للإسلام والثورة". ولم تستمر هذه المحاضرات أكثر من 16 أسبوعاً حتى أغلق الخمينى الجامعات في ربيع عام 1980 بحجة "الثورة الثقافية". فبذلك نجحت منظمة مجاهدى خلق ومن خلال النضال السياسى الذي دام لمدة عامين في تسجيل نفسها كأكبر قوة سياسية إيرانية حيث بلغت كمية طبع الجريدة الناطقة باسمها أكثر من 500 ألف نسخة التي كانت تزيد بكثير على عدد نسخ معظم الصحف الرسمية.

التجمع الانتخابى لمجاهدى خلق في جامعة طهران

في كانون الثاني (يناير) عام 1980 تم ترشيح مسعود رجوى من قبل منظمة مجاهدى خلق لرئاسة الجمهورية. وقد دعمت هذا الترشيح فئات وشرائح واسعة من المواطنين خاصة الأقليات الدينية والقومية والشباب والنساء والجامعيون. فرأى الخمينى أن الخطر جاد. فبالرغم من تعهده بأن لا يبدى رأيا حول مرشحى رئاسة الجمهورية أصدر فتوى دينية منع بموجبه ترشيح مسعود في الانتخابات الرئاسية. وكانت الفتوى تقضى في مضمونها بأنه لا يحق لمسعود رجوى أن يكون مرشحًا لرئاسة الجمهورية بسبب عدم تصويته على "ولاية الفقيه" والدستور القائم عليها. مع ذلك وحرصًا منه على تجنب المواجهات وتفاديها أعلن رجوى عن انسحابها من الترشيح.

وكتبت صحيفة "لو موند" الفرنسية آنذاك قائلة: "لو لم يمنع الإمام الخمينى ترشيح رجوى لرئاسة الجمهورية في كانون الثاني (يناير) الماضى لحصد الأخير ملايين الأصوات كما أكدت العديد من الشخصيات". كان رجوى يحظى بالدعم من قبل الأقليات القومية والدينية لأنه كان يدعو إلى ضمان المساواة في حقوقها والحكم الذاتى لها. كما إن جزءًا كبيرًا من أصوات النساء اللواتى يطلبن حريتهن وكذلك الشباب الذي يرفض سلطة رجال الدين الرجعية عليه كان سيدلى لصالح رجوى في حالة عدم شطبه من قائمة المرشحين.

وقال موسى خيابانى في أحد التجمعات في إطار الحملة الانتخابية لمجاهدى خلق والتي كانت قد أقيمت في جامعة طهران: «إننا قمنا بترشيح أخينا مسعود لرئاسة الجمهورية، لأنه أجدر وأبرز وأكثر أهلية وإننا قمنا بهذا الانتخاب عن وعى وشعور بالمسؤولية».

ترشيح رجوي في الانتخابات النيابية

خطب رجوي قائلا: "لا يهمنا الفوز والخروج فائزين في الانتخابات، بل إننا نهدف إلى التذكير بفلسفة الثورة وهى الحرية". حظى ترشيح مسعود رجوى للنيابة في البرلمان في الانتخابات التشريعية أيضًا بالدعم والتأييد من قبل جميع الأحزاب والفئات السياسية الإيرانية المعروفة آنذاك (باستثناء حزب الملالي). وفى المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية أيضًا وعلاوة على القوى الوطنية أعلنت عن دعمها له كل من الأقليات القومية والدينية والفئات الشيوعية وجزء كبير من الكتاب والمثقفين والجامعيين.

وفى 6 أيار (مايو) عام 1980 دعا بازركان رئيس الوزراء الأسبق إلى التصويت لصالح مسعود رجوى واصفًا إياه بأنه "يمثل الوسط الشبابى المتحمس المؤمن". ففى الانتخابات النيابية وبرغم عمليات الغش والتزوير المكثفة التي مارسها النظام أعلنت وزارة الداخلية أن رجوى المرشح في الانتخابات التشريعية للنيابة في البرلمان عن أهالى طهران حصل على أكثر من 530 ألف صوت أى ما يعادل أكثر من 25 بالمائة من مجمل الأصوات. أى أنه حتى تلك النتائج المغشوشة المعلنة من قبل النظام كانت تؤكد أن واحدًا من كل أربعة مواطنين في طهران قد أدلى بصوته لمسعود رجوي.

وفى المحافظات وعلى أساس عدد الأصوات المدلاة في صناديق الاقتراع فيها كان من المفترض حصول المجاهدين على 35 مقعدًا في البرلمان (مجلس الشوري) من المحافظات (قياسًا بما حصل عليه حزب الجمهورية الإسلامية). ولكن الخمينى لم يسمح حتى لأحد من المجاهدين بدخول مجلس الشوري. والواقع أنه وحسبما أعلن النظام نفسه وبرغم أعمال الغش والتزوير والتلاعب بالأصوات فإن المجاهدين احتلوا المركز الثاني بعد النظام في الانتخابات النيابية الأولى بعد الثورة.

بعد أن توجس وشعر بأن نشاطات المجاهدين لفضح وتعرية النظام سوف تكنس نظام حكمه اضطر الخمينى إلى إزاحة أقنعة التضليل والدجل من وجهه ليخرج إلى المسرح سافرًا ويقمع الحريات. فألقى الخمينى خطابًا في 25 حزيران (يونيو) 1980 رسم فيه الحدود، قائلاً: "إن عدونا ليس في أميركا ولا في الاتحاد السوفيتى ولا في كردستان وإنما موجود في هنا تحت أنفنا وأمام أعيننا أى في طهران". وعقب ذلك أصبح شعار "الموت للمجاهدين" هو الشعار الرئيس للنظام، كما بدأت الهجمات على مراكز ومقرات المنظمة تتصاعد وتشتد بعد أن كانت قد انطلقت منذ الأشهر الأولى من حكم الملالي. وسبق ذلك بأسبوعين أى يوم 12 حزيران (يونيو) عام 1980، أن أثار مسعود رجوى جمهورًا بالغًا عدده أكثر من 200 ألف احتشدوا داخل وخارج ملعب "أمجدية" بطهران في آخر تجمع عام للمجاهدين من أجل "الحرية وحرية التعبير والتجمعات والجمعيات" وفى خطابه المعروف بعنوان "ما العمل؟". فاقتحمت قوات الحرس بالرصاص والغازات المسيلة للدموع صفوف المحتشدين لتفريقهم إلا أنها عجزت عن فض هذا التجمع السلمى لحشود المجاهدين وأنصارهم. فأسفر الهجوم عن استشهاد أحد المجاهدين وإصابة مئات منهم بجروح وتعرض آلاف منهم للضرب.

تصاعدت الأجواء الشعبية لدعم المجاهدين والكراهية والاستنكار الشاملين لجرائم عناصر الخمينى حتى ابن الخمينى (أحمد الخميني) ندد بجرائم قوات الحرس واصفًا إياها بأنها "خيانة للإسلام". ومن الذين نددوا بهذا الهجوم هم رئيس المديرية العامة للشرطة ووكيل وزارة الداخلية وعدد من نواب مجلس الخميني. فإن حشد الرأى العام ضد ظاهرة الشقاوة وحمل العصى جعل الخمينى يساوره الخوف، فلذلك قال: "إن المجاهدين أسوأ من الكفار" معلنًا قراره المحسوم للقمع الشامل للمجاهدين. وبرغم كل هذه الأمور وبرغم استشهاد عشرات من المجاهدين وسجن أعداد كبيرة منهم بذلت منظمة مجاهدى خلق قصارى جهدها مدة سنة لاحقة لمواصلة نشاطها السياسى بالطرق السلمية لتحقيق الديمقراطية في إيران، إلا أن هذه الحقبة من الزمن انتهت يوم 20 حزيران 1981 بقمع الخمينى لمظاهرة 500 ألف من أهالى طهران وإحداثه حمام دم في شوارع العاصمة.

أحداث 20 يونيو

في 20 حزيران (يونيو) عام 1981 وفى الوقت الذي كان فيه المجاهدون قد جرّبوا جميع الطرق السلمية أغلق الخمينى آخر نوافذ الحرية كونه عقد عزمه على فرض أحلك ديكتاتورية على إيران. وفى هذا السياق جعل المجاهدين أمام اختيار كبير وتاريخي. أى كان لا بد لهم إما من الاستسلام والتعبير عن الندم بإشارة من الخمينى مثل التيارات والأحزاب الأخرى وإما تجربة الدعوة الأخيرة إلى تظاهرة احتجاجية سلمية لدفع هجوم الرجعيين، وكان هذا قرار خطير وتاريخي لتقرير مستقبل الشعب والثورة. فقرر مسعود ضرورة التضحية حتى إذا كان الثمن هو التضحية بكل وجوده ووجود منظمته. فقد تدفق إلى الشوارع 500 ألف من أهالى العاصمة طهران في تظاهرة نظمتها منظمة مجاهدى خلق بسرية مرددين شعار الحرية ولكن الخمينى أجرى حمام دم بالقتل الجماعى للمتظاهرين وإعدام المعتقلين خلال التظاهرة. وقال مسعود رجوى حول ذلك اليوم : "... لقد قررنا استئصال فتنة الخمينى وحلفائه المعادين للثورة في وطننا حتى بثمن التضحية بكل ما لدينا وبكل وجودنا الفردية والتنظيمية وأن نستوعب بكل بسمة وارتياح جميع ما يتطلبه إنجاز هذه المهمة وتحمل هذه المسؤولية من العناء والمشقة أسوة بعاشوراء الحسين. واليوم يمكن لى القول بأنه لو انطلقنا بغير هذه المجازفة وبغير الأخذ بهذا الأفق ولو لم نقم في لحظة تقرير المصير بتنفيذ حكم التاريخ وإنجاز مهمتنا العقائدية والثورية لما تبقى اليوم من المجاهدين مثل العديد من التيارات والقوى الأخرى إلا شعارات وجعجعة فارغة ونكسة تاريخية".

وقد قال مسعود حول الظروف السائدة التي انتهت إلى أحداث 20 حزيران (يونيو) عام 1981 : "فعلى أى حال، كنا قد صبرنا قبل ذلك لمدة عامين ونصف العام على جميع الهجمات والقيود والضغوط وكنا قد دعونا خمينى والمسؤولين عن نظامه إلى احترام أبسط الحقوق والحريات الديمقراطية التي قامت الثورة من أجلها وذلك بإصدارنا مئات وبل آلافًا من الطلبات والتحذيرات والإنذارات الرسمية وغير الرسمية. ولكنه كما قد ثبت اليوم تمامًا لم يتسامح ليس مع القوى الديمقراطية والثورية فحسب وإنما مع أقرب المتحالفين معه عند توجيهيهم إليه أدنى انتقاد أو اعتراض ولم ولا يتحمل أى شخص ولا يقبل إلا "نفسه" وذلك في جنون سلطوى معاد للشعب والإسلام وبشكل مشرك تمامًا... إلا أن شرف وإرادة المجاهدين الطلائع كانا أسمى من أن يستسلموا أمام الجلاد أو أن يفضلوا التسوية السوداء المشينة على المقاومة الدامية المرفلة بالعز والفخار...".

رحلة كبيرة لتقديم بديل سياسى للنظام

في التاسع والعشرين من تموز (يوليو) عام 1981 سرعان ما انتشر خبر في عموم إيران عابرًا البيوت والقلوب مقرًا أعين أصدقاء الشعب والثورة. والخبر هو أن مسعود طار من عقر دار العدو وهو القاعدة الجوية رقم 1 إلى فرنسا مغادرًا البلاد ليوصل صيحة الشعب الهاتفة بالحق والعدل إلى مسامع العالم على مستوى أعلى وأرفع. فكان المجاهدون وبعد 20 حزيران (يونيو) من العام ذاته أى بعد انطلاقة المقاومة المسلحة قد بدؤوا بشن هجوم ثورى مطلق على قلب النظام ورأسه وهو هجوم صاعق وضربات قاسية جعلت خمينى وقواته المدججة بالسلاح يتسمرون في أمكنتهم وأصبحوا في موقف الدفاع تمامًا. ففى مثل هذه الظروف قام مسعود رجوى ولغرض إنشاء بديل ديمقراطى شعبي أعلن تشكيل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 21 تموز (يوليو) عام 1981 في طهران. كان تشكيل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يمثل خطوة منيعة تاريخية نذر المجاهدون من أجلها بكل ما كانوا يمتلكونه سياسيا وتنظيميا. ويقول مسعود رجوى حول تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خاصة في الظروف السائدة بعد يوم 20 حزيران (يونيو) 1981 في طهران: "لقد اتخذنا خطوة تاريخية باتجاه توحيد صفوف جميع القوى المحبة لحرية واستقلال ووحدة إيران وبذلك حققنا فعلاً ضرورة توحيد القوى متخطين أهم أسباب النكسات السابقة". وفى هذا السياق وبمبادرة من قبل منظمة مجاهدى خلق الإيرانية طار مسعود رجوى وفى رحلة محفوفة بالأخطار والمجازفة إلى باريس ليعرّف ويكرّس البديل الديمقراطى للنظام على الصعيد الدولي. وقال هو في هذا المجال: "مباشرة بعد أول ضربة عسكرية أوقعناها على نظام خمينى وزعزع استقراره وطوّح مستقبله فكان لابد لنا من تعديل عملنا على الصعيد السياسى وجعله متوازنًا لنقدم البديل الديمقراطي. فبذلك وبتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تم تحديد البديل (الحكومة البديلة) تجاه نظام خمينى بالذات ومن ثم أصبح الجانب السياسى لحركتنا متطابقًا ومتوازنًا مع جانبها العسكري. فكان يجب علينا المنع من ملئ فراغ قيادة الثورة هذه المرة أيضًا ولكن بشكل يختلف عن السابق على حساب حرية واستقلال إيران لأن خمينى هو الذي ملأ في المرة السابقة فراغ قيادة الثورة بكل خبث وغدر ودجل ورياء حتى حدث ما حدث".

تأييد دولي للمقاومة الإيرانية

إن فضح جرائم النظام وتكريس اسم هذه الديكتاتورية المعادية للإنسانية كأكثر الأنظمة الديكتاتورية مكروهية في العالم يعتبر من ألمع صفحات تاريخ المقاومة الإيرانية التي تبلورت خارج البلاد بقيادة مسعود رجوي. فإن جزءًا كبيرًا من هذه النشاطات الواسعة يمثل في آلاف اللقاءات والحوارات وتبادل الرسائل والبرقيات من قبل مسعود مباشرة. أما الجزء الآخر فهو يتمثل في مهام وفود وبعثات كان يوفدها إلى الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان واجتماعات الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان والمؤتمرات السنوية للأحزاب. وكان الشهيد الكبير من أجل حقوق الإنسان الدكتور كاظم رجوى من سفرائه الثابتين لرفع الشكاوى إلى المنظمة الدولية والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى المعنية بحقوق الإنسان. وكانت حصيلة هذه الفعاليات علاوة على إدانة النظام في الأمم المتحدة 34 مرة، موجة من التأييد والتعبير عن المساندة للمقاومة الإيرانية. في عام 1983 حصلت لائحة ضد نظام الملالى العائد إلى العصور الوسطى في أوروبا وأميركا على التأييد من قبل 1700 سياسى وزعيم للمنظمات العمالية وأستاذ في الجامعة. وحصلت لائحة أخرى في أواسط عام 1986 طرحت في 57 دولة على تأييد ودعم من أكثر من 5000 شخصية بما فيها 3500 نائب في البرلمان لسياسة السلام التي تبناها مسعود رجوى رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وفى شهر حزيران (يونيو) عام 1989 أعرب أكثر من 300 من نواب البرلمان الأوربى عن تأييدهم الحاسم للمقاومة الإيرانية. وفى عام 1992 أعرب البرلمان الأوربى عن تأييده الواسع للدعوة الموجهة من قبل السيدة مريم رجوى إلى الاحتجاج على قمع النساء الإيرانيات. وفى الوقت نفسه أعرب 1500 نائب في البرلمان من 20 دولة في العالم عن تأييدهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره البديل الديمقراطى الوحيد أمام النظام. وفى أميركا هي الأخرى أعلنت غالبية أغلبية أعضاء الكونغرس الأمريكي قائلاً: "إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مسعود رجوى وبإعلانه عن خطة محددة وتحديد سياسات مسؤولة أظهر أنه قادر وعازم على المشاركة في التطورات الدولية في ما يتعلق بالسلام والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وتؤكد تقارير المصادر المحايدة أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وباعتماده على ذراعه العسكري وهو جيش التحرير الوطني الإيرانى وبمساندة الشعب وبالتنسيق مع الإضرابات والتظاهرات التي جرت في الأشهر الأخيرة بإيران قادر على إقرار الحرية والديمقراطية في إيران...". ثم طالب البيان الصادر عن الكونغرس الأمريكي بتأييد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وخلص في الختام إلى القول: "إن مجلس الأمن الدولي مطالب بمناقشة موضوع فرض حظر نفطى وتسليحى ضد النظام القائم في إيران...". في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1992 وإثر إعلان نواب الكونغرس الأمريكي عن تضامنهم مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية انضم إليهم 62 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي. كما إن انتخاب السيدة مريم رجوى رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية جعل موجة تأييد المقاومة ودعمها على الصعيد الدولي تدخل مرحلة جديدة. فكانت رسائل التهنئة من قبل مئات من نواب البرلمانات واللقاءات جزءًا من هذه الأجواء الحديثة. وفى شتاء عام 1994 أصدر البرلمان الأوربى بيانًا صارم اللهجة دان فيه بقوة ضغوط نظام الملالى على الحكومة الفرنسية لمنع إقامة السيدة رجوى في فرنسا.

جئت لأضحى بنفسى فداء لتحرير شعبي المكبل

مريم رجوي: بوجود زعيم مثل مسعود ومنظمة مثل مجاهدى خلق يمكن للمرأة الإيرانية أن تصل إلى هذه الدرجة من التحرر في عبور المعركة الضارية التي دارت وتدور بين المجاهدين وخمينى كان مسعود الذي كان مطلعًا تمامًا على الدور الأساسي لإيديولوجيا في نجاحات وإنجازات منظمة مجاهدى خلق الإيرانية، أدخل في عام 1985 المنظمة الرائدة للمقاومة وهى منظمة مجاهدى خلق الإيرانية في المصهر المذيب المتمثل في ثورة عقائدية داخلية. ومن أجل هذه الثورة "ارتهن جميع شخصيته التاريخية والتنظيمية والوطنية والدولية" ليجعل المجاهدين ثوارًا "أكثر نقاوة وصفاء وخلوصًا وصمودًا ومناعة واستمرارية، ليتمكنوا من تحطيم أسس ما يمثله خمينى من الظلم والاضطهاد والديكتاتورية ولا تنال منهم عاصفة الأحداث. إن هذه الثورة التي اندلعت بدخول عنصر المرأة قيادة المنظمة أى الإعلان عن تعيين السيدة مريم رجوى مرادفة للأمين العام لمنظمة مجاهدى خلق الإيرانية وبطلاق وتزوج على قمة قيادة المنظمة كانت في الحقيقة بداية لطفرة تحررية عقائدية داخل منظمة مجاهدى خلق الإيرانية ما زالت ثمراتها مستمرة حتى الآن. كما إن مجلس قيادة المجاهدين الذي يتكون بكامله من النساء المجاهدات يأتى مكسبًا لهذه الثورة العقائدية في نهاية عقد من الزمن وهو مجلس كما وصفه مسعود "لم يسبق له مثيل في التاريخ الإيرانى الحديث وربما في العالم". وفى مراسيم الاحتفال بزواجه من مريم رجوى في 20 حزيران (يونيو) عام 1985 كان مسعود قد قال حول دافعه لإقامة الثورة العقائدية: "يجب شد الأحزمة أكثر فأكثر في ساحة النضال ضد خمينى ويتقدم الصفوف في ذلك المجاهدون أنفسهم، فإن بئر الباطل المتمثل في خمينى عميقة للغاية، أعمق وأكثر إجرامًا مائة مرة من بئر الباطل المتمثل في الشاه في عهده. إذن يجب أن تكون قمة الحق بدورها أعلى وأرهف وأخلص وأطهر... فما هي الرسالة؟ نعم أنا جئت لأضحى بنفسى وبجيلى وبمنظمتى فداء لتحرير الشعب الإيراني. إنهم ثقبوا قلبى آلاف المرات وجلدوا جسدى آلاف المرات، فإنى مجاهد الشعب وممثل مئات الألوف وممثل الجيل الذي لا يتناهى عدد أبنائه. جئت لأضحى بنفسى وبحياتى فداءًا لفك رقبة شعبي المكبل المقيد. فيا أبناء الشعب الإيراني: من أنصارى إلى الله؟". ضياء الفداء والتضحية والبذل

"إن أدل رسالة وأكثرها دفعًا وإثارة تكمن في دم الشهيد المجاهد الدكتور كاظم رجوى هي ضياء الفداء والتضحية الذي يشهد مرة أخرى على كون زعيمنا مسعود قد بذل النفس والنفيس ويربطه بشعبه العزيز. وهو ضياء الفداء والتضحية السخية الذي سطع من جسد أشرف رجوى المضرج بالدم وفلذة كبدها الرضيعة في سوق الشام (تلفزيون خميني) وتبوأ في أعماق قلوب ونفوس الشعب الإيراني. الضياء الذي سطع من دم منيرة رجوى الزكية بعد إعدامها بأمر مباشر من خمينى ليظهر ويبرهن مرة أخرى ما يتسم به زعيمنا مسعود من الصدق والإخلاص، كونه زعيمًا سلك منذ البداية وبمنطق الفداء الحسينى في يوم عاشوراء طريق تحرير الشعب والوطن واعتبر الصدق والفداء والتضحية الدرس الأول في مدرسة الجهاد. إنها رسالة تضمد جروح الغدر والخيانة الخمينية في أعماق ضمائر الناس وتشق طريق الاستقلال والحرية أمام الشعب وجهًا بوجه جميع الحلول الرجعية الاستعمارية. إذًا فإن دم الدكتور كاظم رجوى هو الآخر يحمل مثل دم كل من منيرة وأشرف في أعمق وأهم رسالة اجتماعية وعقائدية عميقة وهامة ترسم الحدود بين قيادة مسعود الباذلة المتفانية وما اتضح حتى الآن في مذهب ومسلك كل من الشاه وخميني، لأن الجميع يرون أنه لو كانت هذه القيادة أيضًا مثل المدعين الآخرين تحب نفسها وحياتها لكان الحفاظ على الزوجة والولد والشقيقة والشقيق والوالدين سهلاً بالنسبة له كما أوصت برعايتهم في ما يتعلق بالعديد من الآخرين... ولكن هذه الدماء الغالية تمثل أدلة ساطعة ودامغة تثبت حقيقة تاريخية عظمى ترتبط بأخطر قضية للشعب والثورة وهى قضية القيادة وتبشر بعهد حديث من الازدهار الاجتماعى في ظل قائد وزعيم نقيض تمامًا من خمينى والخمينية. كما إن الثورة الإيرانية المستجدة هي الأخرى تقدمت إلى الأمام معتمدة على هذا المحور أى الإخلاص والصدق والفداء الذي ليس قضية فردية وإنما طليعة على التطور الاجتماعى ومبشر بالحرية والرحمة والوحدة والإخلاص".

ملحمة مسعود رجوي

صحيفة "لومتن" الفرنسية - 9 حزيران (يونيو) 1986 في عاصفة الثورة التي لا تزال تريق بلا هوادة ومنذ سقوط سلالة بهلوى في عام 1979 دماء شعب بالغ عدد أبنائه 35 مليون نسمة وتزرع بذور الهجرة والفرقة لم يتردد مسعود رجوى المناهز عمره 40 عامًا ولو للحظة في مواصلة النضال ضد النظام. كل من مفردات إيران والشعب الإيرانى في نضاله من أجل تحقيق الحرية له والمجاهدين تعنى مسعود رجوى الذي يعتقد أنه هو المعارضة "الوحيدة" الصامدة التي تستحق هذه التسمية (المعارضة). ويحمل اسم مسعود رجوى في ثناياه موجة الاضطرابات وجميع الآلام والمعاناة وكذلك جميع حالات الاضطهاد والظلم والتغييرات السياسية في إيران. هناك صورة فقط لمأساة إيران التي يمثل هو اللاعب فيها والمتفرج بها في آن واحد، وكانت هذه الصورة صورة تلفزيونية حكت على صفحة ذهن رجوي. فيظهر مدع عام وهو يحمل طفلاً رضيعًا يتضور في حضنه. المدعى العام هو "أسد الله لاجوردي" خليفة "خلخالي" المشؤوم. الطفل هو ابن مسعود رجوى ذاته وابن أولى زوجته "أشرف". لقد توفيت "أشرف" زوجة ورفيقة درب زعيم مجاهدى خلق. إنها قتلت بعد وقوعها في كمين. وفى هذه الصورة التلفازية تشاهد جثتها بجانب قدمى المدعى العام ووسط 16 جثة أخرى للمجاهدين. هذا عرض ظافر ومروع من قبل الملالي. هذا المشهد يجعل ذهن الإنسان يغوص في قصة الكساندر نوسكى من أثر آيزنشتاين بروايتها الإيرانية. ولكن المدعى العام في نظام الملالى لن يلقى الطفل الرضيع في ألسنة لهيب نار الحطب، كما لن يصلبه، ولكنه سيعذب والده الذي يتفرج من منفاه الفرنسي بهذا المشهد المسجل على الشريط والخاص للساعة الصغري. أما المدعى العام المتوهم بالارتياح والغائص في أحلامه الأضغاث فيقول: "إن هذا الطفل سيتم تربيته ليكون عضوًا في حزب الله" أى عضوًا في الحزب الشيعى الخمينى الذي يعتبره مسعود رجوى أخبث الخبثاء. المباهاة برفع راية السلام مليونا قتيل وجريح و3 ملايين متشرد وخسارة بالغة 1000 مليار دولار وتعرض 50 مدينة و3000 قرية للدمار... هذه هي جانب فقط من خسائر الحرب الخيانية الخمينية لثمانى سنوات. عند ما رفع مسعود رجوى باسم المقاومة الإيرانية وباسم الشعب الإيرانى راية السلام في معمعة صيحات خمينى بـ "الحرب... الحرب" ودجله الهاتف بـ "فتح القدس عبر كربلاء" تعرض لأخبث الهجمات والتهم من قبل النظام المثير للحروب وأذياله وأتباعه وأعوانه المتشدقين بالاعتدال والشركاء في جرائم خمينى في الحرب المدمرة. ولكنه كان يتساءل: "ألا تكف؟ ألا تكف كل هذه الخسائر المادية والبشرية؟". واليوم عندما نرى أن أبناء الشعب الإيرانى شيبًا وشبابًا قد ضاقوا ذرعًا بصيحات "الحرب، الحرب" والدق على طبول الحرب وفى الوقت الذي بلغ فيه السكين العظم وبلغ السيل الزبى وفى الوقت الذي أصبح فيه المواطنون يخفون أبناءهم لكى لا يزجهم خمينى عنوة في أتون الحرب وعند ما تعتقل قوات النظام الشباب على مجموعات من داخل الشوارع لتجعلهم لحومًا في فوهات المدافع في جبهات الحرب فيثبت صواب موقفنا وتحاليلنا أكثر فأكثر. هل يفكر خمينى في السلام حقًا؟ هل يفكر خمينى في حياة الناس حقًا؟ كلاّ، بل إنه فتنة وآفة لحياة المواطنين ونفوسهم، هذه كانت ولا تزال مسؤوليتنا وواجبنا أن تستأصل شأفة الحرب ونقر السلام العادل الشامل الدائم مع جارنا العراق على أساس مشروع السلام المقدم من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. في عام 1980 وعند احتلال الأراضى الإيرانية من قبل العراق خاض المجاهدون الحرب ضد القوات الأجنبية وقدموا شهداء في هذه المسيرة. ولكن منذ حزيران (يونيو) عام 1982 أى بعد انسحاب القوات العراقية إلى الحدود الدولية وتوجيهها الدعوة إلى السلام فإن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اعتبر الحرب غير شرعية ولا وطنية ومضادة لمصالح الشعب الإيراني، لأن خمينى هو الذي فقط كان يصر على استمرار الحرب لغرض ضمان استمرارية نظامه وبقائه على السلطة والتغطية على القمع داخل البلاد. ففى يوم 9 كانون الثاني (يناير) عام 1983 التقى مسعود رجوى في موقع إقامته مع طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء العراقى وقّع معه اتفاقية سلام. وفى يوم 13 آذار (مارس) عام 1983 أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مشروعًا للسلام، ثم أثار حملة تأييد دولي واسعة لسياسة السلام المعتمدة من قبل المقاومة الإيرانية. وفى داخل البلاد شنت قوى المقاومة حملات واسعة ضد الحرب ومن أجل السلام. وفى 14 شباط (فبراير) عام 1984 و 15حزيران (يونيو) 1985 أوقفت الحكومة العراقية قصف المدن الإيرانية بطلب قدمه إليها مسعود رجوي. وقال مسعود رجوى عند انتقاله من فرنسا إلى العراق: "لا يكفى التشدق بالسلام، بل يجب تجفيف منبع الحرب وهو خمينى وذلك بخطوة ملموسة. هذه الرحلة وفى جانب منها تأتى تلبية لهذه الحاجة الملموسة التاريخية الاجتماعية السياسية. وبالنسبة لمجاهدى خلق يعتبر هذا عبورًا آخر على غرار عاشوراء الحسين (ع)". إن لقاء السلام في بغداد نسف أجواء النزعة الحربية الخمينية وأخيرًا أثمرت شجرة السلام الستراتيجية بتأسيس جيش التحرير الوطني الإيرانى الذي جرّع خمينى وبعد عام من ميلاده كأس السم الزعاف المتمثل في قبول وقف إطلاق النار.

                                        مجمع التحالف الوطني
حكم هيئة الحكام في مجمع التحالف الوطني (رابطة السلام العالمى - فرع حقوق الإنسان) بشأن السيد مسعود رجوى الأمين العام لمنظمة مجاهدى خلق الإيرانية ورئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يقيم في ضاحية "أور سور أوايز" الباريسية في فرنسا بسبب خدماته الإنسانية على الصعيد الدولي في عامى 1983 - 1984. إذًا فإن رئيس هيئة الحكام ورئيس مجمع التحالف الوطني البروفيسور راج بالدو وبموجب مقترحات هيئة الحكام سيقدم بكل سعادة جائزة "الخدمات الإنسانية الدولية لعام 1983 - 1984 " للسيد مسعود رجوى بسبب خطواته القيمة في مجال حقوق الإنسان. نيودلهى - 7 نيسان (أبريل) 1984 البروفيسور راج بالدو رئيس هيئة الحكام رئيس مجمع التحالف الوطني الجائزة سيتم تقديمها في باريس

حزيران (يونيو) 1984

رحلة فوق العواصف

في ربيع عام 1986 وفى غمرة حالات التأييد والدعم الدولية لسياسة السلام التي اعتمدها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قام خمينى بحبك مؤامرة ومساومة خلف الستار ضد إقامة شخص مسعود رجوى في فرنسا بعد أن رآه العامل الرئيس لعدم استمرارية نظامه وعزلته على الصعيد الدولي، إلا أن مسعود وبمجازفة كبيرة أحبط مؤامرة العدو أقدم على الانتقال إلى جوار أراضى الوطن والمقاتلين من أجل الحرية في رحلة "فوق العواصف". وهناك كثير من الحديث في هذا المجال. فكان هو نفسه قد قال: "منذ البداية أيضًا لم نكن قد جئنا إلى باريس بهدف ملء الأوقات ولا للألاعيب السياسية ولا للاستراحة والتسلية ولا لنجاة أرواحنا. لو كان الأمر كذلك لما كان العدو المعادى للإنسانية يتابع بكل عناد وتعنت وإصرار موضوع استردادى وطردي. ومن جانب آخر إنى وبصفتى المسؤول الأول لمقاومة دامية لشعب مكبل لا أستطيع ولا يجوز لى أن ألتزم هنا الصمت أو الحياد كما يرغب فيه العدو ويمارس الضغوط من أجله. ولا يمكن ولا يجوز لى أن لا أعلن الحرب ضد العدو ولا أصدر الأمر بحمل السلاح وألتزم الحياد كما يقولون ويطلبون مني. كلا، لا يجدر بنا هذا، وهيهات منا ذلك. لقد قلت لمن قلت لهم أنى لا أخاف شخصيا حتى من الاسترداد وتسليمى إلى خميني، لأن دمى ليس أغلى من دماء أخواتى المجاهدات وإخوانى المجاهدين الآخرين. فإنى شخصيا أعتقد أنه وفى العهد الذي يحدث فيه الاستشهاد بهذه الكثرة لقد بقيت حيا أكثر بكثير من نصيبي. فكانت محاكم الشاه العسكرية قد حكمت على بالإعدام قبل 15 عامًا أى في عام 1971، ثم وفى كثير من المراحل والفصول والمنعطفات والأحداث الأخرى أصبحت عرضة لذلك، إذًا وبالقدر الذي يخصنى شخصيا فمن العجب بقائى على قيد الحياة لمدة 15 عامًا في الأقل. فلذلك سنمضى في الكفاح بلا هوادة حتى اللحظة الأخيرة وحتى الرمق الأخير وسوف نجتث جذور نظام الظلم والطغيان المتمثل في حكم خمينى الجلاد ولو بالأيدى والأظافر والأسنان! لقد سبق لى أن قلت إننى سأسلك الدرب كله وصولاً إلى المقصد الكبير للشعب الإيرانى ولو من زقاق إلى زقاق ومن مدينة إلى مدينة ومن أرض إلى أرض إنه إذا اقتضى الأمر مثل جميع المقاتلين في صفوف مجاهدى خلق ومثل جميع الإيرانيين المتشردين اللاجئين والمبعدين. حقًا مادام خمينى ونظامه موجودين فمن الذي تُحل وتُسوغ الاستراحة والمعيشة؟ استذكروا السجناء ولو للحظة، استذكروا المتعرضين للتعذيب والنساء الحوامل والذين أعدموا رميا بالرصاص. استذكروا الأمهات المقيدات في السجون واستذكروا الشعب الأبى المكبل... فما أجمل هذا الأرض ولكنها ليست أرض الوطن... أود القول إنه لم يعد يمكن قيادة وتوجيه وإدارة الحركة الثورية والانتفاضة الشعبية في أعلى مواقعها مسؤولية للإطاحة المسلحة بالعدو المعادى للإنسانية انطلاقًا من هنا أى من فرنسا. فلذلك إن الصمت والحياد لا يليقان بنا، بل يليقان براكبى الأمواج والانتهازيين المحترفين... إن واجبنا الملح هو أن نذهب إلى مكان يمكن فيه تلبية طلب شعبنا... إن خمينى الذي استطاع أن ينتقل مباشرة من باريس إلى طهران ويمسك بزمام السلطة كانت له طبيعة مختلفة أساسًا عن طبيعتنا. فإنه لم يكن يصدر أوامره حتى بالجهاد، لماذا؟ لأنه كان يدرك بأن الانتفاضة المسلحة سوف تجعل القوى المتماثلة والمنحدرة من أصل واحد في هذه الانتفاضة تطفو إلى السطح مما لن يبقى مكانًا للشاه وخميني. هذا هو أفضل أسلوب وأمثل طريقة لتحرير شعب مكبل ولهذا السبب سوف تظهر الحرية والاستقلال الناجمة عنها ولن يمكن لأحد أن يعترض سبيلها باللجوء إلى القمع والدجل وإثارة الحروب". فوسط استقبال رسمى وصل مسعود رجوى إلى مطار بغداد وسارع من هناك مباشرة إلى زيارة العتبات المقدسة في مدينتى كربلاء والنجف. والدعاء الخاشع لمسعود رجوى ومريم رجوى في روضة الإمام على (ع) وروضة الإمام الحسين (ع) الإمامين العقائديين للمجاهدين كان يأسر القلوب ويؤثر في نفوس كل سامع. وقد بلغ هذا الخشوع الإيمانى ذروته عند زيارة مسعود لمشهد الإمام الحسين (ع) حيث قال صارخًا: "يا أبناء الشعب الإيراني، أيها الذين يسمعوننى في جميع أنحاء الوطن، أخاطبكم من مشهد الحسين (ع) بندائه يوم عاشوراء: هل من ناصر ينصرني؟، هل من ناصر ينصرني؟ هل من ناصر ينصرني؟!". أيها العدو، إن كنت صخرة صلدًا فإنى حديد

كان مسعود قد قال عند مغادرته فرنسا: "إن واجبنا الملح هو أن نذهب إلى مكان يمكن فيه تلبية طلب شعبنا". ففى حزيران (يونيو) عام 1987 وانطلاقاً من 20 عاماً من تجربة الكفاح المسلح ضد النظامين الدكتاتوريين للشاه وخمينى أمر مسعود بتأسيس جيش التحرير الوطني الإيرانى وكان الهدف من تأسيس هذا الجيش الذي اعتبر الذراع المسلح للمقاومة الإيرانية هدم وتحطيم القدرات الحربية والقمعية للعدو المناهض للبشرية والإطاحة بنظام خمينى من أجل تحقيق الأهداف السامية للمقاومة أى إقامة السلام والحرية والديمقراطية والحكم الوطني في إيران. ووجه مسعود آنذاك نداء إلى الشعب الإيرانى جاء فيه: "أدعو جميع الرجال البواسل والنساء الباسلات الذين عزموا على خوض الكفاح ضد طاغية العصر وهم قادرون على حمل السلاح وكذلك العسكريين الوطنيين الذين لا يريدون أن يخدموا نظام خمينى على حساب الشعب إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني الإيراني...". إن جيش التحرير كان أنبل نتيجة ستراتيجية للتحولات العميقة التي أفرزها الصراع بين قوى المقاومة الإيرانية ونظام خميني، لذا فإن تأسيس جيش التحرير كان رسالة واضحة وصريحة توجه إلى خمينى قبل أن توجه لأى شخص آخر. وأخيرًا أجبر خمينى على تجرع سم وقف إطلاق النار.

تجربة ناجحة في الديمقراطية والتعددية

من رسالة السيد مسعود رجوى إلى الشعب الإيرانى عقب الإعلان عن انتخاب السيدة مريم رجوى رئيسة مقبلة لإيران في 22 تشرين الأول 1993 : "هذا هو انتخاب تاريخي أصلح من قبل المقاومة الوطنية الشعبية العظيمة من أجل إسعاد الشعب الإيراني، انتخاب ناجح مبارك ميمون للغاية سوف يسرع في الإطاحة بالعدو المعادى للإنسانية ويفرح الأرواح الطاهرة للشهداء ويقر أعين المقاتلين ويسر قلوبهم ويضمن الحرية والعمران لإيران الغد". إذا أمكن تلخيص أعلى ثمرة للحياة السياسية لمسعود رجوى في عبارة، إنما هي "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" حتمًا، وهو المجلس الذي يحظى وباعتباره البديل الديمقراطى الوحيد لنظام الملالى بوزن داخلى ودولي مرموق ويعمل كبرلمان في المنفي. في 21 من تموز عام 1981 أعلن السيد مسعود رجوى تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ليكون نموذجًا يجسد القدرة والإرادة التامة للقوى الوطنية والتقدمية والشعبية ومنذ ذلك الوقت ولحد الآن أدى المجلس دوره كبرلمان وطني وفى الوقت نفسه كبديل لنظام خميني. وبعد أسبوع من الإعلان عن تأسيس المجلس وبقرار منه قام السيد مسعود رجوى برحلة جريئة إلى باريس بعد الإقلاع من القاعدة الجوية الأولى في مهرآباد بطهران ليفتح جبهة سياسية ضد العدو خارج إيران ويوسع هيكلية المجلس ويطلع الرأى العام العالمى على وجود بديل للنظام. فانطلق العمل بهذا الواجب فعلاً. خلال الـ 20 عامًا من نشاطه أعد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مشاريع وخططًا عديدة متعلقة بإيران الغد أهمها كالتالي: * مشروع المجلس الوطني للمقاومة بشأن علاقة الحكومة المؤقتة لجمهورية إيران الديمقراطية الإسلامية بالدين والمذهب والذي تم التأكيد فيه أنه لا يمنع أى شخص كان بسبب الدين أو المذهب من ممارسة حقه في أن ينتخب أو ينتخب أو يتسنم المناصب الحكومية حتى في أرفع مستويات السلطة. * مشروع المجلس الوطني للمقاومة الخاص بحريات وحقوق المرأة. لقد تم في هذا المشروع التأكيد على رفض أى نوع من التمييز في هذا المجال بما في ذلك حرمان المرأة من حقها في تسنم المناصب الحكومية ومنها القضاء وأرفع منصب حكومى (رئاسة الجمهورية) أو اختيار العمل والزوج مما يعتبر من حقوق وحريات المرأة. * مشروع المجلس الوطني للمقاومة الخاص بالحكم الذاتى لكردستان إيران. لقد أقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هذا المشروع وبالإجماع في تشرين الأول عام 1983. ويحتوى المشروع على مقدمة واثنتى عشرة مادة ويأتى هذا المشروع لتقوية وتعزيز السلطة الشعبية والسيادة الوطنية ووحدة الأراضى والصف الوطني للبلاد مع الأخذ بنظر الاعتبار النضال العادل لشعب كردستان الإيرانية من أجل إرساء دعائم الديمقراطية في إيران والحكم الذاتى لكردستان وإزالة الظلم والاضطهاد المضاعف من على كاهل القومية الكردية المضطهدة. * مشروع المجلس الوطني للمقاومة لتحقيق السلام الدائم والشامل بين إيران والعراق. إذا كانت الحرب تعتبر بالنسبة لخمينى سلاحًا ستراتيجيا فان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية طرح بالمقابل شعار السلام الستراتيجى تحديا لعدو الشعب الإيراني. ففى 9 كانون الثاني عام 1983 التقى رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوى في مقر إقامته في أوفير سور اوايز (إحدى ضواحى باريس) بالسيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقى وأسفر هذا اللقاء عن صدور بيان مشترك أوقع أول ضربة جادة على نظام خمينى العدوانى مما أثار موجة من الفرح الغامر لدى معظم أبناء شعبنا في إيران وكان رئيس المجلس قد أعلن في أحد أحاديثه: أن الوقت يسير من الآن فصاعدًا لصالح المقاومة وضد النزعة العدوانية الخمينية. وفى 13 آذار عام 1983 أى بعد ستة أشهر من الدراسة والمتابعة والبحث تم المصادقة على مشروع السلام للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والذي يعتبر موقفًا وطنيا ذا أهمية بالغة في تلك الظروف. وقد بعث المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بمشروع السلام الصادر عنه إلى الحكومة العراقية للاطلاع عليه ونسخ أخرى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ودول حركة عدم الانحياز والدول الأعضاء في المؤتمر الإسلامي. واثر إصدار مشروع السلام هذا أصبح المجلس يبعث ويدفع إلى الأمام حركة واسعة على الصعيد الدولي للدعوة إلى السلام بين إيران والعراق. إن آخر علامة تشخّص مرحلة تطور المجلس هي اتساع قاعدته بحيث أصبح بمثابة برلمان المقاومة مما كان ضرورة تاريخية بسبب تطور نشاط المقاومة داخل إيران وخارجها. وفى أيلول عام 1993 وبدخول الأعضاء الجدد بلغ عدد أعضاء البرلمان 235 عضوًا وفى صيف عام 1995 زاد عدد لجان المجلس من 18 إلى 25 لجنة وفى خريف العام ذاته ارتفع عدد أعضاء المجلس إلى 572 عضوًا نصفهم من النساء. في أيلول عام 1993 وبانتخاب السيدة مريم رجوى رئيسة للجمهورية للمرحلة الانتقالية بدأت مرحلة جديدة في حياة المجلس حيث استطاع البديل الديمقراطى وعلى أثر هذا الاختيار أن يخطو خطوة نوعية في طريق الإطاحة بنظام خمينى مبرهنًا على الصعيدين الوطني والدولي استعداده للإيفاء بمسؤولياته التاريخية. وعلى امتداد سلسلة إنجازاته واصل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إصدار مشاريع أخرى لتلبية حاجات المرحلة الراهنة للمقاومة ومنها اتخاذ شعار الأسد والشمس شعارًا رسميا للمجلس وكذلك اختيار نشيد "يا إيران أيها الوطن الغالي" نشيدًا رسميا للمجلس. وفى أعقاب إقامة أكبر تجمع للإيرانيين في الخارج وهو مهرجان لندن في شهر حزيران عام 1996 وفى أعقاب استطلاعين شملت 92 مدينة إيرانية اتضح أن أكثر من 70 بالمائة أى الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الإيرانى وفى حالة إجراء انتخابات حرة قائمة على أساس سلطة الشعب (ولا ولاية الفقيه) وبإشراف الأمم المتحدة ستصوت لصالح رئيسة الجمهورية مريم رجوى وعلى هذا الأساس أبدى رئيس المجلس استعداده لإجراء انتخابات رئاسية حرة وبإشراف الأمم المتحدة. إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وباعتباره البديل الديمقراطى الوحيد يعتبر الآن وخاصة في المرحلة النضالية الجديدة والنهائية للإطاحة بنظام خمينى وإقامة سلطة الشعب مجسدًا عزم الشعب الإيرانى بمختلف طبقاته وشرائحه القومية والدينية ومختلف تياراته وهو مستعد أكثر من أى وقت مضى للقيام بدوره التاريخي في تحقيق أهداف الشعب الإيرانى وإقامة سلطة الشعب في إيران برئاسة السيدة مريم رجوى وهذا ما سيتحقق بعد الإطاحة بنظام الملالى على يد جيش التحرير الوطني الإيراني.

de:Massoud Rajavi Massoud Rajavi]] eo:Masud Raĝavi fa:مسعود رجوی fr:Massoud Radjavi ru:Раджави, Масуд